اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الثعالب ــ قصة قصيرة ...**عبد العزيز دياب

لم تكن الشقة لتربية الثعالب، ثلاث حجرات، وصالة، ومطبخ، وحمام، وشرفة لا تصلح لمهمة ثقيلة كهذه، إنما الجدران لتمرح عليها ثعالب في مروج وبرارٍ موحشة، مفعمة بتضاريس شرسة، داخل أطر مُذَهَّبَة ومُفَضَّضَة، يأتي بها الزوج المغرم بمكرها من معارض ومحلات أنتيكات، وإذا شحت من السوق يكلف رَسَّامين باستحضار نظرتها الغامضة.
ازدحمت الشقة بالثعالب وبدأت المرأة معها عهدًا جديدًا...
في أول الليل يخرج الرجل الذى أسْكَنَ الشقة بكل هذه الثعالب، تستهلك المرأة فراغها في قراءة المجلات ومشاهدة التلفاز، يمضى بها الوقت حتى يقذفها في مساحة ضيقة أو واسعة
ما بين النوم واليقظة، هي المساحة التي تنتظرها الثعالب، تعرف بما أوتيت من مكر كيف تتسلل إليها على هيئة فريق موسيقى بالبِدَلْ والببيونات يعزفون موسيقى غربية خالصة، ينمحي ذلك المشهد ويحط ثعلب في زي غجري يقرأ الفنجان لفتاة تشبهها عندما كانت في شبابها، ينمحي ذلك المشهد ويباغتها ثعلب آخر يقود موتوسيكل بسرعة قياسية...
صارت الثعالب تهاجمها على هيئة لقطات سريعة متلاحقة، يركض وراءها وعى المرأة ونظرتها الغائمة، أخيرًا استقرت معها بمشهد لثعلب تمدد فوق طاولة في صالة الشقة، يحدق ناحيتها بعينين ماكرتين.
إذا ثعلب على الطاولة في صالة الشقة!
ليس ذلك المشهد فقط، بل وقنوات ماء تفيض عن حاجتها فتغرق الشقة، فلا تستطيع العبور من حجرة النوم إلى المطبخ، أو من المطبخ إلى الصالة، لكن السمك كان يتلعبط أمامها في الأرض الموحلة مع فيضان الماء...
وشجر سامق وطير من كل صنف، فتتذكر أنها في يوم شديد الحرارة ولم تكن المظلة بحوزتها فتلقفها ظل الشجر، استطاعت لحظتها وهى غارقة في الظلال الطرية أن تفك صرة الطعام لتأكل وتطعم الطير معها...
أما الثعالب التي تركض من الصالة إلى المطبخ، ومن المطبخ إلى حجرة النوم، ومن حجرة النوم إلى الشرفات، كانت فوق احتمالها، فماذا لو تجاوزت ذلك الأمر لتنهض فَزِعَةً وأحدهم يلعق حلمة ثديها، هل يطعنها الزوج في شرفها لو أخبرته بذلك؟!
حدثت المرأة نفسها بأنه قد جاء وقت الحاجة إليك يا "كساب"، ببندقيتك الأسترالي..
"كساب" عفريت الليل كما يطلقون عليه، توددت إليه أخته، يمكنك أن تلبد يا "كساب" في الصالة وراء شجرة "الدفلى" وتصطاد ذلك الثعلب الذى يتمطع فوق كرسي الأنتريه، كذلك يمكنك أن تنبطح هنا عند باب الشرفة مستترًا بالحشائش لتصيد الثعلب الذى يجول في الصالة، وهنا في حجرة النوم تصرف أنت لتقتل ذلك الذى ينام فوق سريري، ولن أبوح بأنني كلما نهضت من نومى وجدته يمص حلمة ثديي فأغتسل في مجرى الماء الذى يشق حجرتي.
ابتسم كساب قال بصوته المشروخ: أنا وحدى من أحدد متى وكيف أطلق الرصاص!!
كانت المرأة تقول لزوجها: لماذا الثعالب يا زوجي؟!
يضحك الزوج: هل يحق لي أن أسألك لماذا تحبين المانجو، أو يسألك أحد لماذا- ويشير إلى نفسه- زوجك هذا؟!
كان الزوج يحب الثعالب في جميع الأوضاع: وهى تأكل... وهى تشرب... وهى تلعب... وهى تمارس مكرها، فكان يأتي بها يعلق لوحاتها في الصالة، والحجرات، والمطبخ، ومدخل الشقة، والشرفات، تجلس المرأة أمامها في الصالة، تذهب إلى المنطقة التي تكون فيها ما بين النوم واليقظة، لم تدخل بعد إلى مراتع أحلامها، ترى نفسها على ظهر ثعلب يركض بها إلى مكان عملها بمدرسة "الأوائل الثانوية"، تؤدى ثلاث حصص لمادة الجغرافيا، تشرح للطلاب الكسالى عن الثعالب التي تعيش على حافة مجرى مائي، يحفه الشجر داخل شقة مكونة من ثلاث حجرات وصالة ومطبخ وشرفة، تنتهى من عملها، تطلق صفيرها فيأتي الثعلب، يحط أمامها، تمطيه ويركض بها عائدًا إلى شقتها، وترى نفسها في حالة أخرى بين أحضان ثعلب يراقصها في حفل موسيقى صاخب، وهى تشرب نخبه كؤوس خمر وسط تصفيق الحضور وتوهج المزيكا إعجابًا بها وبثعلبها..
هي تعرف أنها لو أخبرت زوجها بذلك لرمى عليها يمين الطلاق.
انتشلها "كساب" قبل أن تذهب رؤاها مع الثعالب بعيدًا، قال: ابتعدوا لأنني سأطلق الآن الرصاص.
بو.... بم
بم.... بم
بو.....
تهشم زجاج كثير للوحات كانت تحملها الجدران... ماتت كل الثعالب، لكن كيف أتى هذا الثعلب الذى تمدد على طاولة وهو يحدق إلى المرأة بعينين ماكرتين؟

*كاتب من مصر

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...