![]() |
الأديبة فاتن ديركي |
ينام في قلوبنا وجعاً
فننسى النور الذي كانْ
نتلمسُ الطريقَ كالعميانْ
نتكئ على عكازة الذكرياتْ
فتنكسرُ تحت وطأة الذكرى
وفيض الشوق وثقل الألمْ
نبحث عن كوةٍ من نور
في فضاء الحلم
ربما يكون قد نسيها الزمانْ
**
قلوبنا ممزقة
وجوهنا ممزقة
ضمائرنا ممزقة
موزعة ٌ على مفترق طرق
تبغي عطر ندى
ترثيها قصائد الحزن
لنبقى معلقين من أرواحنا
نسمع في الصدى
نحيب المدى
..
طويلٌ غريبٌ هذا الليلُ
وذاك الجفافُ في أرواحنا
ونحن نبحث عن وطن
ننتظر المطرْ
أنهض من حزني
أسعى وأسعى
أروح وأجيء كهاجر
أبكي كإسماعيل
فمن يدري
لعلي أجد زمزمَ أخرى
ويتبارك المكان
كالمروة والصفا
ويتفجر الماء
كما يتفجر الحبُّ
في قلوب البشرْ
...
قولوا للوطن...
قولوا للوطن أني سألتقيه
عند أول منعطف للحلم
عند حافة الغيابْ
كما التقيت حبيبي
ذات صدفة
في دمعة حائرة
تبحث عن حقيقةٍ
في مرفأ أمانْ
قولوا له...
أنّ وجهه الغائب عني
يشبه وجه حبيبي
عندما تضحك عيناه
ليخرج منها الياسمين
وأنهار الجنانْ
...
قولوا له ...
إن أصابعه المغروسة
في عمق روحي
تشبه أصابع حبيبي
حين تمشط شعري
فيزدهر الوطنُ
في فؤادي
عرائش حبٍّ
وقلائد جمانْ
قولوا له...
إن ذلك الطفل
الذي فقد ذاكرتَهُ
ذات شظية غادرة
لم ينس ضحكةً
تركها في أرجوحة العيد
ولا فرحةً
لمست قلبه
حينما كان يمشي
ذات يوم
تحت المطرْ
...
من ؟؟!.
من أشعل النيرانَ
في غمار قلوبنا
من أسدل الدجى
على أرواحنا
من دقَّ في دمائنا
المسمارَ والإزميلا ؟!
من بدَّل الأفراحَ
بخيام العزاءِ
فمات نشيدُها
وأضحت فيض َ دموعِ
تفجع وعويلا ؟!
من قال إن
إرادة الشيطان أقوى
من صوت الملائكةِ
ومن عين ٍ هتونْ ؟!
من نثر الرمادَ في العيونْ
من غرَّر النفسَ
في سوق السلاح
فباعها صهيونْ ؟!
...
يا إخوة الوطن الجريح
تعالوا نلم شتاتنا
ونصب في دمائنا
جداولاً للحب
نطهرها
بصلواتٍ من الغفرانْ
تعالوا نبدد ظلماتٍ
نهشت أعمارنا
لنسرق نور الفجر
ننتظر الضحى
فلا زال القرآن
يفتح قلبَهُ
لربى السلامِ
يعانقُ الإنجيلا
تعالوا
فالحب يعري صمتنا
ينادي بنا
ليأخذنا
إلى مرافئ اليقينْ
عسى يتجدد العمر
المدجج بالحنينْ
...
هي غيمة ُ
ستعبر من آلامنا يوماً
من تباريح الهمومْ
على جسرٍ من الماضي
تحيك من النسيان درعاً
ومجذافاً من أمل ٍ
يحمله السفينْ
إلى شواطئ النور ْ
..
سيرحل الدمع الغزير
مغادراً شرفاتنا
فلا الليل يبقى
ولا الظلم في حصنٍ حصينْ
لتبقى دمشق الياسمين
جنة عمرنا
تعيد لنا النقاءَ
وتزهر فينا الإنسان الأصيلا
هي دعوةٌ لخلق حياةٍ
تكتمل الحياة
وصرخةٌ في وجه الموتِ
معادلة ٌ لاتقبل التأويلا
مدوا الأيادي بحبٍّ
تلثم بعضها
لتخط على صفحات
قلوبنا البيضاءْ
حروف آمالٍ
فاليوم نسطر أمجاداً
على صدر السماءْ
نعانق شمسنا الخجلى
لتسطع في أعماقنا
فتحاً جليلا
اليوم نعدُّ
قوافل الشهداء نجوماً
سافرت إلى الله طوعاً
مشكاة في الروح تبقى
مرشداً ودليلا
اليوم نولدُ
نشهقُ من ألم الولادةِ
نبكي...
تغسلنا الحياةُ
لنبحث عن حضنٍ
يكون لنا وطنٌ
لنسكن َ فيه
وننتشي حلماً جميلا.
فاتن ديركي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق