اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

( لابد أن أعيش | للقاصة ايمان الدرع

 قرّرتُ أن أعيش ، ببساطةٍ هذا ما نويته الآن ، وأنا أرفع الكفن عن جسدي ، لم ألقِ بالاً لقطط الدار التي تنطّطتْ من جحورها ، تتراكض في الفسحة السّماوية ، محدثة جلبة ، وضوضاء ، تناثرتْ على إثرها قطرات من إبريق الشّاي السّاخن ، فوق الطّاولة التي اهتزّتْ مولولةً بذعرٍ . تشاغلتُ ، أدندن أغنية فيروزيّةً ، ،
خالطتُ لحنها بصفيرٍ متقطّعٍ ، أمطّ شفتيّ ، مغمضاً عينيّ ، محاولاً ألاّ أفتحهما ، رغم تعلّق القطّ الأكبر بثيابي، طالباً مصروفه اليوميّ: أبي : أين الخرجيّة تأخّرت عن المدرسة ..؟؟؟!! رفيقة المعارك / ريّا / ترأّفتْ بي على غير عادتها ، شمّتْ بأنفها الحسّاس رائحةً غريبةً ، من التمرّد على الموت ، تطفح من خيوط ملابسي . تأرجحتْ المخدّتان، المحشوّتان أسفل ظهرها ، يمنة، ويسرة، وهي تعدو نحو الرفّ التعيس ، البارد ، تخطف بأناملها الخشنة ، قطعةً نقديّةً، معدنيّةً ، تدّسها في جيبه : خذها وانصرف عن وجهي . ابتلعتُ لقمتين هانئتين ، وأنا أتخيّل تفاصيل هيفائيّة التكوين ، تروح ، وتجيء أمامي ، بدلعٍ ، وغنجٍ . آاااه كم يُفرحني قلقك يا امرأة ، وأنت ترقبينني بتفحّص مريبٍ ، مسندةً رأسك الحيران على كفّك ، تطرقين الأرض بقدمك ، بوقعٍ رتيبٍ ، تحسّين بأعراض سعادة مباغتة تجتاحني ، لا تعرفين مصدرها . نثرتُ قطرات العطر المتبقّية في قعر القارورة ، دفعة واحدةً على طرفي رقبتي ، وقبل أن أستدير ، شددْتُ طرف القميص فوق البنطال ، أُخفي الرّقعة اللّعينة ، التي أعيت زوجتي في رتقها . أغلقتُ باب الدّار ورائي ، استقبلتني لوحات الشّارع ،بألوانها الواقعيّة ،الانطباعيّة . أغمضتُ عينيّ ، تذكّرتُ شعار اليوم : قرّرتُ أن أعيش .. اجتزت الحفر بنجاحٍ ، وأنا أتقافز فوقها كالبهلوان ،تحاشيت أن أدوس فوق أكوام ال …لا لا لا أريد أن ألفظ اسمها ، سأكتفي بالنظر إلى أصص الورود فوق الشّرفات . سيل عرمرم يدفق بسخاءٍ في عرض الشارع ، من قسطلٍ مكسورٍ، ضلَ مجراه ، ولا يعرف أين المصبّ !!! يحمل رائحة نفّاذة …أخّاذة . ضغطت أصبعيّ على فتحتي أنفي ، وانحنيت أرفع أسفل البنطال ، أنأى بنفسي عن رشقاتٍ آسنةٍ ،كادتْ تصيبني، عند مرور قافلةٍ من السيّارات المسرعة ، تسبقها أبواقها العالية . أوووف …الحافلات تغصّ بالركّاب ، ولا تكترث بالعالقين في ساحة الانتظار…ياربّي ..تأخّرت عن الدوام …ما العمل ..؟؟ ومثل (الخواجا ) أوقفتُ سيّارة أجرة ، تكلّمت من رأس أنفي ، بلهجةٍ واثقةٍ : إلى حيّ الميدان يا معلّم. ( وأنا ألبس ملامح مسؤول وقور ، لا يتكلّم إلاّ بمقدارٍ ) . لفحني هواء رطبٌ ، من خلف النافذة ، أتأمّل الوجوه ، ليست كلّ الوجوه : الباسمة فقط ، الأنيقة ، المترفة ، فأهل الغنى والسّعادة ،لا تخفى ملامحهم. وبسرعة البرق ، أشيح بوجهي ، عن كلّ بائسٍ مثلي ، يذكّرني بقلّة حيلتي ، بثيابي الباهتة ، بجيوبي الفارغة، بأحلامٍ تقتلني شوقاً ، ولا أطالها . لم أكترثْ بقسمات ِالمدير المرعبة ، وهو يرمقني كعادته بعينَي ضبعٍ ، ليخترقني بجبروته ، ويخيفني بإيماءاته الحادّة ، ليقتل الصوت الحرّ ، الكامن بي . قرّرتُ أن أعيش ، حدّقتُ بعينيه مليّاً ، دون أن أرفّ ، تعمّدتُ أن يرى ابتسامة عريضة على وجهي ، أمشي بثقةٍ استعراضيّةٍ ، كادتْ تفضحني، لولا إصراري على الهدف. دخلتُ مكتبي دونما اهتمامٍ ، وخلّفته ورائي ، تعلوه الحيرة ،والقلق، على إبطال مفعول سلاحٍ ، فقد صلاحيّته. ولأوّل مرّةٍ ،بتّ أحسّ، بأنّ توقيعي صار له بعض اعتبار . عينا زميلتي ، الجالسة قبالتي على المكتب الآخر ، قفزتا من محجريهما، وهي تركّز حيناً على بنطالي ، ثمّ تهرب بهما، عبر النّافذة، متلعثمة . لم أعرف السرّ ، إلاّ عندما بانت لي رقعة البنطال ، وهي تتّسع ، تشدّ معها، كلّما استُجمعَ من خيوط الرّتق ، وأفانينه . بابتسامةٍ بلهاءَ ، سحبتُ الحقيبة ، أتستّر بها، وقد خلتُ أنّ الرّقعة اتّسعتْ أكثر، وأكثر ، حتى بانتْ أمام كلّ العيون ،وفضحتني ،أثناء انصرافي ، فهرولتُ مسرعاً . قرّرتُ أن أعيشَ ، تجوّلتُ في سوق الحميديّة ، أبحث عن بنطالٍ جديدٍ ، عضضْتُ على شفتي ، أفرك ما تبقّى في جيبي من أوراقٍ نقديّةٍ ، أتنقّل بحسرةٍ ، أمام واجهات المحال : هذه ليست لأمثالك أيها الشقيّ …لا يهمّ ..لا يهمّ هنا في الحارة الخلفيّة سأجد ما يناسبني ، لن أتعكّر . البنطال على مقاسي ، كم أبدو أنيقاً، وسيماً به ؟؟؟!!! …ولكن ..تبّاً وضح التباين ، القميص لم يعُد ملائماً ، ماذا لو أبدلته بجديدٍ أيضا ؟؟؟!!! فكرة صائبة بلا شكّ . نقدتُ البائع الثمن الذي استعصى في جيبي متردّداً ، داعبني قائلاً : هاتها ..لقد نشّفت دمي ، لكثرة ما ساومتني . الحذاء الجديد المناسب ، أكمل فرحتي ، فغدوت كالطّفل ليلة العيد . قصدتُ الدّار …تارةً أمشي على اثنتين ، وتارة على واحدة، أحجل كالطيور ، أطير…أطير. المكان هادئ ، لا حراك ، لا ضجَة ، الطاولة خاوية من الطعام ، والقطط الجائعة تنتظر من يطعمها، ترمق ما أحمله في يدي متضوّرة ، ورفيقة المعارك تسند رأسها على يدها ، تطرق الأرض بقدمها بوقعٍ رتيبٍ ، تغوص بمخدّتيها المحشوّتين ، في كرسيّ الاستنطاق . مضيت إلى الداخل ، أبتلع غصّة الانكسار ، رميت الأغراض جانباً ، وقرّرتُ أن أسحب الكفن المندّى على جسدي من جديد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...