1
ثبات..
يُعجزهم ثبات الشام
ويُدهشهم ابتسامات الزهيرات البيضاء تحت أشعة آملة
كلّ وردة ترفع رأسها تتحدّى وأنفاس تضطرب ثمّ تعود تنتظم
تسحبُ الصبر بيقين لصباحات قادمة
وثمّة أحلام تنتظر وأطفال وذاكرة تفتح المساحات لزغاريد النصر
وهمسات مُطرزة بشقائق النعمان وريحان فوّاح ومطر.
2
أصوات..
أمنيات تتسلقن الأسوار
غصون تشرئب ويتناثرُ عبقُ الرجاء
بينَ صبح ومساء تزدادُ في الصدى تغاريد
كلّ بندقيّة تلتصقُ بصدر ينبضُ بعشق الشام
تتمنّى أنْ تزغردَ للفرح وتسعدَ الأطفال
لا موت تبغي تلك الرصاصات المُمتعضة
وهي تحلمُ بأعراس النصر
والأعياد
كلّما انهارَ جدار
كلّما ارتفعَ غُبار ودخان
ترتفعُ راحات تناجي الله
صرتُ أحملُ في قلبي كلّ التفاصيل
مِن قاسيون الجميل إلى بردى
إلى الغوطة التي يتراكم فيها وجع الحكايات الحالمة
لن يخذل الله الأمّهات طويلاً خلسة ستشرقُ شمس ضاحكة
كمَا يرسمها الصغار ويفوحُ عبيرُ الجبال والتلال
وهُناكَ سحابات تتدافعن للهطول والعطاء
وهدير الكثير مِن الأصوات
3
بين و بين..
أغلقُ الضلوع وفي حقيبةِ القلب الكثير مِن الموج
دهشة تتغلغلُ دهاليزَ الأثير وشهقات زهور
كلّ شيء كانَ في انتظاري منذ الأزل
مِن وجع العشق حتى الفقد وانتظار المجهول
عبثاً أحاول أتناسى وأسرعُ الخطو نحو غيمات هاربات
وثمّة شيء يمسكُ بيدي يُجبرني ويجتاح تفاصيلي
ذلك الفجر يبتسم بهدوء يا لهذا اليوم
أقوم مُنتشية ثمّ صوت قذيفة يخلع أطنابَ التوقّع
أتحسس ملامحي وأعرف كَمْ يُسرق منّي وأنا مع وريقاتي أحوم
وصراخ قذيفة أقرب بكثير يجعلني أنتفض كشريان مقطوع
4
طلب..
تلكَ الأصوات
وذلكَ الشعور
لا شيء يُغري لاستمرار
لا أدري كيفَ تهرولُ رغبة
وتتلهّف عطاء
تملكني تلك الروح
وأنا مُتعبة
مَا الذي تطلبه مِنّي تلك
الأحاسيس التي تحملني
وتدور
لا شكّ هي رسائل
بين ضلوعي كُنهها
لا توابيت اليوم
وأكياس نايلون
وأغطية ملونة بعطور
والكثير مِن السفح
والهدر
وعبث حقد ملعون
تتشبّث أصابع
ومفاتيح
وإشارات
لا تتأخر أيّها الفجر
وأنتِ اصبري قليلاً
يا غصون
اقتربت المسافة
سيأتي يوم
أو ليسَ الله يُمهل
ولا شيء يدوم
5
قوقعة..
لَا زلتُ أملكُ تلكَ المُخيّلة العريضة
وبعض صور على أرض الذاكرة العنيدة
أبي أين العيديّة
كانَ يٌتمتمُ بهدوء وهو يحسب مَا بقي مِن الراتب النزيه
بعدَ شراءِ الحلوى والسكاكر اللذيذة
أرمقُ الفستان المُكشكش بفرح ذلك الذي كانَ تفصيلة تول
مِن تفاصيل عرس أمّي
وقوس ورود ملونة على رأسي يجعلني أشعر أنّني
أصبحت به جميلة
أشاغبُ فوقَ أرجوحة هُنا وهُناك أتقافز مُعفرتة أصرخ
وأدور كي يلفّ فستاني مع دُنياي الصغيرة
ذلكَ الشعور كَمْ يُخدرني وتارة أتمنّى لو أعود
تمنيت وتمنيت وقدر مَا يشاء يفعل
يرقبني الآن صمتي بحذر ينتظر ماذا سأقول
سَاكتة أنا منذ الصباح ودواخل رأسي أكوام تحوم
أتقوقعُ عن قصد في زاوية زنزانة مُعتمة أرادتها ظروف
قاهرة بين هروب روح وخمول
الفرق بينَ الأمس واليوم يتعملق أكثر حتى صار الماضي
يعيشني أكثر على بساطه المطرز بأشكال غيوم
وقتي ذلك المُسلسل القديم وبقايا بالأبيض والأسود
وأصوات باهتة كمَا امرأة أيقنتْ أنّها ضيّعت رونق الصِبا
بينَ جدران وأوهام غريبة
6
عراك..
يبنَ قلبي وعقلي مسافة
وعراك يطول
يُنهنهني توغل وتمحيص يُهلك الحروف
أرسم وألوّن وأزركش
وأزرع الياسمين البلدي في الدروب
تتكدّس أوهام ولا أفتأ أتبعها مُغمضة مُبصرة
تغادرني آهات وينتشرُ عبيرٌ لا يستغربه أثير
صار يعرفه مِن نبضاته ونشوة لمساته
ورذاذ يُنعش ذاكرة الحبّ في أمكنة تتجلمد
ألامسُ سطوري قبلَ أنْ ترحل
وأسألها بالله أنْ
لا تتسمّر مهما صدمها جحود
أنْ تسري كي تُنعشَ التلال والحقول
بقلق أجلسُ مُنتظرة شهقات أتوقعها وراء زمن
الله أكبر على مُعاناة تكسر تقتحم ورغبة
تحرّك عواصف وتسحق رتابة تستولي بكلّ غرور
7
مُعضلة..
أمشي في دهليز ضيّق يربط أرض الديار الصغيرة بالمنافع
ثمّ بالباب الخارجي الموارب دائماً على الحارة الشعبيّة
الضيّقة
وإذ بشيء يُشبه كرة عاجيّة اللون يقفز ويلتصق برقبتي
مِن الاتجاه الأيمن ويبدأ يمتصّ دمي فأحاول الصراخ
وأفتقدُ صوتي
أحاولُ ثانيّة وثالثة ورابعة وإذ بيد تدفع الباب بقوّة
وتوقظني مِن حلم أزعجني حدّ الاختناق
صرخت أجل وكادَ صوتي أنْ يخترقَ الحارة الساكتة
عند الفجر
أنهض وأشرب غُرفة ماء بيدي من حنفيّة المطبخ
ثمّ أتوضأ لصلاة الصبح
بعد الصلاة تعود التغطيّة لي
وأتذكّر أنّه اليوم الثالث مِن عيد الفطر المُبارك
وأنّه البارحة امتلأ أثير الحيّ بالرصاص
ظننت أنّها اشتباكات وسألت ذاتي حتى في العيد يا اهّة
لكن علمت بعدها القصة مِن الجيران
تشييع مِن الحارة المجاورة
شاب تطوّع منذ شهور وأتى في موكب كبير ليزف
عريساً آخر للشام
ويا اهحل ما أكثرهم شهيد تلو شهيد وتمتد حقول
شقائق النعمان كلّ تارة
اللون الأحمر صار يُغطي التراب والأحلام
وتمتدّ رهبة عملاقة على مدّ بصيرة تتسع
ولا شيء يستطيع وقف هدير الآلام
الجميع يسأل إلى متى وماذا بعد ولا أجوبة تقنع
ولا نقطة تنهي تلك المُعضلة
8
غزة
قلوبنا معك غزة وأدري لا يكفي ..
لكِ الروح ومؤلمٌ مَا بِنا مِن ضياع
لا تجزعي عظيمة أنتِ
تنحني لكِ سنابل الغد وبراعم مُتوهجة اليقين
لعلّ بين حنايا هذه الوريقات بعض عبق ينتشر
فيضوع في ثنايا ضلوعك عبير ياسميننا الدمشقي
وفي المساحات ينتثر عبق الغار
مع عطر ليمونك والبرتقال
لك الفخر والعزة والكرامة
وللكثير على الأرض النائمة نار خزي وعار
ثبات..
يُعجزهم ثبات الشام
ويُدهشهم ابتسامات الزهيرات البيضاء تحت أشعة آملة
كلّ وردة ترفع رأسها تتحدّى وأنفاس تضطرب ثمّ تعود تنتظم
تسحبُ الصبر بيقين لصباحات قادمة
وثمّة أحلام تنتظر وأطفال وذاكرة تفتح المساحات لزغاريد النصر
وهمسات مُطرزة بشقائق النعمان وريحان فوّاح ومطر.
2
أصوات..
أمنيات تتسلقن الأسوار
غصون تشرئب ويتناثرُ عبقُ الرجاء
بينَ صبح ومساء تزدادُ في الصدى تغاريد
كلّ بندقيّة تلتصقُ بصدر ينبضُ بعشق الشام
تتمنّى أنْ تزغردَ للفرح وتسعدَ الأطفال
لا موت تبغي تلك الرصاصات المُمتعضة
وهي تحلمُ بأعراس النصر
والأعياد
كلّما انهارَ جدار
كلّما ارتفعَ غُبار ودخان
ترتفعُ راحات تناجي الله
صرتُ أحملُ في قلبي كلّ التفاصيل
مِن قاسيون الجميل إلى بردى
إلى الغوطة التي يتراكم فيها وجع الحكايات الحالمة
لن يخذل الله الأمّهات طويلاً خلسة ستشرقُ شمس ضاحكة
كمَا يرسمها الصغار ويفوحُ عبيرُ الجبال والتلال
وهُناكَ سحابات تتدافعن للهطول والعطاء
وهدير الكثير مِن الأصوات
3
بين و بين..
أغلقُ الضلوع وفي حقيبةِ القلب الكثير مِن الموج
دهشة تتغلغلُ دهاليزَ الأثير وشهقات زهور
كلّ شيء كانَ في انتظاري منذ الأزل
مِن وجع العشق حتى الفقد وانتظار المجهول
عبثاً أحاول أتناسى وأسرعُ الخطو نحو غيمات هاربات
وثمّة شيء يمسكُ بيدي يُجبرني ويجتاح تفاصيلي
ذلك الفجر يبتسم بهدوء يا لهذا اليوم
أقوم مُنتشية ثمّ صوت قذيفة يخلع أطنابَ التوقّع
أتحسس ملامحي وأعرف كَمْ يُسرق منّي وأنا مع وريقاتي أحوم
وصراخ قذيفة أقرب بكثير يجعلني أنتفض كشريان مقطوع
4
طلب..
تلكَ الأصوات
وذلكَ الشعور
لا شيء يُغري لاستمرار
لا أدري كيفَ تهرولُ رغبة
وتتلهّف عطاء
تملكني تلك الروح
وأنا مُتعبة
مَا الذي تطلبه مِنّي تلك
الأحاسيس التي تحملني
وتدور
لا شكّ هي رسائل
بين ضلوعي كُنهها
لا توابيت اليوم
وأكياس نايلون
وأغطية ملونة بعطور
والكثير مِن السفح
والهدر
وعبث حقد ملعون
تتشبّث أصابع
ومفاتيح
وإشارات
لا تتأخر أيّها الفجر
وأنتِ اصبري قليلاً
يا غصون
اقتربت المسافة
سيأتي يوم
أو ليسَ الله يُمهل
ولا شيء يدوم
5
قوقعة..
لَا زلتُ أملكُ تلكَ المُخيّلة العريضة
وبعض صور على أرض الذاكرة العنيدة
أبي أين العيديّة
كانَ يٌتمتمُ بهدوء وهو يحسب مَا بقي مِن الراتب النزيه
بعدَ شراءِ الحلوى والسكاكر اللذيذة
أرمقُ الفستان المُكشكش بفرح ذلك الذي كانَ تفصيلة تول
مِن تفاصيل عرس أمّي
وقوس ورود ملونة على رأسي يجعلني أشعر أنّني
أصبحت به جميلة
أشاغبُ فوقَ أرجوحة هُنا وهُناك أتقافز مُعفرتة أصرخ
وأدور كي يلفّ فستاني مع دُنياي الصغيرة
ذلكَ الشعور كَمْ يُخدرني وتارة أتمنّى لو أعود
تمنيت وتمنيت وقدر مَا يشاء يفعل
يرقبني الآن صمتي بحذر ينتظر ماذا سأقول
سَاكتة أنا منذ الصباح ودواخل رأسي أكوام تحوم
أتقوقعُ عن قصد في زاوية زنزانة مُعتمة أرادتها ظروف
قاهرة بين هروب روح وخمول
الفرق بينَ الأمس واليوم يتعملق أكثر حتى صار الماضي
يعيشني أكثر على بساطه المطرز بأشكال غيوم
وقتي ذلك المُسلسل القديم وبقايا بالأبيض والأسود
وأصوات باهتة كمَا امرأة أيقنتْ أنّها ضيّعت رونق الصِبا
بينَ جدران وأوهام غريبة
6
عراك..
يبنَ قلبي وعقلي مسافة
وعراك يطول
يُنهنهني توغل وتمحيص يُهلك الحروف
أرسم وألوّن وأزركش
وأزرع الياسمين البلدي في الدروب
تتكدّس أوهام ولا أفتأ أتبعها مُغمضة مُبصرة
تغادرني آهات وينتشرُ عبيرٌ لا يستغربه أثير
صار يعرفه مِن نبضاته ونشوة لمساته
ورذاذ يُنعش ذاكرة الحبّ في أمكنة تتجلمد
ألامسُ سطوري قبلَ أنْ ترحل
وأسألها بالله أنْ
لا تتسمّر مهما صدمها جحود
أنْ تسري كي تُنعشَ التلال والحقول
بقلق أجلسُ مُنتظرة شهقات أتوقعها وراء زمن
الله أكبر على مُعاناة تكسر تقتحم ورغبة
تحرّك عواصف وتسحق رتابة تستولي بكلّ غرور
7
مُعضلة..
أمشي في دهليز ضيّق يربط أرض الديار الصغيرة بالمنافع
ثمّ بالباب الخارجي الموارب دائماً على الحارة الشعبيّة
الضيّقة
وإذ بشيء يُشبه كرة عاجيّة اللون يقفز ويلتصق برقبتي
مِن الاتجاه الأيمن ويبدأ يمتصّ دمي فأحاول الصراخ
وأفتقدُ صوتي
أحاولُ ثانيّة وثالثة ورابعة وإذ بيد تدفع الباب بقوّة
وتوقظني مِن حلم أزعجني حدّ الاختناق
صرخت أجل وكادَ صوتي أنْ يخترقَ الحارة الساكتة
عند الفجر
أنهض وأشرب غُرفة ماء بيدي من حنفيّة المطبخ
ثمّ أتوضأ لصلاة الصبح
بعد الصلاة تعود التغطيّة لي
وأتذكّر أنّه اليوم الثالث مِن عيد الفطر المُبارك
وأنّه البارحة امتلأ أثير الحيّ بالرصاص
ظننت أنّها اشتباكات وسألت ذاتي حتى في العيد يا اهّة
لكن علمت بعدها القصة مِن الجيران
تشييع مِن الحارة المجاورة
شاب تطوّع منذ شهور وأتى في موكب كبير ليزف
عريساً آخر للشام
ويا اهحل ما أكثرهم شهيد تلو شهيد وتمتد حقول
شقائق النعمان كلّ تارة
اللون الأحمر صار يُغطي التراب والأحلام
وتمتدّ رهبة عملاقة على مدّ بصيرة تتسع
ولا شيء يستطيع وقف هدير الآلام
الجميع يسأل إلى متى وماذا بعد ولا أجوبة تقنع
ولا نقطة تنهي تلك المُعضلة
8
غزة
قلوبنا معك غزة وأدري لا يكفي ..
لكِ الروح ومؤلمٌ مَا بِنا مِن ضياع
لا تجزعي عظيمة أنتِ
تنحني لكِ سنابل الغد وبراعم مُتوهجة اليقين
لعلّ بين حنايا هذه الوريقات بعض عبق ينتشر
فيضوع في ثنايا ضلوعك عبير ياسميننا الدمشقي
وفي المساحات ينتثر عبق الغار
مع عطر ليمونك والبرتقال
لك الفخر والعزة والكرامة
وللكثير على الأرض النائمة نار خزي وعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق