يَدايَّ مِنْ تُرابْ وما أَكرَمَ تُرابِي ...
إن سَكبتَ الماءَ عليّ أنبتُ الوردَ وسَكبتُ الربيعَ مِنْ يَدايّ ...
وإنْ تَناسَيْتَ سُقيايّ إنهمرَ الفُتاتُ واحجرّ الدَمعُ مِنْ مُقْلتايّ ...
كُلنا تُرابٌ ومِنْ الترابِ خُلقنا فلما لا تُنبتُ أترِبتنا ورداً ...
ً
وإذا سُقيّ أُحدُنا الماءَ لما لا يَنحني لِيقطرَ مِنْ فَيضِ ما سُقيّ به ويسقِينا ؟ ...
ونَحيا كِباراً مِنْ سُقياكم و مِنْ سُقيانا نَسقي أمانينا ...
لما نَلوذُ بما أُكرمنا به ونَدعُ مَنْ بجوارنا يَحجرُّ ومِنْ بَعدِ تَحجرِه يُؤذينا ...
ونشكو الآه مِنْ ألمٍ و نَرمي الغَيرَ بالقسوةِ والتجبرِ فينا ...
وننسى الماءَ الذي أَحيانا كيفَ بَخلنا به وكيفَ يُلهينا ...
كُلنا تُرابٌ ومِنَ الترابِ خُلقنا وليتَ الترابُ يبقى طينا ...
ويَتخلى عن التحجرّ وتكسيرِ اللينِ فينا ...
يا ورودَ الكونِ انحني وصبّي رذاذَ الماء فوقَ الورود الذابلةِ فينا ...
بعضٌ من قطراتك تُحّي الميتَ وتَزيدُ الحيّ حياةً وتُغنينا ...
كُلنا تُرابٌ والترابُ أرضٌ خَصبت إذا سُقينا ...
يسودُ العِطرُ مِنْ فَيضِ كَرمكم والكَرمُ الحرّ سائداً فينا .
#الكاتبة_إسراء_حمدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق