اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

سيف الشك _قصة قصيرة | عادل سالم

كانا يشربان قهوة الصباح معا في عطلة الأسبوع عندما أخرجت من حقيبتها اليدوية علبة صغيرة، حمراء اللون، وقبل أن تفتحها سألته: هل تعرف ما بها؟
دقق فيها جيدا، شعر بالحرج، وحدث نفسه قائلا: لا بد أن مناسبة مرت دون أن أنتبه فاشترت الهدية لنفسها وأرادت أن تحرجني بها؟ أو ربما عيد ميلادي قد اقترب … لكن لا يوجد شيء من هذا. ماذا عساها هذه العلبة أن تكون؟
قال لها كي لا يشعرها باستغرابه، بعد أن ابتسم بخبث:
- هذه هدية من أمك بالتأكيد.
لم تجب لكنها فتحت العلبة، فإذا به خاتم ذهبي جميل، يتوسطه حجر ماسي صغير الحجم.

أراد أن يقضي على حيرته فسألها:
من أين اشتريت هذا الخاتم؟
إنه هدية، وهل تشتري امرأة مثلي خاتمها؟
صعقة جوابها، إذن هو مقصر في حقها فمن يكون من أقاربها قد اشتراه لها؟
أزيلي حيرتي بالله عليك، فمن صاحب هذا الخاتم؟
إنه زميلي في العمل.
زميلك في العمل يهديك مثل هذا الخاتم؟
تغير لون وجهه كثيرا.
سألته هل أزعجك أن يهدي زميل لزوجتك في العمل خاتما؟
ومن هو يا ترى هذا الزميل العاشق؟
عاشق؟ أتشك بي يا زوجي العزيز؟
أبدا لم أقل ذلك، لكن هل يعقل أن يهدي رجل امرأة متزوجة خاتما ذهبيا مرصعا بالماس؟
عندما تعرفه ستحبه.
يا سلام؟ أحبه؟ من هو؟
سأقول لك اسمه فيما بعد عندما تهدأ، أخشى الآن أن تثور، وتقوم بقتله. هاهاها
حسنا، سأذهب الآن، عندي مشوار قصير.

حاول زوجها أن يتظاهر بأنه غير مهتم بالموضوع، وأنه إنسان عصري، وليس من عصر الأجداد، لكنه حقيقة كان يغلي من داخله، وكان الشك يجد طريقه بسهولة لعقله، وقلبه. كان يقول لها أنه يثق بها باستمرار، لكنه يشعر اليوم أن ثقته بدأت تهتز.
بعد أسبوع وصل البيت قبل وصولها من العمل، وبينما هو في البيت قُرع الجرس، وعندما فتح الباب وجد شخصا يحمل باقة ورد في مزهرية جميلة، قدمها له بعد أن أخبره أنها من محل بيع الورود لزوجته، حملها، وأدخلها للبيت، وبدأ يقرأ الورقة المعلقة بالباقة، فكانت تقول:
تعبيرا عن صداقتنا المتينة.
بعد عودتها، سألها:
هل الورد من نفس الصديق القديم.
نعم، أرسل لي رسالة يقول فيها أنه أرسل لي باقة ورد مع مندوب شركة الورد.
أرى أن أصدقاءك لا يقيمون لي وزنا.
حبيبي إنها مشاعر صداقة، لا تقلق أنت في القلب وحدك، لا منافس لك.
ضحك بخبث ثم قال:
- أكيد؟ ….
- ها ماذا تريد أن تقول؟
ماذا لو لم أكن موجودا وشاهد أحد الجيران الورد، وقرأوا الرسالة؟
المهم أنت يا حبيبي؟ هل تثق بي؟ هذا كل ما يهمني؟
طبعا طبعا، ولو؟ لكني أفضل أن..
قلها، أن تقطعي صلتك بكل زملائك بالعمل؟ هل هذا مفهومك عن المرأة؟ ألست …؟
قاطعها: توقفي لا داعي للاستمرار، لا أقصد ذلك أبدا لكني أخاف من كلام الناس.
أنت من يقول ذلك؟
حاول أن ينهي معها النقاش، ويتظاهر بعدم الاهتمام، لكنه فعلا كان الشك ينمو داخله يوما بعد يوم حتى انفجر بعدما شاهدها بالصدفة تجلس مع زميلها في مطعم، يتبادلان، الأحاديث، والضحكات، كأنهما عاشقان في قمة المتعة.
هل يمكن أن أفهم ما علاقتك بهذا الشاب؟
ثم أكمل متهكما: قصدي زميلك بالعمل؟ هل بقي زميلا؟
انفجرت به:
- احترم نفسك، وخاطبني بنفس اللغة التي عودتني عليها. قلت لك ألف مرة إنه زميل عمل.
ضحك بسخرية:
- زميل عمل؟!!!
مخاطبتك لي تقتل الثقة بيننا، وإذا فقدت الثقة، تبخر الحب …
حب؟ من تتحدث عن الحب لا تخرج مع رجل دون معرفة زوجها.
أراك ككل الرجال تغيرت فورا، كأنك نسيت كلامك لي عن التفاهم، والاحترام بين الزوجين؟ والثقة، لا تنس أنني لست امرأة من الشارع.
لم يشأ أن يستمر في حديثه، فسألها:
ما اسم هذا الزميل؟
اسمه سليم جميل.
منذ تلك الليلة فقد كل ثقته بزوجته، وتخلى عن كل أفكاره القديمة تجاه المرأة، والعلاقة المتكافئة بين الزوجين، حاول من خلال هاتفه أن يبحث عن سليم جميل في الفيسبوك لكنه لم يجد ذلك الشخص، بل وجدا أسماء متشابهة، وصورا مختلفة تماما، في اليوم التالي اتصل بالشركة التي تعمل فيها زوجته ليسأل عن سليم جميل فقيل له، ليس في الشركة أي موظف بهذا الاسم…
طار عقله، ولم يعرف كيف يتمالك أعصابه، كان يعد العدة لمواجهتها بشكوكه دون لف أو دوران، لتقل عنه ما تقول، فهذه تصرفات لا تفسير لها إلا ….. نعم هو كذلك.
وصل البيت، حاول فتح الباب فكان مغلقا من الداخل، إذن وصلت البيت قبله، رن الجرس ففتحت له واستقبلته بابتسامة قائلة:
أهلا حبيبي، عندي ضيف.
ضيف؟ ومن يكون؟
ادخل وستراه.
دخل إلى الصالون فوجد سليم جميل، اشتاط غضبا، لو كان معه مسدسا لأفرغ فيه الرصاص، نظر إليها، وقال غاضبا:
ماذا يفعل عشيقك هنا؟
اخرس، لا أسمح لك بذلك، واعلم أنك تقتل كل ما بنيناه منذ سنوات.
وهل أبقيت شيئا كي أهدمه، لقد هدمت كل أحلامي، وحياتي، أنت طالق.
حاول المدعو سليم أن يشرح له، فصرخ في وجهه قائلا:
اخرج قبل أن أرتكب بك جريمة.
رفع قبضة يده، فخرج سليم لا يلوي على شيء فيما كانت هي تحمل حقيبتها وتلحق به.

حاول أن يعرف قبل طلاقها ما الذي دفعها لخيانته، فلم يفلح، كان مجرد مناقشة المسألة مرفوض تماما. اعتقد أنها سوف تتزوج المدعو سليم بعد طلاقها منه لكنه لم يسمع عنها شيئا. كانت مثله ترفض الحديث عن الزواج.
بعد أكثر من عام لفت انتباهه خبرا بإحدى الإذاعات المحلية عن احتفال لتوقيع رواية (سيف الشك) لطليقته، لم يصدق ما سمع، هل أصبحت كاتبة؟ بحث عن الرواية فوجدها في إحدى المكتبات، اشتراها وعاد للبيت ليقرأها.
لم يصدق ما قرأته عيناه. إنها تكتب قصتهما، إنها تصف لحظات حيرته، وانفعالاته، وكأنها افتعلت تلك الحكايات لتكتب روايتها بدمه، وردات فعله، وانفعالاته.

عادل سالم
٢٥ أيلول، سبتمبر ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...