اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

حياتي التي سوف تبدأ...| نص : آسيا رحاحليه

قصة قصيرة

في حياتي القادمة سأكون شجرة ..
وارفة ، خضراء .. مثمرة .
جذوري  تدغدغ  رئة الأرض و أغصاني أراجيحٌ  للعصافير ..
لن أعبأ بجذعي المحبوس في التربة ..
سأكون  مكشوفة الشعر و العينين للريح الطيبة و المطر الكريم..
 مكشوفة  القلب و الروح  لليل و القمر و الشمس .
سأظل أرتفع ، في كل يوم قليلا ، إلى أن أبلغَ الحقيقة  .

 سأكون مستقيمة دائما .. لا أطأطئ
 إلا حين  يمرّ الأطفال  لكي يقطفوا من ثمري أو..
 لكي أظلّل عاشقين استجارا بي من  عيون العذال .
و سأموت موتة راقية ..
أتحول ورقا يثمل بالحبر .
2
في حياتي القادمة سأكون عصفورة ..
صغيرة ، جميلة ، حرة .
  جناحي بألوان القزح ، و منقاري أحمر مدبّب ..
 سأقضي أيامي  محلّقة ، طاوية المسافات البعيدة ، أحمل رسائل العشاق ، أرافق الأطفال إلى مدارسهم ،  أغنّي للفلاحين و هم يتّجهون في الصباحات الشتوية الباردة نحو الأرض لكي يبذروها  .
 أواسي الحزانى و الثكالى و اليتامى و معطوبي الحب  ..
 أهمس للعصافير التي في الأقفاص انتقضوا أيها الجبناء .. سيقولون  كيف ؟ و أقول : من ينشد الحرية  لا يعييه  السبيل .. و إنّ  " عصفورا وحيدا على شجرة ، مبلّلا بالمطر، ، أجمل و أثمن من عشرين مجتمعين  في قفص من ذهب " ..سأكون عصفورة ذكية ، لن تخدعني الأقفاص .. و إن حصل  فسألزم الصمت و أمتنع عن الغناء حتى ييأس سجّاني فيطلق جناحي للريح .
 لا أحد يضع في القفص عصفورا أبكم ..
و " لن أختبئ لكي أموت " ..بل  سوف أموت موتة راقية ..
ممدّدة في حقل سنابل ، محاطة بالعصافير و الفراشات .

3
 في حياتي التي سوف تبدأ سأكون  قطرة مطر ..
 أوّل قطرة تنفصل عن أمها الغيمة لكي تصنع فرحة الأرض ..
نقيّة ، شفافة ، طيّبة و سخيّة.. أحمل بشرى الولادة  لكل أرض عقيمة..
سيكون لي شرف تنظيف الشجر من أغبرة النفاق  ، و غسل أسطح الأكواخ من ركام البؤس ..سأستمتع بالتلصص عبر زجاج النوافذ ، أراقب الأمّهات تصنعن الخبر لأطفالهن ..
زوجة تحضّر القهوة لزوجها قبل أن يخرج باكرا لحرث الأرض .
 عاشقة تقرأ رسالة من الحبيب على ضوء شمعة ، خلسة عن حراس المشاعر ..
 سأجوب السهول و الوديان  قبل أن أسقط على خد حسناء  تجلس في حديقة ، تسقي حبيبها إكسير الغرام . " إنها تمطر .. لنعد إلى البيت "، تقول الجميلة لحبيبها .. " لا عليك " يقول الحبيب و سبابته  تزيحني  بلطف عن الوجنة المورّدة  "  لن يؤذينا المطر.. المطر حبيب العشاق " .. و أبتسم  و أنا في طريقي إلى الــ .... التراب ؟ لا .. ستجعلني صدفة العاشقين أسقط على بتلة زهرة ، و صدفةٌ أخرى ستأتي بشعاع رقيق من حبيبتي الشمس .. و سوف أموت موتة راقية ..
أتبخّر.. و يضوع في الفضاء عطر الحب .
4
 في حياة أخرى سأكون رصاصة . ..
صغيرة الحجم ، قوية المفعول ، فولاذية لامعة  ، وفيّة ، شريفة ..
رصاصة سلام سأكون .. لا تسكن أبدا بنادق الصيد .. لا تؤذي الأطفال و لا الحمام و لا البط و لا الغزلان  ..رصاصة رحمة .. مهمتي الوحيدة  أن أقتل قتلة الحياة ..أينما كانوا..
 لن أقف أبدا بين ريتا و عيونك يا محمود درويش و لا بين دراويش الحب و حبيباتهم ..
و أعدك يا صاحبي ، يا حبيب الحياة و الحب و الخير لن أخذلك أبدا و لن أخطئ عدوّك ..عدو الحياة ..
 سوف أكون مطيعة دوما إلا إذا صوّبتني نحو صدر أخيك فإني لحظتها أستدير بكل خفة و سرعة ، و بكل أسف ، أستقر في قلبك .
 5
في حياة أخرى سوف أكون حرفا من حروف الأبجدية .
سأكون "  الألف "..
 مقصورةً على الخير ،  ممدودةً بطول الحب و عرضه ..
و لن أموت ..

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...