1
بكاءُ النّوارس..
صهيلُ الموجِ بعينيكِ
يعبرُ كلّ النّوافذِ
وأنا أصطدمُ بكآبتي
ونوافذي محاطة بالنعيقِ
أعيدي تلكَ الأغنية
فصوتكِ الرّبانُ يقودني
إلى دروبٍ تلوبُ في دمي
أشيّدُ على يديكِ أحلامي
وأنتِ تصدّقينَ أنّ الأزهارَ
تعبق سمّاً
وأنّ للفراشاتِ مخالب !!
رتّقي جرحي فلن أعاتب
فأنا كبيرُ النّوارسِ
مهما تزاحمت على الشّطِ الضّفادع
جرحي دالية
ودمي رغيف
أعيدي تلكَ الأغنية
لأعرف كم عاماً تبقّى من عمري
أنتِ الغناءُ الأخيرُ
سيرسو القلب بعينيكِ
وأنتِ السّياج
الذي يواري نحيبي
وختام النّشيد
أحبُّكِ ..
والقلبُ لا يماري
فاخرجي من عيوني
شمساً تحرق الغيوم
فأنا حروف الاشتعال
أخرجي كوكباً من دفاتري
فأنا دروب المآل
واخرجي من دمعتي
مهرة
فأنا حنين الليالي
أعيدي تلكَ الأغنية
إنّ أشجارَ القلبِ ظامئة
وشمسُ الرّوح عمياء
سمراء ..
عيناكِ تجذبانِ المطر
فوقَ حقولِ الرّوح
وأنتِ هديل الشّجر
غنّي يامن تروي البحار
فأنا بوابة المدى
لعينيكِ أطلّ ضياء
في عالمٍ يمتهن الغدر
غنّي لأكتبَ القصيدة
ولن أبالي ..
بضرباتِ الزّمن .
2
النّاضبة ...
سيخمشُ قلبي دمكِ
إن كانت أنفاسكِ باردة
لحظة التّلاقي
وأعضُّ روحكِ إن تاهت
عن تسلّقِ عنفواني
وعيناكِ ..
سأهيلُ عليهما حمقي
لو شردتا عن حنيني
أنا العاشقُ النّهمُ
محترفُ عبادةَ الذّكرياتِ
أرضعُ كلّ يومٍ غبارَ الطّريقِ
ولا أصل إلاَّ لأحزاني
فكم تبقّى من شهيقٍ
حتّى أتوّجَ جسدكِ بدمعاتي ؟
ياامرأةً تزجرُ الأشواقَ
وتعربدُ في غصّتي
متى تورقُ على شفتيكِ
ألحاني ؟!
إنّي أحبُّكِ
بكلِّ ما أوتيتُ من نبضٍ
عبدٌ لوجهكِ أحلامي
سأفرشُ خطوتكِ مدىً للضلوعِ
وأضيعُ في دمكِ حريقاً
حتّى إن متِّ
أكونُ في القبرِ الجثمان و التّراب
وإن عشتِ
أكونُ في وريدكِ السّاقية
كلّ ماأردتهُ منكِ
هو أنتِ
وما تبقّى منّي
لشتاءاتكِ حطبٌ
فانزعيني من وحشتي
غرفتي تابوت
ودمعتي الشّاهدة
كرهتُ أن أموت
وأنتِ الجّامدة
فليأكل قلبكِ الحوت
إن مكثتِ حجراً .
مصطفى الحاج حسين .
حلب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق