اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

غـياب أخـــرس | عادل المعموري

(من مجموعتي القادمة الركضُ في الفراغ )

ماذا تفعل في هذا المنزل لوحدك ..أتترك كوابيسك تتفرع فوق جدران الصبر ..أما زلتَ تفكر بامرأة هجرتكَ منذ زمن بعيد؟ ..كنتَ تعرف أنها ستفارقك لا محالة ..تطلعاتها لم تكن تعطيك العذر في مهنتك المزرية قبل أن تصبح مدرسا لامعا، تركتكَ تقتات كل يوم على كومة ذكريات متهرئة ،تمسك بحصى الرغبة لعله ينسيك وخز الوحشة والشعور بالفراغ تلك الشجرة التي زرعتها في أول يوم دخلت بيتك امرأة .
الشجرة كبرت ارتعشت أغصانها وتلبّسها يأس البقاء ..تراقبها كلما وقع بصرك عليها
..تحصي أغصانها وأوراقها ورقة ورقة ..طوال بقاءك في داخل المنزل ..عينا ك لا تفارقانها .دمامل أفكارك نمت على عمرك ..تجاعيد وجهك غزتها أشواك الريح ..عزفَ على لون عطرك مطر أهوج بعثر خطواتك على أطراف الغياب ..كرهتَ كل النساء بسبها ..راهنتَ على البقاء بلا امرأة ..جمعتَ كل الصور وأحرقتها ..ومزّقتَ كل رسالة حب كتبتها لكَ ..أجبرتكَ على الطلاق ..ورحلتْ متأبطة رجل آخر يحقق لها أمنياتها بالثراء والترف والعيش الرغيد ..لماذا صرختَ عندما حملت حقائبها ورحلت عنك؟هل كنتَ تحبها.. كم بكيت تلك الليلة عندما رأيتها تمسك بيد رجلا آخر؟
تلك الأصابع الرهيفة كم مرت عليها شفتيك ..أنفاسك كانت تداعب زغب الجسد الجائع ..وأذناك ينهمر عليها عذب الكلام وهمس المشاعر ..هل كانت مشاعر كاذبة ؟متى ستدرك أن الصمت ينمو على قارعة النسيان ؟و أن صراخك لا يجدي نفعاً تحت سقف الخديعة ..من أجل كل هذا كنت ترفض أن تجلس في البيت ..ساعات اضافية تقضيها مع الطلبة ..تواظبُ حتى في أيام العطل على أن توقف نزيف الرقود ..المدرّس الأوّل
في الثانوية ..الجميع يحبك، طلبة ومدرسين ..لاتألو جهدا في الارتقاء بمستوى طلابك ..من فيهم سيرتقي بك في عالم النسيان .من سينسيك وجعك المزمن ؟تلك الفراشة التي تحوم حولك متى ستعطيها ثمرة الحب ..هل ستنسيك وجع الأيام ؟أنت جائع منذ زمان.. هل بقيت لديك رغبة لتحلم بصبية ترتعش على ايقاع كلماتك و محاضراتك المشوّقة ..هل كانت تتسمَّع لهمس شفتيك وتطوف مع نظرة عينيك ؟هل شعرتَ بأنفاسها المتهدجة ورعشة جسدها الفائر ؟
نسيانك يتفوق على العلم والمعرفة ،مثل جسمك عندما يختض لمرآها ..هل شاخت روحك واندلقت عصارة أيامك لتنهي كل شيء يتعلق بالمرأة ؟..الضوء المنبعث من عينيها الشهلاوين أتعيد لروحك الضالّة بعض كبريائها ؟..وحده الصمت الذي بينكما .. يتكلم ..قال كلاما كثيرا ..كم حاولتَ أن تتجنبها وتشيح بوجهك عنها .. شفتاها الصافيتان كنبع ماء عذب كانتا تهمسان لك وحدك ..عيناك نجمتان تشفّان عن أسى خريف يورق بالغواية ..عندما خرج الطلاب من القاعة بقيتَ لوحدك تنظر في رزمة الأوراق التي أمامك ..بيدك القلم تمرُّ على الأوراق ورقة ورقة .
.تقفُ هي عند رأسك تضم كتبها إلى صدرها ..تريدُ أن تقول لك كلاما ..تخونها العبارات وتتدهدج أنفاسها ..تنظر إليك ..عيناها في وجهك تماما ..
_أستاذ ..رفعتَ رأسك نحو منبع الصوت ..التقت عيونكما ..ارتعشتْ الشفاه ..سادت العالم فوضى غريبة ..اختلّ نظام الكون ..توقّف القلم عن الكتابة ..انهمرت الأمطار وزمجرت الريح ..تكسَّرت الحروف فوق قوافي البوح ..استجمعتَ قواك ..اعتدلتَ في جلستك ..تصنَّعتَ الصرامة والهدوء :
--نعم ..ماذا تريدين ؟
_أنا ...أنا.
_تكلّمي ماذا هناك ؟..الجسد يتكلم والشفاه تختلج والعيون تصرخ ..إلاّ اللسان فقد غاب كنجمة بعيدة في ليل بهيم ..
_ عفواً....مع السلامة أستاذ ..قالتها وانسحبت تجرجر خبيئة الأيام في سلة عشق أخرس ..هي تدرك أن مافعلَتْه يُغني عن الكلام ..فقد وصلت الرسالة ..الحب يرى ويسمع له عينان وشفتان .ولكن لاتنطقان ..عدتَ تنظر من جديد للشجرة العجوز تتلمس بيدك أوراقها ..تسأل نفسك ...هل ستزهر من جديد تلك الأوراق الصفر..هل ستقف أيها الجذع المتهالك ..شامخاً كما كنت ؟..هل ستقفْ في مواجهة اليأس ولا تنحني ..
لماذا حبك شجرة هذا العالم ..وأن الأنهار ستمر عبرك لتقفز في جزر الهوى ..هل سيورق الربيع في مرابعك من جديد ؟..ليس كعادتك في هذا الصباح فقد قرَّرتَ أن تمد جسور الوصل بينك وبينها وتنهي كل اختلاجات الروح ..تزينتَ وتعطرتَ وارتديتَ أجمل بدلة عندك ..كنت مزهوا ..يتسلل فرح جميل بين جوانحك ..روحك تنهض من جديد ..قدماك الآن تعبران كل الكواكب والخلجان ..سنابل الفرح تتمايل على ياقة قميصك المنشَّى ...دخلتَ القاعة ..تفحصتَ وجوه الطلبة كلهم واحدا واحدا ..أخفضت رأسك ..وعدت من جديد تحصي الجالسين ..لم تشاهدها بينهم ..اعتراك حزنٌ دفين ..غادرت البسمة شفتيك ..انتهى الدرس وغادرت القاعة ..تبعتكَ زميلة لها..نادتكَ في الرواق :
_أستاذ ..أستاذ ...
_نعم ..تكلَّمي ؟
_(بسمة) لن تأتِ اليوم للمحاضرات المقرَّرة .
__لماذا ؟!
_كانت ُمتعبة لانشغالها مع المدعوين .... لقد تمّت خطوبتها ليلة أمس ..عقبالك أستاذ !
قالت ذلك ونظرة الشماتة ترتسم فوق شفتيها وانسحبت عنك ،كي تبقى وحيدا تجتر أحلاما موءودة لم تسعها تلك الذاكرة التي أضناهاالشوق العتيد .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...