اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

رماد السنين ــ قصة قصيرة || مجيد الزبيدي

تمهيد
بمصباحِ الشهادةِ،والوظيفةِ ظَلّتْ تبحثُ طويلاً عن نصيبها بين إشراقةِالوجوهِ،ومحاقِها.
لكنّها قبلَ أن تتقاذَفها أمواجُ العنوسةِ؛رَكَنَتْ رغبتَها، قررتْ أن تطفيءَ نورَ عينِها الثانية.
*
رأيتها تنسل من بين السابلة وتقف أمامي فجأة ، امرأة لم يسبق لي أن قابلتها من قبل زرعت نظرها بوجهي عابسة.
بادرتني بقولها:
ألست أنت؟
قلت مستغربا:

من تقصدين؟
نزعت نظارتها السوداء.
قالت:
أنا آخر ضحاياك.
قلت باستغراب ودهشة :
أحضرتك تعين بما تتفوهين به؟
قالت :
نعم،ألست أنت الذي قتلتني بالأمس؟
قلت متعجبا:
أنا قتلتك؟!
قالت مبتسمة بخبث:
نعم ،هل نسيت؟!.
قلت:
ولكنني ...
اسكتتني بإشارة من يدها
قالت:
ربما أنت لا تعرفني، ولكنني أعرفك جيدا...أنت واحد من أولئك الذين يرمون خيباتهم على كواهل الآخرين ؛ليضحكوا من نهاياتهم المأساوية التي يرسمونها لهم بكل غباء.
قلت وقد ازداد استغرابي ودهشتي:
من فضلك من أنت...وماذا تريدين مني؟
قالت:
اصبر لحظات واخبرك من أنا...فقط اسمع مني لتتعلم درسا مجانياربما يفيدك مستقبلا وأنت (رسمت إشارة بيدها تعني أنت قريب من القبر) .
لقدتناسيتم يا معاشرالكتاب أن كل شيء في هذه الدنيا قد تغير ، حاول بعضكم إلباس الجيل الجديد لبوس قهركم وخيباتكم وإراداتكم الواهنة.
قلت:وما شأني أنا بهذا الهراء؟!.
ارجوك إفسحي لي الطريق لأذهب .
أوقفتني بفتح ذراعيها.
قالت بكل هدوء :
مهلا سأريح حيرتك... أنا بطلة قصتك الأخيرة التي تركتها تتدلى بحبل يأسها وخيبتها أيها القاتل.
(وجدت يدي تمسح جبهتي المتغضنة).
قلت بسخرية:
هل أنت مجنونة؟
قالت:
اخبرني لم ترسخ قناعتك الخاصة، وأفكارك في الحياة وتريد أن لا يحيد عنها الآخرون؟
قلت :
اختصري من فضلك ...اخبريني بما تريدينه.
قالت:
حسنا...لقد جعلتني أعيش دوامة من الخيبة القاتلة وأنا أبحث مثل الأخريات عن زوج المستقبل .
قلت مبتسما وكأنني تذكرت توا:
ها!!...أنت لم تكوني جميلة مثل صديقاتك الأخريات فقط .
قالت:
لكنني عوضت ما ينقصني... نلت الشهادة العليا.
قلت :
ولو...كان ينقصك ال....
أسكتتني بإشارة من يدها.
قالت:
نعم ...كانت عيني (أشارت بأصبعها إلى عينها المظلمة).
قلت كمن انتصر:
ولهذا...
قالت بسرعة:
ولهذا جعلتني أفقد الأخرى.
قلت:
أليس هذا مبررا كافيا لخيبتك، ولانتحارك؟
ضحكت بقوة وقالت:
ألم أقل لك أنك وأمثالك تمثلون ماضيا بغيضا تطوق خيباتكم أعناق الآخرين؟ألم أخبرك أن كل شيء قد تغير في هذه الدنيا وبقيتم أنتم على حالكم تتخبطون بأفكاركم القديمة التي تأبون مغادرتها ؟.
قلت:
ولكنني إنسان مثقف ، متحضر ،وأحمل رسالتي الإنسانية لكل الناس ،من خلال مؤلفاتي القصصية المعروفة، بعقل واع يدرك جيدا المعنى الحقيقي للحياة.
قالت:
آسفة إن قلت لحضرتك أنك مازلت بدويا و تحن في عقلك الباطن إلى الصحراء والواحة من حيث لا تعلم.
ندت مني ضحكة سخرية .لم تعبأ بها وواصلت كلامها:
ياسيدي أنا الذي جعلتني أنتظر مثل الأخريات فارس أحلامي طويلا بعد أن نلت شهادة العليا ، لكنك جعلت اليأس يتملكني بسرعة و أفقأ عيني الأخرى بمجرد شعوري أن ليل العنوسة يكاد يغمر ظلامه حياتي.
[تذكرت حالا قصتي القصيرة جدا ]
لقد قتلتني عامدا متعمدا ،الآن جاء دوري لأنتقم.
-كيف ؟!!
سحبت نفسا طويلا ،قالت مبتسمة بخبث:
ابنتك ميادة طالبة الدكتوراه أنا أستاذتها في الجامعة، أرجوك اخبرها إن توافق على الزواج من محمود....لقد رفضته حين فاتحها بذلك.
قلت:
هذا شأنها وهي من تحدد مسار حياتها وقناعتها..ألست أنت معي في هذا أيتها المتحضرة ،صاحبة الشهادة العليا؟
قالت:
رفضته وهو زميلها، وينتظر مثلها شهادة الدكتوراه لمجرد اكتشافها أنه بعين واحدة.
قلت بضجر : وما شأني أنا بذلك؟!
أرجوك دعيني أذهب فقد تأخرت.
قالت بخبث:
لكنك أيها البدوي لم تجرؤ أن تمسك قلمك وتكتب قصة ابنتك ...
قلت بضجر شديد وأنا أحاول الإفلات من سجني معها:
سيدتي أرجوك بعد كل هذا الهراء الممل، أفسحي لي الطريق لأذهب.
قالت :
آسفة جدا...امنحني لحظة واحدة من فضلك واذهب راشدا حيث شئت...الأمر الذي ذكرته لحضرتك لا يهمني برغم أن الطالب هو ابني وبسببه ربماسأختلق المشاكل لعزيزتك.
قلت متأففا:
إذن أنت البدوية وليس غيرك لانك تحملين داخل نفسك الشريرة روح الثأر ....والآن هل يمكنني الذهاب؟
قالت بابتسامة ماكرة:
نعم... نعم...بكل تأكيد فقد أفرغت ما في جعبتي ،لكنني أود أن أحتفظ بذكرى منك أيها القاص الكبير؛أهدني قلمك من فضلك.
على عجل ناولتها قلمي الرخيص واندفعت مسرعا بين أفواج السابلة وكأنني أخرجت توا من زنزانة ضيقة.
* * *
في تلك الليلة فززت مرعوبا من رؤية حلم غريب، بل هو كابوس ثقيل زلزل كياني ؛ فقد رأيت المرأة الغريبة تولع النار في مكتبتي الغالية،وحين حاولت منعها غرزت قلمي بعيني.
* * *
في الصباح...
هالني أن أجد ألسنة النار التي شبت في مكتبتي بسبب تماس كهربائي قد نالت جانبا كبيرا منها،والذي يضم مجموعاتي القصصية العشر، وجميع مسودات قصصي التي لم أنجزها بعد ،ولم تتركها إلا رمادا باردا.

 مجيد الزبيدي

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...