لم أرَ ولم أذق يومًا أشد مرارة وحزنًا مثل يوم زيارتي أنا وثلّة من الشباب لدار المسنين، لم أذق يوم أشد إيلامًا من ذاك اليوم، كانت زيارتنا لدار المسنّين فكرة أحد أصدقائي حيث أنّه زارها من قبل ورأى ما لا يستطيع الإنسان تحمّله؛ لذلك قرّرنا بالإجماع زيارة دار المسنين في كبد الاسبوع القادم، كمبادرة خيرية نقوم بها واتفقنا أنّ كلّ واحد منّا يصطحب معه هدايا رمزية أو شيء من الحلويّات نقدمها للمنسين والمسنّات نعبّر فيها عن حبّنا وتقديرنا التّام لهم.
جاء موعد ذهابنا إلى دار المسنين اجتمعنا في أحد بيوت أصدقائي و انطلقنا في التاسعة صباحًا، كان الجو لطيف جدًا زادنا حيوية ونشاطًا، وصلنا في غضون ساعة من السير إلى المكان، نزلنا واتجهنا نحو باب الدار وإذ بامرأة ربما تملك من العمر خمسة وأربعون عامًا وكأنها مديرة أو مسؤولة هذه الدار، قادمة باتجاهنا والبسمة في وجهها قالت: السلام عليكم قلت لها: وعليكم السلام، نحن مجموعة من الشباب أردنا زيارة هذه الدار (دار المسنين) كعمل خيري ونحن مهتمون جدًا بهذه الزيارة، هل تستقبلونا أم نرجع من حيث ما أتينا،؟!! (قلتُ هذه الجملة؛ لإثارة الضحك أو لتلطيف الجوّ كما يقولون !) ردّت المرأة بكلّ هدوء والبسمة ملأت وجهها : أجل نتشرف بكم، نحن نحبّ هذه النوعية من الأعمال والشباب أيضًا، حيّاكم الله، تفضلوا، أدخلتنا أولًا إلى غرفة فيها جلسة عربية وشاشة تلفاز للاستراحة وتقديم لنا ضيافة خفيفة ومن ثم اعطاؤنا إذن الدخول إلى غرف العجزة جميعهم، قدّموا لنا الضيافة وبعدها أُذن لنا بالدخول.
أنا لا أنسى الأحاديث التي خضتها مع بعض المسنين والمسنّات، أنا لا أنسى القصص التي كنت أسمعها منهم والتي تركت جرحًا في القلب لا يبرأ ولا يزول أبدًا، أنا لا أنسى ما حييت دموعهم التي نزلت أثناء فضفضتهم، سمعتُ عجب العجاب، عجوز يبوح لنا ويحدثنا كيف ألقوه أبنائه وجزوه جزاء سنمّار، وكيف أفنى عمره في تربيتهم وكيف ضحّى بماله كلّه من أجل تعليمهم وتأمين لهم حياة كريمة طيّبة، وعجوزة تحدثنا عن اشتياقها الرهيب لأبنائها الخمسة والدموع تسيل من عينيها كسيل جارف، تحدّثنا أنّ الحنين وحش شرس يهاجمها كلّ ليلة ولا يرحم أبدًا ولا يوجد في قلبه ذرّة شفقة، تحدّثنا عن تضحياتها وكفاحها من أجل أبنائها وجزاء الإحسان الإساءة لها ورميها في دار المسنين، وعجوز آخر يوصينا على برّ الوالدين وأن لا نفعل بآبائنا مثل ما فعلوه أبنائه، كان يستشهد أثناء تقديم نصائحه لنا آيات وآحاديث عن برّ الوالدين، وعجوزة أخرى تسرد لنا قصص من كفاحها من أجل أولادها وكان جزاؤها (دار المسنين)، حدّثتنا عن كفاحها في العمل من أجلّ تأمين أولادها وتعليمهم، سمعنا ما لا نقدر على تحمّله!.
أيّ عقوق هذا وأيّ قذارة وسخافة؟؟!!
هل هذا جزاء الإحسان؟؟
أهكذا ببساطة وسهولة الإنسان يرمي والديه في دار العجزة؟؟ وينسى فضلهم عليه؟؟
ألهذه الدرجة بلغت فيهم الوقاحة؟
هل يوجد أحنّ وأجمل من الوالدين؟، هل للحياة طعم بدونهما؟؟
جاء موعد ذهابنا إلى دار المسنين اجتمعنا في أحد بيوت أصدقائي و انطلقنا في التاسعة صباحًا، كان الجو لطيف جدًا زادنا حيوية ونشاطًا، وصلنا في غضون ساعة من السير إلى المكان، نزلنا واتجهنا نحو باب الدار وإذ بامرأة ربما تملك من العمر خمسة وأربعون عامًا وكأنها مديرة أو مسؤولة هذه الدار، قادمة باتجاهنا والبسمة في وجهها قالت: السلام عليكم قلت لها: وعليكم السلام، نحن مجموعة من الشباب أردنا زيارة هذه الدار (دار المسنين) كعمل خيري ونحن مهتمون جدًا بهذه الزيارة، هل تستقبلونا أم نرجع من حيث ما أتينا،؟!! (قلتُ هذه الجملة؛ لإثارة الضحك أو لتلطيف الجوّ كما يقولون !) ردّت المرأة بكلّ هدوء والبسمة ملأت وجهها : أجل نتشرف بكم، نحن نحبّ هذه النوعية من الأعمال والشباب أيضًا، حيّاكم الله، تفضلوا، أدخلتنا أولًا إلى غرفة فيها جلسة عربية وشاشة تلفاز للاستراحة وتقديم لنا ضيافة خفيفة ومن ثم اعطاؤنا إذن الدخول إلى غرف العجزة جميعهم، قدّموا لنا الضيافة وبعدها أُذن لنا بالدخول.
أنا لا أنسى الأحاديث التي خضتها مع بعض المسنين والمسنّات، أنا لا أنسى القصص التي كنت أسمعها منهم والتي تركت جرحًا في القلب لا يبرأ ولا يزول أبدًا، أنا لا أنسى ما حييت دموعهم التي نزلت أثناء فضفضتهم، سمعتُ عجب العجاب، عجوز يبوح لنا ويحدثنا كيف ألقوه أبنائه وجزوه جزاء سنمّار، وكيف أفنى عمره في تربيتهم وكيف ضحّى بماله كلّه من أجل تعليمهم وتأمين لهم حياة كريمة طيّبة، وعجوزة تحدثنا عن اشتياقها الرهيب لأبنائها الخمسة والدموع تسيل من عينيها كسيل جارف، تحدّثنا أنّ الحنين وحش شرس يهاجمها كلّ ليلة ولا يرحم أبدًا ولا يوجد في قلبه ذرّة شفقة، تحدّثنا عن تضحياتها وكفاحها من أجل أبنائها وجزاء الإحسان الإساءة لها ورميها في دار المسنين، وعجوز آخر يوصينا على برّ الوالدين وأن لا نفعل بآبائنا مثل ما فعلوه أبنائه، كان يستشهد أثناء تقديم نصائحه لنا آيات وآحاديث عن برّ الوالدين، وعجوزة أخرى تسرد لنا قصص من كفاحها من أجل أولادها وكان جزاؤها (دار المسنين)، حدّثتنا عن كفاحها في العمل من أجلّ تأمين أولادها وتعليمهم، سمعنا ما لا نقدر على تحمّله!.
أيّ عقوق هذا وأيّ قذارة وسخافة؟؟!!
هل هذا جزاء الإحسان؟؟
أهكذا ببساطة وسهولة الإنسان يرمي والديه في دار العجزة؟؟ وينسى فضلهم عليه؟؟
ألهذه الدرجة بلغت فيهم الوقاحة؟
هل يوجد أحنّ وأجمل من الوالدين؟، هل للحياة طعم بدونهما؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق