⏪⏬
مجموعة من الناس متجمهرون أمام ديوان المختار.أحد الحضور يصرخ مرعوبا ماذا سيفعل بنا الملك عندما يعرف بمقتل ثوره الذي أطلقه يرعى في حقولنا من شهور.
المختار و هو يفرك كفيه متوترا: لا أدري ربنا يستر من عاقبة الأمور.
رجل آخر قال وهو يرتجف: و الله سيعلقنا الملك على أشجار القرية فردا فردا.
ضحك شاب بصوت عال أدهش الجميع.
سأله المختار غاضبا، ما يضحكك يا سعد في هذا الموقف المرعب؟
قال سعد ساخرا: يضحكني منظر الثور المذبوح، و الأغرب في الأمر أن تم ذبحه بمنتهى البساطة دون أن يشعر به أحد، وتم تقطيعه و شوي جزء منه.
أبو سعد صرخ في ابنه، اصمت يا أحمق، و الله لو عرف الملك بأنك تسخر من ثوره ليشويك و أنت حي.
ساد الصمت المكان حتى سمعوا أصوات أرجل الخيول وهي تدك الأرض دكا وصهيلها يرعب القلوب.
المختار قال: لقد وصل جنود الملك.
قائد الجنود صرخ أين مختار القرية؟
قال المختار : أنا مختار القرية.
قال القائد: الملك يريدك أنت و مجموعة من رجال قريتك في الحال.
وصلوا إلى قصر الملك وانتظروا حتى يأذن لهم الملك بالدخول.
قال المختار: ماذا سنقول للملك؟
قطع الحارس حديث المختار قائلا الملك أذن لكم بالدخول.
تقدموا بخطى ثقيلة و هم يتمنوا أن تنشق الأرض و تبتلعهم.
المختار قال : السلام عليكم يا مولاي الملك.
الملك و هو غاضب و عليكم السلام يا قتلة ثوري.
المختار قال متلعثما: و الله يا مولاي الملك لم نعرف من هو ذابح ثورك.
صرخ الملك كلكم ستدفعون ثمن فعلتكم الشنيعة بثوري. إلا إذا
قال المختار متلهفا: إلا ماذا؟
قال الملك: إلا إذا أعترف المجرم بجريمته.
قال سعد بجرأة: أنا من ذبح ثورك.
قفز الملك من مكانه قائلا أنت من ذبح ثوري؟
قال سعد: نعم أنا من ذبح ثورك.
صرخ فيه الملك لماذا ذبحت ثوري؟
قال سعد وهو يخرج صندوق صغير من ملابسه السبب موجود في هذا الصندوق.
قال الملك ساخرا السبب موجود في هذا الصندوق الحقير.
قال سعد: نعم يا مولاي الملك
هل تأذن لي يا مولاي الملك أن أفتح الصندوق؟
هز الملك رأسه قائلا افتحه لنرى السبب.
فتح سعد الصندوق فقز منه جرذ كبير. تقهقر الحراس و الملك و الحضور إلى الخلف من هول المفاجأة.
صرخ الملك في الحراس اقتلوا هذا الجرذ البشع، قبل أن يفسد محتويات قصري مع الأيام. ثم نظر إلى سعد و الشرر يتطاير من عينيه، ماذا فعلت أيها الجبان؟ و الله لأجعلك عبرة لمملكتي.
قال سعد يا مولاي الملك، عظمتكم خفت على محتويات قصركم ليفسدها هذا الجرذ الحقير. ما بالك يا مولاي الملك بما فعله ثورك في أفساد حقولنا على مدى شهور؟
ثم قال يا مولاي الملك أنت لم تظلم قريتي أبدا.
قال الملك مستغربا: كيف لم أظلم قريتك و أنا الذي تركت ثوري يعث في حقولها فسادا.
قال سعد: أهل قريتي هم من ظلموا أنفسهم عندما سكتوا على الظلم.
قال الملك في خجل لقد تعلمت اليوم منك أيها الشاب الجريء درسا قاسيا، وأمر وزيره بتعويض أهل القرية عما أفسده ثوري من ممتلكات.
-
*إبراهيم مصطفى الزاملي
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق