على شرفةِ الغيبِ طَفِقْتُ أشربُ
قيثارتي الحرّى بأنفاسيَ القاحلةِ..
وقد تكدَّستْ عرائسُ النرجسِ
والبيادرُ العذراءُ، في حُلةٍ بِكرٍ تحكي
نعيبًا في الرّوح هاربًا إلى كبدي ..
وزهرةٌ مخمورةٌ تداعبُها أصابعُ
الرّيحِ ، تعُدُّ لُهاثي في بئريَ المثقوبةِ
وتقتاتُ ظِلِّي حتى غصَّتْ معاتبةً :
كيف ستَمضين إلى آخرِ الشّتاءِ
وحدَك .. ؟!
وتمائمُ المطرِ مُوشّاةٌ بالوعودِ
والرّعود .. ؟!
ووجهُكِ هذا الطفلُ تصدُّهُ دَمْدَمةُ
الوجدِ المندلعِ بالاحتراقِ والصهيلِ ..
وأنتِ تجلسين على عتباتِ المجهولِ
المطلقِ الذي يقُدُّ حدودَ الكونِ ، ها
أنتِ تجرعين الصّقيعَ والعتمةَ
وأوحالَ الدُّروبِ وكثيرًا من
الحماقاتِ .. وجمرُ المواقدِ الملْتَفَّةِ
حولَ ألفِ ليلةٍ من حكايا شهرزادَ
يكابدُ الليلَ كلّما جنحَ نخلْ البلادِ إلى
الجنون ..
كنتِ ترشّين النجومَ على جُنحِ
المساءاتِ كي تضيءَ لك أقمارَها
وتلعبَ برفيفِ القلبِ وألوانِ الشفق ..
كنتِ تخبئين الليلَ في عينيكِ حتى
يخصبَ الغَمامُ باكتمالِ الهطولِ
لتُعلّلي سرَّ الجوى المتّقِدَ بالجمر ..
كنتِ تدغدغين الشمسَ وتغنّين
للجنونِ غناءَ الجَنّة فيندى الإيقاعُ
على أمواجِك الناعسةِ وأنفاسِكِ
المسكرةِ ..
وتقرأين كلَّ ليلةٍ-كما امرأةٌ خرافيّةٌ
شهيّةٌ – فصولَ الحبِّ الهاربةَ من
طلولِها إلى أنْ تنامَ في حِضنِ الغسق ..
وها أنت ما تزالين أنثى قُدَّتْ من
حلمٍ أسطوريٍّ تسُنُّ اللغةَ بمِبرد
الرؤى لتمزِّقَق المنافي العاريةَ …
امال القاسم
شاركها
قيثارتي الحرّى بأنفاسيَ القاحلةِ..
وقد تكدَّستْ عرائسُ النرجسِ
والبيادرُ العذراءُ، في حُلةٍ بِكرٍ تحكي
نعيبًا في الرّوح هاربًا إلى كبدي ..
وزهرةٌ مخمورةٌ تداعبُها أصابعُ
الرّيحِ ، تعُدُّ لُهاثي في بئريَ المثقوبةِ
وتقتاتُ ظِلِّي حتى غصَّتْ معاتبةً :
كيف ستَمضين إلى آخرِ الشّتاءِ
وحدَك .. ؟!
وتمائمُ المطرِ مُوشّاةٌ بالوعودِ
والرّعود .. ؟!
ووجهُكِ هذا الطفلُ تصدُّهُ دَمْدَمةُ
الوجدِ المندلعِ بالاحتراقِ والصهيلِ ..
وأنتِ تجلسين على عتباتِ المجهولِ
المطلقِ الذي يقُدُّ حدودَ الكونِ ، ها
أنتِ تجرعين الصّقيعَ والعتمةَ
وأوحالَ الدُّروبِ وكثيرًا من
الحماقاتِ .. وجمرُ المواقدِ الملْتَفَّةِ
حولَ ألفِ ليلةٍ من حكايا شهرزادَ
يكابدُ الليلَ كلّما جنحَ نخلْ البلادِ إلى
الجنون ..
كنتِ ترشّين النجومَ على جُنحِ
المساءاتِ كي تضيءَ لك أقمارَها
وتلعبَ برفيفِ القلبِ وألوانِ الشفق ..
كنتِ تخبئين الليلَ في عينيكِ حتى
يخصبَ الغَمامُ باكتمالِ الهطولِ
لتُعلّلي سرَّ الجوى المتّقِدَ بالجمر ..
كنتِ تدغدغين الشمسَ وتغنّين
للجنونِ غناءَ الجَنّة فيندى الإيقاعُ
على أمواجِك الناعسةِ وأنفاسِكِ
المسكرةِ ..
وتقرأين كلَّ ليلةٍ-كما امرأةٌ خرافيّةٌ
شهيّةٌ – فصولَ الحبِّ الهاربةَ من
طلولِها إلى أنْ تنامَ في حِضنِ الغسق ..
وها أنت ما تزالين أنثى قُدَّتْ من
حلمٍ أسطوريٍّ تسُنُّ اللغةَ بمِبرد
الرؤى لتمزِّقَق المنافي العاريةَ …
امال القاسم
شاركها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق