اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

2016 شيخة حليوى.. تحرير الباطن من همومه || ريم غنايم ـ فلسطين

ريم غنايم - شاعرة ومترجمة وباحثة من فلسطين - شاعرة ومترجمة وباحثة من فلسطين
ريم غنايم - شاعرة ومترجمة وباحثة من فلسطين
"تأخّرت نصوصي فعلًا". هكذا تفتتح الكاتبة الفلسطينيّة شيخة حليوى أحد نصوصها وتظهير مؤلفها الثاني "الطّيران خارج الفصول تعلمت الطيران بلا أجنحة" (دار الأهلية، 2016). لعلّ التأخّر في كتابة هذه النّصوص سمة لا بدّ منها لقراءة مثل هذه النّصوص التي تعيد صياغة الكَون والمفاهيم والأفكار وتقيم وزنًا للكتابة الشائخة مثل حكمة حكيم صينيّ، بعيدة عن إطلاق الشعارات المثاليّة لجوهر الأفكار وجوهر اليوميّ، وجوهر العلاقات مع الموجودات، حيث تصبح السرياليّة الملاذ الأخير للتعبير.


تُقيم شيخة حليوى داخل لغتها ونصوصها، تسكن منطقها الدّاخليّ بعيدًا عن رؤى العالَم المتكررة

تُقيم شيخة حليوى داخل لغتها ونصوصها، تسكن منطقها الدّاخليّ بعيدًا عن رؤى العالَم المتكررة، ممتحنةً أنوثتها وذكورتها وكتابتها وماضيها وراهن عالمها، بأسلوب شديد الخصوصيّة، شديد الرقّة، شديد الانكسار. شيخة حليوى، كاتبة يافيّة فلسطينيّة، صدر لها حتى الآن مؤلّفان من العيار السرديّ المدوّي، وإن كان الخفوت سمتهما الرئيسيّة. تمشي في كتابتها النثريّة-الشعريّة بدقّة وبحذر وبشراسة بدائيّة في ذات الآن. إنّها الكتابة الخلاسيّة التي ترفضُ تصنيف هويّة الكتابة وجنسها، وتسعى نحو الكولاج السرياليّ الذي يغازل الأجناس الأدبيّة جميعًا ويتملّص منها جميعًا على حد سواء. هكذا تكتب حليوى نصوصًا طال انتظارها وهي تتقلب على نار هادئة، فجاءت ناضجة، بل شائخة في رؤاها السرياليّة المتعدّدة للوجود وللذات وفي تعاملها الواعي والفطري والحزين والمنكسر مع الذّات وهمومها.

أفكار كثيرة في هذه النصوص توحّدها سمات قليلة منثورة كالخرزات هنا وهناك، تكشف عن باطن الكلام وعن منطق ميتافيزيقيّ له دلالاته وشعريّته وانفتاحه وانغلاقه في ذات الآن. ثمّة إحساس بالخسارة، بالهزيمة التي تقطع نفس المتلقّي، يأتيه محمّلًا بالاستعارات الفائضة والشعريّة "المعقلنة"، ولا أجمل من الخسارة "المعقلنة" الملفوفة بالحسّ الشعريّ السرياليّ لدى الكاتبة، الواردة في نصّ كنصّ الافتتاحيّة الموسوم بـ"وطن" والذي يكشف عن مرارة الإحباط من وطن تستبدله الشاعرة بوطن بديل مفاجىء، حيث تقول: "كنت صغيرة جدًا. لم يجتهد أحد من حولي كي يحدّثني عن الوطن. اعتقدت لشتاءين متتاليين أن الوطن هو كيس النايلون المتين الذي يصمد حول أحذيتنا يومًا كاملًا دون أن ينفذ منه وحل الطريق. الشتاء كان الغربة في الوطن. الحذاء المتين كان الوطن البديل".

تلعب الكاتبة بألوان اللغة ومجازاتها، وتصبح هذه اللغة رافعة الهزيمة ورافعة الحبّ ورافعة الحكمة ورافعة الحبّ ورافعة التيه، تمتصّ رؤى العالَم وتعيد تشكيلها على نحو مختلف، منكسر، مزدوج، مؤسطر، مبهم، سوريالي، تحمل موقفًا من العالم دون أن تقدم حلولًا لشيء. تشيع هذه الهزيمة العذبة في كافة نصوص الكتاب: المكان، النساء، الكتابة، الذات، العائلة، حيث تشكّل هذه تمارين سرديّة-شعريّة تعيدُ صياغة الداخل والخارج، تقوّض بشموليّة تجريبيّة منطلقات وطموحات هذا الكَون (من الفرد، إلى الجماعة، إلى المجتمع، وما بينها من وحدات صغيرة ترتبط وتتشظى) في التعريف الثابت للأشياء، بدءا من علاقة الفرد بذاته، مرورا بعلاقة المرأة بالمرأة، وعلاقة الإنسان بالكائنات والموجودات، وعلاقة الكائنات بتاريخها وراهنها، بهزيمتها وانتصاراتها على المستوى اليوميّ وفوق-اليوميّ.

في نصوص الوطن، تكسر حليوى الصّمت بحركيّة اللغة، وتعمّق الإحساس بالغربة داخل لغة سورياليّة مهشّمة تهشّم الواقع أكثر، تارة: "هذا الوطن يا سيّدي يحتاج قدحًا من حليب أم فاسد وهي فاضلة جدًا". وعذبة تتعالى على الواقع أحيانا أخرى "منذ سقطت قريتي التي كنت أمقتها كسائقي الشاحنات الصباحية لم يعد يخيفني سقوط المدن". يغدو الوطن أفكارًا مهشمة مثل قطع خزف مكسّرة ملصقة ببعضها البعض عنوة لتتكون لوحة غرائبية الطابع تشبه الوطن السرياليّ الذي ترسمه الكاتبة وتراه في شكل واقعيّة مبتذلة، وميتافيزيقا حالمة.


في نصوص النساء، تنفتح اللغة لتصير عصا سحرية تنطلق باتجاه الذات وتردها بمراهقة وبرشد، تتقدم في مدى أنوثة مبلبلة محيرة من ألفها إلى يائها. ومن هذه الحيرة تفتحنا الكاتبة على أشكال الوعي السرياليّ المتعدد، بقديمه وجديده. إنه عالم النساء الذي يعج بالتوترات والحزن والانكسار والظلال التي تختلط فيها الذكورة بالأنوثة فتفقد هذه المفاهيم شيئًا من واقعيتها باتجاه صياغة تجريدية تُكسب هذه المفاهيم بُعدًا جديدًا وتعبر عن الموقف الاستفزازي للكاتبة حيالها، فتقول: "تعلمنا من نساء العائلة ونحن نقطع طريق الزواج المحتمل أن القسمة والنصيب ليستا مترادفتين. وأن العطف بينهما من باب التأكيد على النقيض وكلّ نقيض هو بالأساس باب من أبواب الشيطان. تعلّمنا دون حرج كيف نحتسي العلقم ونصعد رويدًا رويدًا في سلم طبقات النساء الكبرى". تفتح الكاتبة عالم النساء، الزوجات، الفتيات، العاشقات، المهمشات، الأمهات، الجدات، الخالات، العمات، نساء شاعرات بالروح تستنطقهن الكاتبة وتحولهن، بسرد القسوة، إلى بطلات هذا الكون بماضيه وراهنه.

أما في نصوص الكتابة، فتجنح الكاتبة نحو كرنفالية الكلام والأسئلة التي لا تروم "إجابات معلّبة". هذه النصوص، التي تحاول الانفلات من قبضة التعريف، ليست بالشعر ولا بالقصة ولا بالأقصوصة ولا بالمشاهد المسرحية. إنها نصوص دافئة تأتي على شكل لوحات حوارية، وعلى شكل اعترافات سريعة تخلق عبرها الكاتبة قوانين إبداع خاصة بها. تعود حليوى من جديد لتلعب بنفس الأصابع ونفس الصّوت، على تخوم الأفكار، لعبة التوازن على حبل هشّ وتمشي بلغتها إلى أقصى درجات الإقناع السرياليّ الذي يعمّق موقفا متأخرا من العالَم ولا يأبه بالتصنيف وإن جاءت هذه النصوص متأخرة: "وأنا أكتب لا يساندني جيش من النساء وإن صفقن لي عند النقطة. ورائي امرأة مكسورة وأخرى خائفة وأربع أخريات يتناوبن في دور عمود وهمي يصل مباشرة إلى الجنة. أنا من حظي أنني أعرفهن. من حظهن أنهن لا يتذكرن وجهي".

من هنا تدخل الكاتبة إلى نصوص الذات والاعترافات بدون قناع، الذات السرياليّة التي ترى العالَم من جدليّة داخليّة، ومن أشكال الوعي المختلفة المصبوبة داخل نصوص متأخرة: "لا شيء يثير الدهشة. لا شيء. ربما قطار أحمق متأخر وتجارب ميتة وأنا حينما كنت غبية. غير ذلك لا شيء ممكن أن يستدعي دهشتي. إلا إذا وصل القطار الأحمق المتأخر".


تتفق الكاتبة مع ذاتها، بإيجابياتها وسلبياتها، وتصير الشعرية السرياليّة الحبل السريّ الذي يربط القارئ بعوالم الكاتبة الداخليّة والخارجيّة. الكتابة عند تخوم المكان، وحدود الجنسي، وتخوم الذات، وتخوم الأنوثة، وتخوم الكتابة نفسها، هي ميزات الكتابة عند الفلسطينيّة شيخة حليوى. هي كتابة متأخرة تمشي بِنَزَقٍ حَذِر وتلعب داخل العشّ السرديّ بدلال ورفق تارة، وبعنف وشراسة تارة أخرى.

هذه النّصوص المتأخرة، ما هي إلا توثيق ما تمّ توثيقه مرّات في الذاكرة، يأتي في هيئة احتفال شرس بالذات منطلقًا نحو دلالات أكثر رحابة للغة ولمحاورة الذات والكَون والموجودات. بعيدًا عن أدب المرأة، قريبة من أدب المرأة على حدّ سواء، لا تأبه الكاتبة تمامًا بالتّصنيف بقدر ما يعنيها توثيق الروح بأدوات لغوية خافتة لها خصوصيتها في أشكال تجسيد الهزيمة والحزن والمصالحة.
شيخة حسين حليوى
شيخة حسين حليوى





ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...