هذا الشهر من أسوأ أيام السنة قالها بحسرة ونفث دخانه فملأ غرفته الصغيرة التي تشكو من صروف الدهر صباح مساء .
ترى ماذا أفعل ؟
كيف أصنع ؟
هذه الأسئلة أكلت قواه
دخلت زوجته وقد حملت طبقا أعدت عليه فنجانين من القهوة وسمعته يتمتم ..
بادرته بالسؤال ماذا بك يا رجل ؟
هونها بتهون ..
ولكنه لم يستمع لها ودخل في صراع داخلي حتى جهر بالسؤال ..
ماذا أفعل؟
يارجل هونها بتهون ..
كيف ستهون ومن أين ؟
يا امرأة اليوم اشترينا لوازم مونة السنة من المكدوس وكان الثمن الإجمالي أربعين ألفا وراتبي لا يتجاوز الخمسين ألفا ..
يعني لن ندفع للنت ولن ندفع فاتورة الكهرباء ولا ثمن المياه ولا ثمن دواء الوالدة المرهق .
ثم كيف ستهون وماذا سنعمل حتى نشتري لوازم المدرسة لخمسة أطفال ..
وتقولين هونها .
اليوم حاولت أن أحصي ثمن الاحتياجات المدرسية لكل ولد من الأولاد ..
حقيقة كارثة وتعلمين أني كنت بعد دوامي أعمل في معمل الزجاج القريب من المدينة بعد انتهاء وظيفتي وقد استغنوا عني وعن عدد من العمال بسبب الكساد في السوق هكذا قالوا ..
تخيلي اجازة جامعية ويعمل عملين ولا يستطيع أن يصل حد الكفاف وتقولين هونها..
اتركيني يا امرأة ولاتوقظيني حتى صباح الغد عسى أن يهونها الله ..
في الصباح استيقظ الأولاد على صراخ أمهم وهي تبكي وتصرخ ..
لقد هونها الله عليك وعسى أن يهونها علينا ..
*إياد القاعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق