اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

شعرية النص المحايد عنوان "الكتاب الأبيض" للكاتبة الكورية هانغ كانغ

novelاسم المؤلفِ يكونُ عاملاً لتداعي ما يختزنه المتلقي من الأفكار واستعادة ما يعرفهُ عن هوية صاحب الأثر عليه
الكتاب يصبون أفضل ما عندهم في مؤلفاتهم
يبدأُ تواصل القاريء مع النصوص الأدبية برؤية العنوان والمفردات التي سميت بالعتبة، هذا إضافة إلى العلامة التجنسية، كما أنَّ اسم المؤلفِ يكونُ عاملاً لتداعي ما يختزنه المتلقي من الأفكار واستعادة ما يعرفهُ عن هوية صاحب الأثر عليه، فإنَّ الأمر قد لا يخلو من وقع المُفاجأة نتيجة تبدلَ الوسمة التجنسية لمؤلفات الكاتب.
وهنا لا بدَّ من سؤالٍ: ماذا عن النص الذي يقعُ خارج حدود التجنيس؟ ولا يحضر سوى بعنوان حافٍ من العبارات التوضيحية مثلما يختبر المتلقي ذلك مع ما صدر للكاتبة الكورية هانغ كانغ بعنوان
"الكتاب الأبيض" إذ يبدو العنوان ماكراً في دلالته موحياً بدور المستوى البصري في محتويات الكتاب، هذا من جانب، ويتناغمُ رنين المفردة مع تعويم النص بعيداً عن مُحددات التجنيس. علما بأنَّ الكاتبة توظفُ تقنيات القصة من المشهدية والكثافة والجملة الوامضة، أكثر من ذلك فإنَّ انسيابية الصور ضمن المشاهد الراصدة ليوميات المُتكلم بضمائر متنوعة يدني بالنص إلى فضاء الشعر.
أحلام فترة النقاهةويكمنُ تميز التجربة في هذا الجنوح نحو اللامتناهي في التعبير وسبك شذرات نابضة بحرارة الذكرى وهموم الغياب والفقد. وصياغة الإفتراضات بشأن الوقائع والأحداث التي تمخض منها الحاضرُ. ويستمدُ هذا العمل بعدهُ الجمالي من الشكل والترتيب، عليه فإنَّ الكاتبة الكورية تأخذ باللغة إلى أقاصيها وتسستنفدُ ما فيها من الطاقات الإيحائية والتعبيرية لدرجة ينمُ أسلوبها بأنَّ صاحبة "النباتية " تستنطقُ بياض الصفحة عندما لا تستجيبُ اللغة لكثافة الفكرة وحدة زخات الذاكرة، كما أنَّ الإهتمام بالعنصر المكاني هو ملمحُ آخر في بنيته، هذا إضافة إلى دلالات اللون، إذ يكتسبُ اللون الأبيضُ موقعاً أساسياً في مضامينه بحيثُ يتخيلُ إليك أنَّ الثيمات المتناثرة في أجزاء النص ما هي إلا امتداد للون الصامت.
تأملات
تتناولُ هان كونغ في نصها الموزع على وحدات معنونة هموم الغربة لافتةً إلى ما تتركه الحرب من الندوب في أعماق الإنسان وعلى جسد المدن، كما أنَّ النفس التأملي مبثوث في ثنايا النص، ومن الواضح أنَّ الصراع مع الزمن يكونُ جزءاً من حيثيات الكتابة الإبداعية. لذا تهم المؤلفة الإلتفات إلى هذا الموضوع والحال هذه تتواردُ المفردات الدالة على دور الزمن في حياة الإنسان، تأتي الإشارة إليه تارة من خلال هروب العمر خلسة، وتارة أخرى عبر العلامات الشاخصة على الملامح إذ يعبرُ المقطع المعنون بـ "رمل" عن رؤية الكاتبة للعلاقة القائمة بين الكائن البشري والزمن وهي تقول بأن الجسد بيت من الرمال يتسربُ من بين الأصابع.
يذكرُ أنَّ الزمن في الأساطير اليونانية وُصف بأنَّه مفترسُ لا مهرب من سلطانه وبدورها تقرُ كونغ بقوة الزمن التدميرية، لكن ثمة أشياء تظلُ منيعةً أمام سيله العارم. ويطوفُ شبحُ الموتِ في شذرات متناثرة على المساحة البيضاء إذ تستعيدُ الكاتبة قصة موت أختها بعد الولادة بساعتين، مشيرةً إلى أنَّ الأمَ لم تنسَ ذلك الحدث، وما فتئت تتحسر على اللحظة التى فتحت فيها الرضيعةُ عينيها وحركتهما باتجاه وجهها.
وعندما ولدت أختها كان أفراد الأسرة يعيشون في قرية صغيرة وصادف أنَّ الأم كانت وحيدة في المنزل حين استقبلت صغيرتها، وما زاد من صعوبة الموقف هو عدم القدرة على الإتصال بزوجها. وما منها إلا أنْ بدأت ترددُ عبارة "من أجل الربَّ لا تموتي" وينتهي هذا المقطع بمشهد رقود جسد الأم إلى جانب طفلتها وتخللت البرودة إلى أطراف الأخيرة، وأخيرا توقف البكاء وحل الصمت.
وما يشدُ الإنتباه في هذا السياق هو التحولات في الخطاب والصياغة. يبدأُ النصُ بخطاب غير مباشر، وما يمضي حتى ينتقل إلى أسلوب الخطاب المباشر. ومن ثمَّ تختفي الأصواتُ ماعدا صوت الكاتبة بوصفها راوية مراقبة.
تعودُ هان كونغ إلى حكاية الطفلة التي ما عاشت إلا ساعتين. وذلك عندما تقرأُ قصة رجل عاش في المدينة التى نزلت فيها، وما أنْ تعرف بأنَّ روح أخيه الذي مات وهو في السادسة من عمره في غيتو يهودي ترافقه وتتكلم معه بلغة غير مفهومة حتى تداعت في ذهنها قصة أختها متسائلةً "لو أتت طفلة أمي التي عاشت ساعتين فقط لزيارتي بطريقة مشابهة فإنني سأكون في حالة من الضياع التام لأنَّ الطفلة لم تسنح لها الفرصة كى تتعلم اللغة "تفردُ الكاتبة حلقات من سردها الخاطف لما عاشته الأمُ من مرارة الفقد وما عاينته من التبدلات في الجسد بعد الولادة.
تلتحمُ قصة موت الزميلين بالمادة المسرودة حيثُ يتمُ تخليد ذكراهما بغرس شتلتي ماغنوليا في مكان يواجه قاعة المحاضرات، وتلمحُ الكاتبةُ إلى دلالة شجرة أزهار ماغنوليا في اللغة الكورية.

في قسم آخر من الكتاب تحاولُ الكاتبة الإبانة عن الحكايات المدفونة خلف مظاهر المدينة. إذ تقولُ بأنَّ كل ما يقع عليه النظر في ربوع المدينة من المباني ليس إلا ترميما لأطلال مدينة أخرى سويت بالأرض أثناء الحرب العالمية الثانية، وبذلك يتبدى شكل المكان غريبا للناظر فهو خليط ما بين أطلال القديم والجديد.
معجم الطبيعة
تختار الكاتبةُ المفردات المرتبطة بمكونات طبيعية، عناوين داخلية، لأجزاء الكتاب "الثلج، الضباب، الصقيع، غيوم، رمل، طيور" كما تكشفُ من مستهل عملها بأنَّ مغامرة الكتابة قد بدأت في الربيع وتستشف مما يتواترُ بأنَّ العاملَ وراء تفجر الذكريات هو التغرب في بداية المقطع المعنون بـ "ضباب".
تتساءلُ "لماذا تطفو الذكريات القديمة دائماً إلى السطح هنا في هذه المدينة الغريبة!" إذ يتراءى لها الجسد في شوارع المدينة التى لا تفهم لغة أهلها في صورة حُجرة مغلقة على ذكريات حياتها. كلما زاد الشعور بالتغرب وغابت لغة التواصل، يشتدُ زخمُ الذكريات التي تحاولُ نسيانها. وعندما تمحى الحدود بين الأرض والسماء في ساعات الصباح الأولى لا تشاهدُ إلا المنظر الضبابي لشجرة حور.
تسترسلُ الراوية في استذكار علاقتها بالضباب واللون الأبيض. وما يزيدُ من جماليات اللغة وطاقتها التعبيرية هو التمازج بين الوصف والسرد الأمر الذي يغذي مخيلة المتلقي لدرجة يندمجُ مع المشاهد المسرودة. ما يعني إستنفار الإدراك البصري لإلتذاذ بالصور. تهمُ الكاتبة إضاءة ما هو مشترك بين الطبيعة والإنسان إذ يلفتُ نظرها وجود تشابه بين عظامها والحجر حين تقوم بإجراء أشعة مقطعية لتشخيص سبب ألم أصابها.
والغالبُ على ما تسردهُ الكاتبةُ هو النبرة النستولوجية، فذكريات الماضي تنهالُ على الذهن، وما لا يمكن فحصها هو ذكريات المستقبل التي تظهر على شكل ضوء يومضُ مثل غاز طبيعته مجهولة على حد تعبير الكاتبة. ولا تغيبُ التجربة العاطفية للكاتبة بين طيات النص إذ ذاقت ألم الحرمان من الدفء وما عاشته من الحب مرَّ مثل ومضة عابرة. وما أن ترى صورتها المنعكسة في المرآة حتى تحضر فكرة الموت مقتنعة بأنَّ عملية حب الحياة معقدة وطويلة لأنَّ عند نقطة معينة تتخلى عنها. كأنها تؤمن بما قاله سقراط بأنَّ على الإنسان أن يواجه الموت كما واجه الحياة. على الرغم مما عانته من تجارب قاسية فهي تريد أن تبدوَ مثل إنسان لم ينكسر أبداً معلنةً إيمانها بقوة الفكرة التى تفيد بأن إقتناعك بعدم تحطمك في الماضي يمكنك من تفادي التحطم
في المستقبل.
يشار إلى أن هان كانغ تؤكدُ في حوار أجرى معها على أهمية أسلوب "الكتاب الأبيض" بالنسبة إليها فكان بمثابة طقس صغير تقوم به كل يوم وعن معاناتها مع مرض الصداع النصفي. تقول: عندما تنتابنى النوبة أتوقف عن القراءة والكتابة، والمرضُ ساعدنى على الإدراك أننى لن أخلد على هذه الأرض.
وتضيفُ كانغ بأنَّ الكتاب يصبون أفضل ما عندهم في مؤلفاتهم لذلك لا تريد لقاء كتابها المفضلين. مايجبُ قوله أنَّ ما يضمه هذا المؤلف يذكرك بما صدر لـ نجيب محفوظ بعنوان "أحلام فترة النقاهة".

*كه يلان محمد

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...