اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رَائِعَتَا صبحة بغورة ومحسن عبد المعطي محمد عبد ربه ..عصـــافير بـــلا أجنحـــة

{1}
 عصـــافير بـــلا أجنحـــة ..للأديبة الجزائرية  صبحة بغورة

احتارت، وحيرتها دوامة تجترها الأيام فتهيم في الأعماق كسحابة داكنة سوداء، وأي سحابة هي .. إنها بألف وألف متاهة،وهي الوحيدة التي طوقتها بالأوجاع والآلام الفظيعة، هي الوحيدة التي أنستها من هي وفي أي عالم تعيش، كيف لها أن تنسى من هي
والحقيقة هي وهو، هي وهم ، هي أعباء هذا وذاك الإنسان غرابة أن فهمت أن بداية الجراح هي بيد إنسان هذا الزمان دروب من مرارة الدفلى والحنظل ،
دروب الأحزان تسير فيها مختارة أو مرغمة وفي النهاية هو القدر يلعب لعبته بكل الأشكال والألوان، كانت الساعة تشير إلى السادسة مساءا عندما غادرت سناء المستشفى متأخرة ، فعملها كممرضة ليس له مواعيد انصراف ثابتة دائما، بالنسبة لها لا تهم المواعيد ولا تهم الدقائق بل والساعات ، المهم عندها تلك اللحظة التي يجد فيها من يحتاجونها الراحة وأعظم كسب لها راحة ضميرها ، هكذا علمتها الحياة أن كل شيء يهون أمام الأهم ، وكان الأهم يومها تلك الساعة التي رأت فيها سيدة قد خارت قواها من شدة التعب أمام باب المستشفى تحمل بين ذراعيها طفلا في الخامسة من عمره فاقد الوعي، نظرت إلى يديه المتورمتين المثخنتين بالجروح والدماء الحمراء تكسو الزرقة التي طغت يديه الصغيرتين من أثر القيد، والأم تبكي بمرارة المفجوعة ثم تصرخ كمن في قلبها نار موقدة صراخا بعثره أعنف إحساس في الفضاء فاخترق كل الطرقات الموصدة وشق صداه الصدور وفتح آلاف القبور حزنا لآهاتها ، اقتربت منها وقد تملكت أوصالها رعشة غريبة لم تعهدها من قبل ،لأن الآلام كانت من القلب قريبة ، كان كل شيء مؤلم يجرحها، لكن بكاء هذه الأم كان جرحا ليس مثل كل الجراح ، كان يأسر القلب بإحساس ليس له قياس، كانت ألامها بنغمة الآهات ، اقتربت منها أكثر سألتها عن أمرها ،أجابتها وبكاؤها يغلب كلماتها أن حكايتها كحكايات زمنها حكايات أبطالها متعبون.. مرهقون، لكنهم مرغمون على لعب كل الأدوار،تمرسوا على أيادي جلادين يحسنون دفن المشاعر في كل الأوقات، ثم صرخت طالبة الطبيب فابنها يموت ، وبلهفة غير معهودة حملت سناء الطفل بين ذراعيها وكأنها هي الأم الموعودة وأسرعت به إلى قسم الاستعجالات ، وهناك نطق الطبيب بكلمات أبطلت مفعول كل العقول الطفل ستبتر يداه ، نطقت عينا التي كانت تحتضن الأمل رغم الألم طلبت أن يأخذوا حياتها وينقذوا فلذة كبدها انهارت في الأرض تكابد حسرتها ولهفتها على ابنها الصغير ، هبت عليها رياح الندم على أنها هي من جنت على صغيرها بضعفها وبصمتها، وفي رحلة دائرة الحسرة أسمعتها سناء كلمات جعلتها تستسلم للأمر الواقع ، أن حياة طفلها هي الحقيقة الوحيدة التي يجب أن تتمسك بها، تم الاتصال بالوالد ، وبينما كان الطفل في غرفة العمليات راحت الأم تسرد حكايته المؤلمة بكلمات متقطعة ، كان طفلها زهرة تفتحت بين يديهما لكننا نسينا فطغينا، فكان ألم الطفل بيد من سقى ورعى هذه الزهرة ، أنه أباه ، كان الطفل يلعب ببراءة الأطفال يقفز هنا وهناك ويدور حول أثاث المنزل أثناء قيلولة والده العائد متعبا من العمل وفجأة تعثرت قدماه بالخيط الكهربائي الواصل بالحاسوب فأسقطه أرضا ، انتفض الوالد مفزوعا على صوت الارتطام وقد أفقده العقل الالكتروني صوابه وعقله وراح بسلوكه المعتاد المجرد من مشاعر الأبوة يمارس مفهوم الرجولة عنده باستعمال يديه الحديديتين لأن التربية في نظر من لا عقل له هي الضرب والمهانة والتعذيب ، كان العقاب بأكثر من الجرم ، كبل يدي طفله بكل قوة وأتقن معه كل فنون الضرب والتعذيب أو كما كان يعتبره تهذيبا ، ثم سجنه في غرفته بلا رحمة أو شفقة عليه، حتى تورمت يداه وتعفنت جراحه وبقيت الأم بلا حول ولا قوة، ما كادت تقولها حتى وصل الأب وعلم بما حل بابنه،انهار وبكى بكاء الثكالى وهو يسمع للطبيب يخاطب الأم أن الطفل حي يرزق ولكنه سيعيش مبتور اليدين بقية حياته ثم أكد لها أن هناك إجراءات قانونية ستتخذ تجاه من لم يأخذ من الإنسانية سوى اسمها انحدرت دموع الأب ندما ثم ما لبث أن أجهش بالبكاء كطفل صغير تاه عن والديه، انصرف مسرعا إلى الغرفة حيث يرقد ابنه، جلس بجانبه على طرف السرير يتأمله ينتظر أن يفيق من غيبوبته،استرجع حينها لحظة أول قبلة طبعها على يده بعد ولادته كانت يديه رقيقتين ناعمتين ورديتين،تذكر كيف كان يدربه على المسكة الصحيحة لأقلام الألوان وكم كانت سعادته وهو يلون العصافير والأزهار، وحين كان يعلمه كيف يرفع كلتا يديه للدعاء ،انتبه إلى وجود زوجته عند باب الغرفة مسندة رأسها عليه ،لم يكن يقوى على الكلام معها ، ساد بينهما صمت كان أبلغ من كل مؤاخذة ،وأوجز كل ما كان، الأم المسكينة أصبح مصابها مصابين وصبرها صبرين، أخيرا استفاق الطفل ووجد وجه أبيه قريبا جدا منه، أصيب بذعر شديد وناداه متعلثما حاول أن يبرر فعلته بأنه لم يكن ينوي أن .. قاطعه والده ومال عليه يحتضنه باكيا هامسا له بأن لا يخاف فالحاسوب والدنيا كلها فداه ، اهتز الطفل من أعماقه وهو يسمع أن والده يسميه » الغالي » وأنه يفديه بروحه، أراد الأب أن يطبع على وجنته الرقيقة قبله وما كاد يفعل حتى رفع الطفل ذراعيه بصعوبة نحوه لما رأى دموعه، أراد أن يمسح دموع أبيه ولكنه لم يجد تلك اليدين الصغيرتين بل وجد ضمادتين غليظتين فتأسف لأبيه أنه لم يتمكن من مسح دموعه ورجاه أن يعيد له يديه ووعده بأن لن يلعب ثانية ولن يكسر أي شيء في المنزل ..صرخ الأب بأعلى صوته ورفع يديه للسماء يرجو رحمة الله، لم يعد يتحمل معاناة ابنه فنهض وابتعد عنه ثم جلس على كرسي قريب من النافذة مسندا رأسه للخلف يتأمل ابنه والأم تجفف دموعه بين أحضانها، رمق الطفل أباه ينظر إلى ما وراء النافذة كانت عيناه مثبتتان وسأله.. ثم سأله، وألح عليه بالسؤال متى يغادرون إلى منزلهم، أنه يكره هذا المكان الذي أخذ منه يديه.. استغربت الأم صمت الأب الحزين ، نادته ولم يجب ،اقتربت منه فإذا هو جثة هامدة ، صرخت صرخة هرع إليها من هولها من كان بالمكان، تحرك الطفل بصعوبة محاولا النزول من السرير مستندا على ساعديه واتجه إلى أبيه يناديه، نطق الصغير عند رجلي أبيه فأخرس أفصح متحدث وألهب المشاعر وأبكى القلوب قبل بكاء العيون بأنه لن يطلب منه بعد الآن أن يعيد إليه يديه وأنه لا يريد من الدنيا سواه وإذ لم يسمع الأب نداء ابنه فعسى قوله رحمة له في قبره، احتضنت سناء الأم الموجوعة ولسان حالها يدعو بالبقاء ضعفاء بإنسانيتنا ولا العيش أقوياء بوحشيتنا .
--


⏬  {2}
 لَا خُلْدَ بِدُنْيَانَا فَاعْلَمْ ..للشاعر محسن عبد المعطي محمد عبد ربه 

عِشْ بِالْإِنْسَانِيَّةِ رَجُلَا = مِعْطَافاً أَحْسَنَ مَنْ بَذَلَا
وَانْأَ عَنِ الْوَحْشِيَّةِ أَمَلاً = أَنْ يَرْزُقَنَا اللَّهُ الْأَمَلَا

وَاعْطِفْ بِالْحُبِّ عَلَى الدَّانِي = وَالْقَاصِي وَتَجَافَ الزَّعَلَا {1}
وَانْسَ الْقَسْوَةَ فِي أَيَّامٍ = مَا زَالَتْ تَمْتَهِنُ الْبَطَلَا

أَيَّامٌ مَا دَامَتْ إِلَّا = لِلَّهِ وَبَزَّتْ مَنْ حَمَلَا
لَا خُلْدَ بِدُنْيَانَا فَاعْلَمْ = وَاسْتَبِقِ الْخَيْرَ المُتَّصِلَا

يَرْضَ اللَّهُ عَلَيْكَ حَبِيبِي = وَيُبَارِكْ مَوْلَانَا الْعَمَلَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
{1}وَتَجَافَ الزَّعَلَا : اِبْتَعِدْ عَنِ الْهَمِّ وَ الْكَرْبِ وَالْحُزْنِ وَكُلِّ مَا يُنَغِّصُ عَلَيْكَ حَيَاتَكَ وَيُعَكِّرُ صَفْوَكَ وَصَفْوَ أَحِبَّتِكْ .



ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...