اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

راحلة || نعيمة السي أعراب

جَلَسا لِتناوُلِ الطعامِ في مكانٍ راقٍ وجميل. قَدِمَ النادِلُ حاملاً المشروبَ في يدِهِ، قلَبَ الكَأْسَينِ على طاوِلَتِهِما لِيَصُبَّ لهما، فأَعادَت كَأْسَها كما كان، لِيَقلِبَهُ النادِلُ من جديد، وتَعودَ لإِرجاعِهِ إِلى وَضْعِه. أَخيراً فَهِمَ قَصدَها وسأَلَها عمَّا تَوَدُّ شُربَهُ، أَجابَتْ: "عصيرُ بُرتقالٍ من فضلِك!".
كان الطعامُ شهياً، طبَقُ سمكٍ وفواكِه بحرٍ لِكلٍّ مِنهُما، لَكِنهما لم يتحدثا كثيراً. هي كانت مُنشَغِلةَ البالِ بأَمرٍ ما، وهو شَعَرَ بانزِعاجِها وظَلَّ صامِتاً. أَخبَرتهُ بِاقتِضاب عمَّا كان يُضايِقُها، ولم تستَغرِب حين بدأَ يطالِعُ هاتِفَه، فهي لم تَمنَحهُ الرفقةَ الطيبة.
بعد الانتِهاءِ من الأَكل، غادرا المكانَ للمشيِ قليلاً. كان الجوُّ رائِعاً، تمَنَّتْ لو تستطيعُ الْتِهامَهُ، فقد توقَّفَ المطرُ وأَشرقَتْ شمسٌ ناعِمَة. بمُجرد أن داعبَها النسيمُ العليل، تَغَيرَ مِزاجُها فجأَةً، فانطلَقَتْ تتحدثُ وتضحكُ وتُمازِحُه، ولَعلَّهُ تفاجأَ لِذلك. فهل أَدركَ أنها ابنةُ النور؟ تُحِبُّ الهواءَ الطلقَ وضِياءَ الطبيعة، وتَختَنِقُ في الأماكِنِ المُغلَقَةِ حيثُ الضوءُ الخافِتُ ودخانُ السجائِر!

كانتِ الأَزِقَّةُ خاليةً إلا مِنهما، تَمَشَّيا وتَبادَلا أطرافَ الحديثِ بِمرحٍ وهو مُمسِكٌ بِيَدِها. فجأَةً، توقَّفَ وسأَلَها: "ما رأْيكِ بالاستراحةِ قليلاً عند السيد أَنور؟"... استغربَتِ الأمرَ وظَنَّتْهُ محلاًّ لِلأَكلِ الشرقي، لكنه أَشار بِيَدِهِ إلى مقعدٍ بحديقةٍ صغيرةٍ على جانبِ الطريق، مَكتوبٌ عليه اسمُ "أَنور". ضحِكَت ورحَّبَت باقتِراحِه.

هناك أَمْضَيا بِضْعَ زَمَنٍ كأنهُ خارِجَ الزمن، يتحدثانِ ويستَمتِعانِ بالمنظرِ حولَهُما... "نذهب؟"، أَفاقت من أحلامها على كلماته، فقد حانَ وقتُ الرحيل. هي ستَعودُ أدراجَها إلى البيت، وهو سيَلتَحِقُ بأَصدِقائِهِ لِيُكمِلَ السهرةَ معهُم.

لَيْتَهُ يعلمُ أن لا نِيةَ لها في التضييقِ عليه أَوِ الحدِّ من حُرِيتِه! فهي تَعِي جيداً أهميةَ الأَصدِقاءِ في حياتِه، وكيفَ كانُوا سنَداً له في وحدتِه... ضحِكَتْ عالياً وهي تَتذَكَّرُ نَصَّ قِراءَةٍ رَأَتْهُ وهي طِفلَةٌ في كتابِ مُطالَعَة... كان النَّصُّ بِعنوان " رِفْقَةُ الأَشرار"!

قرَّرَتْ أَن تطلُبَ منه الانضِباطَ في المواعيدِ وفي الوعود... فالكلامُ ليس عبَثاً، وكلُّ كلمةٍ تَصدُرُ عن إنسانٍ راشدٍ ومسؤولٍ تُصبِحُ بِمثابةِ شيكٍ مَصرِفي يَستَوجِبُ رصيدَهُ منَ الصِّدق!

هكذا أَخَذَتْها أَفكارُها وهي في طريق العودة... فجأَةً، اِنتَفضَتْ وهي تُسائِلُ نفسَها: لماذا تُوليهِ كلَّ هذا الاهتِمام؟ هل هو مَلأٌ للفراغِ العاطِفي الذي تعيشُه؟... أم هل صدَّقَتْ حقاً ما قاله لها يوماً؟... أم لأنه حين أَمسكَ يَدَها شعرتْ بِشيءٍ استِثنائي؟

هي مُجرد مِثاليةٍ حمقاء، في زمنٍ أَغْبَر لا يُقيمُ وزناً لِلقيم والمشاعِرِ النبيلة. وهو رَجُلٌ يعيشُ حياتَهُ لَحظَةً بِلَحظَةٍ ولا يُتعِبُ نَفسَهُ في التفكير والتحليل. يَذْكُرُها عندما تكونُ معه وينساها عندما تَغيبُ عنه!

فهل ستَستَمِرُّ في مَدِّ الجُسورِ بَينهما لِتَبنِيَ حِصناً مَنيعاً وتُرَمِّمَ قلباً مُحطَّماً؟... أَمْ ستَجْمَعُ شَتاتَها وتَرحَل؟!


نعيمة السي أعراب

- مقطع من "حديقة القلب"

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...