⏪⏬
سأختار موضوعا اتمنى ان ينال اعجابكم وهو لماذا يتم اضطهاد دعاة اللاعنف، ومحاكمتهم ؟! وهل هذه المحاكمات هي وجه
حضاري أو ديمقراطي ؟ هذه الثقافة التي بُنيت عليها أسس الديمقراطية الحديثة. وهذه بعض الأسماء القليلة من لائحة طويلة ممن تم تصفيتهم بسبب مواقفهم الإنسانية، وإذا كانت الديمقراطية تعني الحق بالحياة للناس على أرضهم فلماذا هذا الكم من السلاح المتطور ؟ وضد من سيستخدم هذا السلاح هل سيستخدم ضد كائنات غريبة وخطيرة آتية من الفضاء الخارجي ؟
برتراند راسل يتساءل بمرارة قائلا : ألن يكون عالم من البلابل والقبرات والأيائل أفضل من عالمنا البشري القائم على القسوة والظلم والحرب ؟. راسل الفيلسوف المدافع عن الحرية والمُعارض للحروب بكل أشكالها حوكم في عام 1916 بسبب معارضته للحرب العالمية الأولى، ثم أُخضع للمحاكمة مرة أخرى بتهمة التشهير بالحكومة البريطانية والجيش الأمريكي وتم فصله من جامعة كامبردج لأنه تزعم حملة تدعو إلى نزع السلاح النووي! وأن يعامل رجل كرس حياته للدفاع عن الإنسانية بالسجن والطرد والملاحقة أمر يثير الاستهجان.
وفي عام 1954 حوكم الأمريكي روبرت أوبنهايمر بسبب تحفظه حول انتاج القنبلة الهيدروجينية ولم تكتفي المحكمة بمحاكمته بل حاكمت كل من رفض الإدلاء بشهادة ضده.
وما لا يمكن احتماله قتل المهاتما غاندي الذي لم تمنعه عقيدته الهندوسية من محبة الأديان الأخرى ، ويقول غاندي:" لقد تعاونت مجموعة من الأحداث في حياتي على إقامة صلات وثيقة بيني وبين رجال من أديان مختلفة وجاليات مختلفة وأن في تجربتي معهم جميعا لم أعرف أيما تمييز بين الأنسباء والأغراب وأبناء الوطن والأجانب والبيض والملونين وسواء كانوا مسلمين أم نصارى وفي استطاعتي أن أقول أن فؤادي كان عاجزا دائما عن إجراء مثل هذا التمييز..." غاندي تأثر بالعهد الجديد وخاصة"الموعظة على الجبل" وتأثر بسيرة النبي محمد(ص) فقال: "اردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر فأيقنت أن هذه المحبة اكتسبها النبي بسبب صدقه في الوعود وتفانيه وإخلاصه وثقته المطلقة بربه وبرسالته... " غاندي كان يحب كل الناس كان يقول : ابغضوا الأثم لا الآثم . وعدم تطبيق هذه القاعدة هو السبب الذي يؤدي الى نشر سم البغض في العالم . ورغم كل صفات غاندي الإنسانية تم قتله. والقائمة تطول ...
لماذا هذا الحقد والغضب تجاه أشخاص لم يحملوا غير رسائل محبة وسلام. ولماذا دائما في الحروب الأبرياء يدفعون الثمن!. ولماذا تتم محاكمة البعض وترك البعض الآخر؟!. والتاريخ أكبر شاهد على غلبة مبدأ القوة على مبدأ العدالة والمحبة.
وكما قال جبران : " العدل في الأرض يُبكي الجن لو سمعوا به
ويستضحك الأموات لو نظروا " .
ــ
*نـــدا ذبيـان
ــــــــــ
ملخص من صفحات كتابي العنف المقنع.
سأختار موضوعا اتمنى ان ينال اعجابكم وهو لماذا يتم اضطهاد دعاة اللاعنف، ومحاكمتهم ؟! وهل هذه المحاكمات هي وجه
حضاري أو ديمقراطي ؟ هذه الثقافة التي بُنيت عليها أسس الديمقراطية الحديثة. وهذه بعض الأسماء القليلة من لائحة طويلة ممن تم تصفيتهم بسبب مواقفهم الإنسانية، وإذا كانت الديمقراطية تعني الحق بالحياة للناس على أرضهم فلماذا هذا الكم من السلاح المتطور ؟ وضد من سيستخدم هذا السلاح هل سيستخدم ضد كائنات غريبة وخطيرة آتية من الفضاء الخارجي ؟
برتراند راسل يتساءل بمرارة قائلا : ألن يكون عالم من البلابل والقبرات والأيائل أفضل من عالمنا البشري القائم على القسوة والظلم والحرب ؟. راسل الفيلسوف المدافع عن الحرية والمُعارض للحروب بكل أشكالها حوكم في عام 1916 بسبب معارضته للحرب العالمية الأولى، ثم أُخضع للمحاكمة مرة أخرى بتهمة التشهير بالحكومة البريطانية والجيش الأمريكي وتم فصله من جامعة كامبردج لأنه تزعم حملة تدعو إلى نزع السلاح النووي! وأن يعامل رجل كرس حياته للدفاع عن الإنسانية بالسجن والطرد والملاحقة أمر يثير الاستهجان.
وفي عام 1954 حوكم الأمريكي روبرت أوبنهايمر بسبب تحفظه حول انتاج القنبلة الهيدروجينية ولم تكتفي المحكمة بمحاكمته بل حاكمت كل من رفض الإدلاء بشهادة ضده.
وما لا يمكن احتماله قتل المهاتما غاندي الذي لم تمنعه عقيدته الهندوسية من محبة الأديان الأخرى ، ويقول غاندي:" لقد تعاونت مجموعة من الأحداث في حياتي على إقامة صلات وثيقة بيني وبين رجال من أديان مختلفة وجاليات مختلفة وأن في تجربتي معهم جميعا لم أعرف أيما تمييز بين الأنسباء والأغراب وأبناء الوطن والأجانب والبيض والملونين وسواء كانوا مسلمين أم نصارى وفي استطاعتي أن أقول أن فؤادي كان عاجزا دائما عن إجراء مثل هذا التمييز..." غاندي تأثر بالعهد الجديد وخاصة"الموعظة على الجبل" وتأثر بسيرة النبي محمد(ص) فقال: "اردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر فأيقنت أن هذه المحبة اكتسبها النبي بسبب صدقه في الوعود وتفانيه وإخلاصه وثقته المطلقة بربه وبرسالته... " غاندي كان يحب كل الناس كان يقول : ابغضوا الأثم لا الآثم . وعدم تطبيق هذه القاعدة هو السبب الذي يؤدي الى نشر سم البغض في العالم . ورغم كل صفات غاندي الإنسانية تم قتله. والقائمة تطول ...
لماذا هذا الحقد والغضب تجاه أشخاص لم يحملوا غير رسائل محبة وسلام. ولماذا دائما في الحروب الأبرياء يدفعون الثمن!. ولماذا تتم محاكمة البعض وترك البعض الآخر؟!. والتاريخ أكبر شاهد على غلبة مبدأ القوة على مبدأ العدالة والمحبة.
وكما قال جبران : " العدل في الأرض يُبكي الجن لو سمعوا به
ويستضحك الأموات لو نظروا " .
ــ
*نـــدا ذبيـان
ــــــــــ
ملخص من صفحات كتابي العنف المقنع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق