قضى نهاراً كاملاً وهو يدور على قبور موتاه . في جوّلته قرأ كل أسماء الموتى . قبل خروجه من المقبرة، هاله منظر قبر مكتوب عليه اسمه وصورته، تمعّن في تأريخ الوفاة ، عاد مسرعاً والدهشة تعقد لسانه، تذكّر في الطريق أنَّ تاريخ وفاته على الشاهد يطابق هذا اليوم ذاته . دخل على أسرته ليخبرهم بما رأى ، لم ينصت أحدٌ إليه ، أخذ ه الغضب وراح يصرخ بهم ، لم يلق إستجابة ، حطّم الأواني والأثاث، لم يلتفت نحوه أيّا ًمنهم . قفلَ عائداً إلى المقبرة. جلس عند القبر يبكي . حانت منه التفاته نحو صورته، أدهشه وجود صورته الحالية برأسه الأشيب بدلاً من القديمة التي كان فيها في عز شبابه . لكن هذه المرّة كانت الصورة ناصعة بلا غبار !
عادل المعموري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق