اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أولاد الـكــــــــــــلـب ــ قصة قصيرة ...*عادل المعموري

عند سيطرة التفتيش، توقَّف بسيارته الفارهة بين طوابير السيارات المتوقفة ، التفتيش كان دقيقاً، مما جعل الضجر يرتسم على ملامح أصحاب السيارات ، حاول أن يتجاوز السيارات المتوقفة من أي منفذ ممكن ، فلم يستطع ، طلب من العسكري الواقف أن يسمح له بالمرور من المنفذالخاص بالأرتال العسكرية، أشار له العسكري بالنفي ، ضيق الشارع والصبَّات الكونكريتية يحول دون حشر سيارته الصالون الفارهة بين الفتحات ، ينظر إليها وهي قابعة في الحوض الخلفي ، المرأة العجوز تتأوه من ألم مبرح في صدرها ، تتململ وتكّور جذعها الناحل لصق الباب الجانبي ..يفتح الباب وينزل من السيارة وهو يصيح :
__رجاءً ساعدوني... أمي في حالة خطرة ..أرجوكم ساعدوني ؟
لم يلتفت إليه أحد ..يلقى نظرة كسيرة على الجسد المتوجع ، ثم يعود ‘إلى مكانه ، يلمسها بكفه مطمئِناً :
__أمي ..اصبري ريثما أنقلكِ للمشفى..دخيل الله اصبري عليّ ؟
__سأموت ياولدي ..انقطعَ نَفَسي من الوجع .
رّن هاتفه الجوال ..ظهر على الشاشة اسم المتصل.. جاءه الصوت وهو يحمل نبرات حادة :
__أين أنت ياأخي..أليس بيننا موعدا ؟!
__أنا عندَ سيطرة التفتيش ..أمي تموت ياشيخ ..أريد إيصالها للمشفى.
__ماهذه التخاريف ..عجّل بالمجيء.. أمامك عشر دقائق فقط.
قالها وأغلق بوجهه الهاتف ، أدار رأسه نحو أمه ..اجتاحته رغبة في الصراخ .. أمسك بها من كتفيها النحيلين :
__أمي ..ستكوني بخير ..فقط اصبري أرجوكِ ..ليس الأمر بيدي.
نظرتْ إليه بعينين شاحبتين وتمتمت:
__ سأموت ياولدي .... ان مازرعته من شر.. أنا من يدفع ثمنه الآن .
__أرجوك يا أمي ليس هذا وقت لوم وتقريع .
لاح له مشهد من الماضي القريب عندما تم تكليفه بالإشراف على إنتحاري الأحزمة الناسفة، في آخر مهمّة له كان الإنفجار شديداً وسط شوق شعبي في بغداد . تطايرت على إثره السيقان والأذرع المبتورة والتصق اللحم المحروق بالعربات والبسطات عند ناصية الشارع ..يرقب عن بعد تلك المرأة العجوز التي كانت تشبه أمه تحمل قطعاً من العلكة تبيعها بثمن بخس ، .لا يدري لماذا توقف طويلا أمام تلك المرأة العجوز مبتورة القدمين ..فقد كانت تشير له أن يسقيها شربة ماء ..ابتسمً وقتذاك في سرّه وتركها ..لن ينسىأبدا تلك النظرة التي رمقته بها ..أفزعته تلك النظرة التي تشبه نظرة أمه عندما تغضب منه لأمر ما .
.بغتةً انتبه لهدير محركات السيارات المتوقفة ..تحرَّك السير بضع خطوات .
أسرع بتشغيل محرك سيارته ..المسافة ليست بالقصيرة ليكون أمام رجال مفرزة التفتيش وينتهي كل شيء ، للحظات توقَّف السير ..عاد يرّن هاتفه من جديد .

_الووووو ..نعم يا شيخي.
__لقد أفسدتَ العملية بتأخيرك هذا ...أين أنت ؟
__مازلتُ عند السيطرة ....الزحام شديد يا شيخ .
__تبّاً .. ..أترك سيارتك عند السيطرة واستقل سيارة أجرة بسرعة
_وأمي ياشيخ ..أقول لك أن أمي تموت! .
.أغلق التلفون هذه المرَّة بقناعة تامة ،لم يعد ذلك الرعديد الذي يرتجف من غضب الشيوخ والأمراء، بضغطة زر من يده قذف هاتفه فوق" دشبول " السيارة وهو يتمتم بإستياء ..حانت منه إلتفاتة نحو الجسد المسجَّى .. لم يسمع هذه المرَّة صوت توجعها .. مدَّ ذراعه نحوها دون أن يلتفت‘اليها لا مست أصابعه وجهها ،ذعر من برودة وجهها ، لحظة انعتاق مغرقة بالصمت، ينتظر أن تتمخض عن شيء أما الموت في هذا المكان أو إيصالها المشفى ومعالجتها.. لم يعد يسمع أي صوت ، ادار رقبته نحوها ببطء ، وجدها مفمتوحة العينين ترمقه بذات النظرة الجامدة التي رمقته بها العجوز بائعة العللكة :
__أمي ..أمي ..أمي ..صاح ملتاعاً.
.نزلَ من السيارة مسرعاً ،انتزع مقبض الباب وانحنى عليها يتفحصها بيدين مرتعشتين ..الصوت الذي بداخله ما فتئ يصرخ :
__أمي ..أمي لا تموتي أرجوكِ.
جّس نبضها ، شعرَ أن الدنيا أظلمت في عينيه ..قام يجرَّها من المقعد الخلفي ويحتضنها.. يحملها بين ذراعيه .
راح يركض متعثراً وأنفاسه تتلاحق ، خطرَ في باله ذلك الشاب الذي سقط من اول إطلاقه سدَّدها نحوه، فقد كان يلهث بشدة والدم ينبجس من رأسه ، صوت لهاثه مازال يثقب طبلة أذنه، تقمصته روح ذلك الشاب المغدور ، قال له وهو يبتلع ريقة بصعوبة متوسلا :
_أرجوك لا تفجع أمي بموتي ....أنا وحيدها .
_أنا أريد أن أفجع أمك تلك الزانية .
خمدت متكئة برأسها على مقبض باب السيارة الخلفي ، انقطع أنينها تماماً ، أحسَّ وهو ينحني عليها ليحملها أنه يحمل شخصاً آخر،الجسد بدا ثقيلا ً والأبواب كلها لا تفتح ذراعيها لصدره ، أعيته الحيلة في الجري بها ..الخطوات القليلة بينه وبين مركز نقطة التفتيش غدت أبعد من نجم بعيد..اقترب من مظلة التفتيش وهو يصيح بوجه بلا ملامح :
__أولا د الكلب ...أولاد الكلب ...أ ...و...لا...د.. ا ...ل ...ك..ل...ب .!
.
عادل المعموري

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...