جمعهما السفر ومقعدين متقاربين ،غريبان في كل شيء ، العمر وقصة حياة وامال في القلب .حين انظر الى الناس اشعر بقوة الحياة فلكل واحد منهم قصة لايعلمها غيره ، وجوه متعبة تقول بصوت عالي لكن بصمت "لاطاقة لتحمل المزيد "، لكن من ينظر الي لن تكون تلك فكرته عني اظنه سيقول" محظوظة لا هم ولاغم ولا أحمال طبعا ستكون بوجه مبتسم ".. شكرا لكم عدم قدرتكم على قراءتي.
كنت اجلس خلفهما بالضبط وسمعت الشاب يقدم نفسه " انا نذير طالب جامعي وذاهب لزيارة صديق لي "..اجابه الاخر "انا ابو احمد مدرس فلسفة متقاعد" .
نذير : احب ايضا ان ادرس الفلسفة وصدفة جميلة ان نتبادل الحديث .احب ان اسمع منك .
ابو احمد : بالطبع ،اختر موضوعا ما وسيكون الحوار .يسعدني ان اجد في شباب اليوم هكذا نزعة للمعرفة والتواصل .
نذير: لعبة الشطرنج لعبة الملوك ،خطط وذكاء وقوة .
أبو احمد: تبدو وكانك قادم من عالم آخر عميق في قدمه. .
نذير: لماذا ياصاحبي ،اليست كذلك؟
ابو احمد: من الممكن ان تكون اللعبة ببعض الاحجار المشوهة يلعبها اثنان لاتهمهما الاصول الملكية في شيء فيكون اللعب مجرد ذكاء ملوك في حماية انفسهم بالتضحية ببعض الجنود والتنازل عن ممتلكات ووزير ، وليس حفاظا على ارض ووطن ،فالملك عندهم هو الوطن والقضية.. انها مجرد براعة في حساب المصالح.
نذير: كلامك منطقي ودقيق.سررت بجلوسك بقربي فالطريق طويل .
ابتسم ابو احمد وقال : تشرفت بمعرفتك. ولكن ماالذي دعاك الى ذكر اللعبة؟
نذير: احبها وألعبها بكثرة مع اي شخص يوافق حتى وان لم يكن ذو خبرة.
ابو احمد: ومن تظن نفسك حينها ؟ هل انت ملك ام جندي ام حصان ام وزير ؟
نذير: افكر بالفوز .
ابو احمد: تفكر ببقاء الملك .
نذير: فعلا .ببقائه سيكون الربح .
ابو احمد: فلسفة غريبة مع كل مايحدث يا بني، انظر مايحدث ،لعبتك صارت ساحة تكبر يوما بعد يوم لن تكفيك طاولتك لحجم دوائر الدفاع عن الملك ،كما ان ملكك لم يعد ملكا بل احزاب برؤوس وكل منهم له وزراء وجيوش تحمي نفسها بكم انتم الجيش الاقدم ومعكم كل صنوف الشعب ابتداءا من الاطفال حتى الشيوخ والعجائز ، ساحة لعبتك نار تحرقك وكل من حولك الا هم وجيوشهم ..ارجو ان تنسى هذه اللعبة فالتيجان كثيرة جدا ومقرفة ولن يهمهم التفرج عليكم فمن حولهم الجواري تنسيهم كل الساحات فلايبق امامهم الا ساحة الفراش والمتعة.
نذير: هل نعيش زمن الاساطير ؟ زمن فيه الوحوش برؤوس بشر .ام زمن السحرة والشعوذة والنذور التي تطالب بحرق البشر.
ابو احمد: كما تحب ان تفكر وتتخيل ،لكن المهم ان تبحث عن اسطورة المقاتل الذي سيحمل سيف الملك ويقطع رؤوسهم جميعا فهو غير موجود في الشطرنج.ولابد ان يكون شابا يافعا مثلك ..يحمل قلبا عظيما لايخاف شيئا ، لك ان تحلم باي شيء ، اما انا فاشعر بان اللعب كلها مهزلة فالارض المحروقة تبقى برائحة الموت هكذا كانت حياتي مع الحروب .
توقفت الحافلة ،تلفت كل منهما مستغربا سرعة الوصول ،ابتسم احدهما للآخر ،كنت اتابعهما حين نزلنا ،تصافحا واحتضن احدهما الاخر وانصرفا. شيء جميل ان نتكلم وان نسمع ،لكن من الصعوبة ان نتقبل الحياة .
.....
ابتهال الخياط
كنت اجلس خلفهما بالضبط وسمعت الشاب يقدم نفسه " انا نذير طالب جامعي وذاهب لزيارة صديق لي "..اجابه الاخر "انا ابو احمد مدرس فلسفة متقاعد" .
نذير : احب ايضا ان ادرس الفلسفة وصدفة جميلة ان نتبادل الحديث .احب ان اسمع منك .
ابو احمد : بالطبع ،اختر موضوعا ما وسيكون الحوار .يسعدني ان اجد في شباب اليوم هكذا نزعة للمعرفة والتواصل .
نذير: لعبة الشطرنج لعبة الملوك ،خطط وذكاء وقوة .
أبو احمد: تبدو وكانك قادم من عالم آخر عميق في قدمه. .
نذير: لماذا ياصاحبي ،اليست كذلك؟
ابو احمد: من الممكن ان تكون اللعبة ببعض الاحجار المشوهة يلعبها اثنان لاتهمهما الاصول الملكية في شيء فيكون اللعب مجرد ذكاء ملوك في حماية انفسهم بالتضحية ببعض الجنود والتنازل عن ممتلكات ووزير ، وليس حفاظا على ارض ووطن ،فالملك عندهم هو الوطن والقضية.. انها مجرد براعة في حساب المصالح.
نذير: كلامك منطقي ودقيق.سررت بجلوسك بقربي فالطريق طويل .
ابتسم ابو احمد وقال : تشرفت بمعرفتك. ولكن ماالذي دعاك الى ذكر اللعبة؟
نذير: احبها وألعبها بكثرة مع اي شخص يوافق حتى وان لم يكن ذو خبرة.
ابو احمد: ومن تظن نفسك حينها ؟ هل انت ملك ام جندي ام حصان ام وزير ؟
نذير: افكر بالفوز .
ابو احمد: تفكر ببقاء الملك .
نذير: فعلا .ببقائه سيكون الربح .
ابو احمد: فلسفة غريبة مع كل مايحدث يا بني، انظر مايحدث ،لعبتك صارت ساحة تكبر يوما بعد يوم لن تكفيك طاولتك لحجم دوائر الدفاع عن الملك ،كما ان ملكك لم يعد ملكا بل احزاب برؤوس وكل منهم له وزراء وجيوش تحمي نفسها بكم انتم الجيش الاقدم ومعكم كل صنوف الشعب ابتداءا من الاطفال حتى الشيوخ والعجائز ، ساحة لعبتك نار تحرقك وكل من حولك الا هم وجيوشهم ..ارجو ان تنسى هذه اللعبة فالتيجان كثيرة جدا ومقرفة ولن يهمهم التفرج عليكم فمن حولهم الجواري تنسيهم كل الساحات فلايبق امامهم الا ساحة الفراش والمتعة.
نذير: هل نعيش زمن الاساطير ؟ زمن فيه الوحوش برؤوس بشر .ام زمن السحرة والشعوذة والنذور التي تطالب بحرق البشر.
ابو احمد: كما تحب ان تفكر وتتخيل ،لكن المهم ان تبحث عن اسطورة المقاتل الذي سيحمل سيف الملك ويقطع رؤوسهم جميعا فهو غير موجود في الشطرنج.ولابد ان يكون شابا يافعا مثلك ..يحمل قلبا عظيما لايخاف شيئا ، لك ان تحلم باي شيء ، اما انا فاشعر بان اللعب كلها مهزلة فالارض المحروقة تبقى برائحة الموت هكذا كانت حياتي مع الحروب .
توقفت الحافلة ،تلفت كل منهما مستغربا سرعة الوصول ،ابتسم احدهما للآخر ،كنت اتابعهما حين نزلنا ،تصافحا واحتضن احدهما الاخر وانصرفا. شيء جميل ان نتكلم وان نسمع ،لكن من الصعوبة ان نتقبل الحياة .
.....
ابتهال الخياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق