اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

جمالية البوح الوجداني في قصيدة "ما سرك الليلة ...حبيبي" لبسمة الهواري

*هاشم خليل عبدالغني
القصيدة :-
ما سِرّكَ الليلة .. حبيبي.. ؟
تعود بعد احتراقي..... تلملم شتاتي
وتهدهد عيون الأرق .. تعود .. ملء لهفتك .
تسألني..والجواب ... بين رعشتين ولمسة
هل.. أنْسَتْكِ المسافات .. هوايَ ..؟
وهل طوّقَ اليأس .. خاصرة الأمنيات..؟
هل عانق نيْسان .. محافل الوجع ؟
ورتّب على أرصفة .. الانتظار ..سرادق السراب...

هل أغلق أيلول .. معابر الحنين .. ؟ وهل سكب
العبرات .. أنهارا ؟ في المآقي.
يفيق صوتي بأقاصي السؤال .. متثائبا.. كئيبا..
هل زاركِ طيفي .. ذات حنين..؟
ليسكب ألحان الحياة ... في قيثارة أورفيوس..
كيف أنتِ .. من دوني..؟
أجرّ السؤال ....على مساحات حيرتي....
يفيق صوتي بأقاصي السؤال .. متثائبا.. كئيبا..
كيف الجواب يا ترى.. ؟ "
" أنا يا حبيبي.. كل مساء.. أعزف لحن الشوق
بتقاسيم تقاسيم.. وأحجب طرف الوجد
عن عيون الفؤاد.. ككل مساء
يوقظ النبض ... عهود الانتظار..
ويرقص رقصة الألم .. والعذاب..
كل مساء .. ينتابني .. وله اللقاء .. بشارع الضباب..
ويموت الهمس ..على شفاه العتاب.. أما زلتَ تسألني ..
كيف أنتِ.. من دوني..؟
==
دراما شعرية متماسكة تسردها الشاعرة ( بسمة الهواري ) في قصيدتها لوقائع وجدانية مادية وحسية ، تربط في سردها بين حاضر مؤلم وماض تحن إليه ، تنبض القصيدة بالمشاعر الإنسانية والرهافة الحسية والدفء الوجداني.
سنحاول في هذه الوقفة السريعة ، الولوج إلى أجواء القصيدة من خلال لقاء اشتياق الحبيب للحبيب ، وتبادل النظرات التي تترجم صورها داخل براويز الفؤاد ،ويبدأ حديث اللقاء ليخفف من لهيب الشوق ، ليُخرِجَ نفسا دافئا يرافقه همس لا يكاد يسمع ، ليعبر عما فعله الفراق ... همس عتاب وشوق وألم وتحقيق ولوم .
تبدأ الشاعرة " بسمة الهواري " قصيدتها الرائعة " ما سرك الليلة ...حبيبي " بتساؤل موجع !! ما السر الذي دفعك الليلة حبيبي ، حتى تعود ، خاصة أنك تعود بعد اشتداد معاناتي وآلامي ! تعود لتجمع ما تفرق وتشتت من ذاتي ، ولتهدهد ارقي وسهري ، ها أنت تعود بإرادتك حرقة وشوقاً . ..
" ما سِرّكَ الليلة .. حبيبي ..؟
تعود بعد احتراقي
تلملم شتاتي..
وتهدهد عيون الأرق..
تعود..
ملء لهفتك "
تسألني .. والجواب ردا على السؤال ، يتحرك بين رجفة القلب واهتزازه ، ولمسة يد ، ( دلالة على حميمية متوهجة ) ...و يسأل المحب الحبيبة ، هل أنساك البعد والغياب حبي ؟ ويتابع توجيه أسئلته لمحبوبته، هل أحاط بك الاستسلام وحاصر رغباتك القنوط ؟
" تسألني..والجواب
بين..
رعشتين..
ولمسة..
هل..
أنْسَتْكِ المسافات
هوايَ..؟
وهل طوّقَ اليأس
خاصرة الأمنيات..؟ "
وتستمر الأسئلة المؤثرة من قبل المحب ، هل عانق نيسان وضم لصدره أماكن الألم والوجع ، وأثبت وأقام على جوانب الترقب خيمة أوهام متحركة من سراب ؟ نيسان :( الشّهر الرّابع من شهور السّنة الشّمسيَّة ، وهو أحد شهور فصل الرّبيع ). ويواصل الحبيب أسئلته للحبيبة ، هل أوصد وأقفل أيلول جسور العبور للشوق واللهفة ؟ وهل صب وسكب " أيلول " الدموع بغزارة في مآقي العيون ؟

" هل عانق نيْسان
محافل الوجع ؟
ورتّب على أرصفة
الانتظار
سرادق السراب..
هل أغلق أيلول
معابر الحنين.. ؟
وهل سكب
العبرات في المآقي
أنهارا.. ؟
وتستمر الأسئلة ..هل زارك طيف خيالي ذات مرة في يوم ما أو ليلة ما شوقاَ وحنيناً ، ليصب ويسكب أنغام وإيقاعات الأغاني في روح الحياة كمعزوفة ( أورفيوس ) معزوفة حب حزينة رقيقة عزفها أورفيوس على قيثارته ألحانا شجية حزناً على فقدان زوجته (أوريدس ). إشارة لطيفة معبرة من الشاعرة إلى " أسطورة أورفيوس و يوريدس " ليعود الحبيب ويسأل سؤالاً يطمئن من خلاله على حبيبته ، كيف أنت من دوني ؟ سؤال يتمدد على مساحة حجم مساحة ترددي واضطرابي ، ليستيقظ صوتي من غشيةٍ لحقته ، من كسل وملل كئيب حزين كسير.
"يفيق صوتي بأقاصي السؤال
متثائبا.. كئيبا..
هل زاركِ طيفي
ذات حنين..؟
ليسكب ألحان الحياة
في قيثارة أورفيوس..
كيف أنتِ ..
من دوني..؟
أجرّ السؤال
على مساحات حيرتي....
يفيق صوتي بأقاصي السؤال
متثائبا.. كئيبا..
كيف الجواب يا ترى.. ؟ "
كيف أنت من دوني ؟
تجيب الشاعرة " بسمة الهواري " بكل بساطة وسلاسة ، أنا يا حبيبي في كل مساء أعزف ألحان الشوق على أوتار اللهفة والحنين ، لَحْناً مُنْفَرِداً على نَمَطٍ موسيقِيٍّ مُعَيَّنٍ ، وأخفي وأستر حبي عن نبضات قلبي ، كعادتي كل مساء ، حين تهيج وتثير نبضات القلب مواثيق المودة والوفاء والأمان ، ويرقص القلب ويهتز على إيقاع ونغم الحزن والأسى كمظهر وجداني موثوق .
" أنا يا حبيبي..
كل مساء..
أعزف لحن الشوق
بتقاسيم تقاسيم..
وأحجب طرف الوجد
عن عيون الفؤاد..
ككل مساء
يوقظ النبض
عهود الانتظار..
ويرقص رقصة الألم
والعذاب.."

تعود الشاعرة " بسمة الهواري " لتقول في كل مساء يا حبيبي ، يصيبني حزن شديد وحب أشد من شدة الوجد والترقب وطول الانتظار ، بمكان تكسوه الإضطربات والتشوهات الضبابية ، تلبدت الأحاسيس ومات الهمس الخفي اللين على شفاه اللوم والمؤاخذة .. بعد كل هذه المعاناة التي عشتها بعيدا عنك.. تسألني كيف أنت من بعدي ؟ كأنها تقول بحرقة وألم ، ما تَزالُ الأُمورُ كَما كانَتْ عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ ... أَيِ الأُمورُ مُسْتَمِرَّةٌ كَما كانَتْ .

" كل مساء
ينتابني
وله الانتظار
بشارع الضباب..
ويموت الهمس
على شفاه العتاب..
أما زلتَ تسألني ..
كيف أنتِ..
من دوني..؟ "
وختاماً...رسمت الشاعرة ( بسمة الهواري ) لوحة وجدانية ، عبرت من خلالها عن ذاتها شعراً وتنفسياً عن معاناة خاصة ، في محاولة لتطهير النفس ، تطهيراً ذاتياً يعيد العواطف إلى نصابها
لتستعيد الشاعرة توازنها العاطفي ، وتتخلص من الاحتقان الداخلي ..تحاشياً للانهيار .

* هاشم خليل عبدالغني
 الأردن

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...