اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

"عيدون".. الأسطورة ---* شميسة غربي - الجزائر

⏪⏬

يجلس أمام مكتب عريض؛ رُصَّتْ عليه ملفات تشغل نصف مساحة المكتب... يتساءل: من أين سأبدأ...؟ يمدُّ يده إلى فنجان القهوة؛ يرتشف رشفة؛ ثم لا يلبث أن يُعيدَ الفنجانَ إلى مكانه...القهوة باردة، ضاع مذاقها... يتذكر قهوة وشايَ العمّ "رابح"، يهزُّ رأسه، يهمس

لنفسه: "يرحمه الله.. كم كانت قهوته لذيذة... وكم كان شايه طيباً، وكم كانت حكاياته شائقة، رائقة..."! المكان هو نفس المكان، الزمن تغيّر، الأشخاص غير الأشخاص،"عيدون" هو الاستثناء الذي يصنع المرحلة...

خربشات الذاكرة تُطوِّحُ به في فضاء الأمسيات السابحات بين رائحة القسطل المشوي في ليالي الشتاء، وبين حكايا صديقه "سليمان"؛ واستجابة الجمهور المُتنزِّه على الأرْصِفة أو بين ألعاب الصِّبْية في فضاء الملاهي الضاج بحركية الحياة... كان "عيدون" يُرَافِقُ "سليمان" في نزهات البيع والحكي والغناء.... ولكنه كان –في الوقت نفسه- يرسم خارطة طريق جديد، سيجتثُّ بواسطته؛ ندوب الألم المترسّبة في ذاتٍ؛ طالما لاحقتْها تجاوُزَاتُ الظالمين... الحكايا العجيبة لسليمان في المنتزهات وعلى الارصفة؛ استطاعتْ أن تستقطب جمهوراً غفيرأ؛ تتجدّدُ أعْدادُهُ على الدّوام... فهِمَ الناس أنّ "المقول" واقعٌ معيش... وانّ تمثّلاتهِ صنعتْ كل المشاهد المشدودة بشرايينِ الهيْمَنة المَقيتة، فهِمَ الناس أن "عيدون" المظلوم؛ قد تجرّع من كوؤس الغدر ما لا يمكن تصوره... أفْقدَهُ التوحُّش الإنْسَانِي كل أحبائه: العروسُ المقتولة، الصديقُ المقتول.. الأحلامٌ الموْؤودَة.... الزَّجُّ به في مصحّة عقلية بتهمة الجنون... مناظرُ بشِعَة؛ تدَمُّرُ الخاطِر مِنْ شِرْذمة همَج؛ لا ضمير... لا إحساس... لا مواثيق.. لا نقاوة... لا ِفطرَة... ولا.... ولا...! الكناشة طويلة عريضة، والأقلامُ تَدَفّقَ حِبْرُها؛ بين طامع ومُزوِّر ونصّاب ومُتملّق.. وقاطع طريق... وقاطع أرْزاق...! "عيدون" في الوسط؛ يتأمل، يُفكّر، يمْتعِض، يحْتار؛ هلْ يُشفق على نفْسِه أمْ عليْهم..؟ يجدُ في رفيقه "سليمان" كل السّلوى... ما أجمل أن تجد مَنْ يفهمك...! وتلك كانتْ بداية الطريق...

أقنعه "سليمان" بالتقدّم للعدالة، وعرْضِ ما رأى وما سمِع منْ مصائبَ حين أُسْتُدْعِيَ للوظيفة الجديدة... لا يهمّ؛ أن تجْترّهُ أرْوقة العدالة لِسَنوات من أجل التحقيق... لا يهمّ أن يطول أوَانُ الحكم لصالحه ولِصالِح أمْثاله...اليوْم؛ هو حُرّ... يجُرُّ عربة القسطل مع سليمان، ويُغنّي....! لديْه القوّة والصّبْر والسّند... لنْ يصْدِمه تحريف الحقائق، لن يضعفه جبروت الزيْف الذي مارسه عليه مَنْ كانوا معه في نفس المكتب... نالوا منه في الماضي بالحِيَل... وسينالُ منهم بجمع كلمة المظلومين...!

بدأتِ الإجراءات...حضر مَنْ حضر وغاب مَنْ غاب... توالت الجلسات...فاحتْ روائح المكر من المُتّهَمِين الذين تسببوا في ضياع "عيدون"... ُيجدِّدُ القاضي تواريخ جديدة ِللاِسْتماع... لجمْعِ المزيد من الحقائق... يتَّسِع مَكرُ المُتّهَمين، يبذلون ما في وُسْعِهِمْ مع مُحامِيهِم لتغيير الصورة... ! يتشبّثُ "عيدون" بالمطلب... يُصْبِح المَطلبُ "قضية"...!

يفوز "عيدون" بالقضية، تُنْصِفُهُ العدالة... يعود إلى وظيفته، يلتفُّ حوله كلّ منْ عاش حكايته، اليوم هو غير الأمس....! اليوم؛ "عيدون" غارق في إصلاح عطب السنين الماضية!

عندما ينتهي "نوري" من القراءة، يتساءل بصوتٍ مسموع: " لماذا فصَلتْ صاحبةُ النص؛ بين البداية والنهاية...ألم تكن البداية هي قصة بائع القسطل؟" يسمعه الشاب "ميمون"، فيُعلّق بمرح: " النهاية هي البداية الحقيقية يا مُعَلّمي...! ننْتَهي على الأرْض فنَموت.... ونموتُ لنُبْعَث في سيْرُورَة أخْرَى.." يتأفف "نوري" من فلسفة مُساعِده، ثم يستخرج كراسته وكأنه يهرب إلى روْضته المفضلة؛ يستظل في إحْدى وَاحات الفنّ الجميل، فتُتابعُ عيْناهُ سطور المكتوب.. ويغيب بين رموز "عزيز فهمي" حين يناجي "طرفة بن العبد" أنْ: "أُسْكُبْ شهقة الراح في كأس العمر"...يستشعرُ مُتْعة خاصّة؛ تُحَفّزُه لقراءة المزيد، ثمّ ينتقل إلى "عبد الحفيظ بن جلولي" ويغيب في : "برْقُع القوَاميس" ...

تدخل المعلمة "سلمى" المتجر، لتقتني بعض الأغراض؛ يساعدها الشاب "ميمون" على جمع الأغراض داخل الأكياس، وبينما يسحب "نوري" الفاتورة من الجهاز؛ يرِنُّ هاتفُها المحْمول؛ تنْبعثُ نغمة الرّنّة بصوت "لطفي بوشناق" : "خذوا المناصب... والمكاسب... لكن خلولي الوطن...!" "نوري" و"ميمون" يتبادلان النظرات... تمَنّيا لوْ تسْتمِرّ هذه الرّنة..      

* سيدي بلعباس
 الجزائر

       


ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...