👀إعدام .... صوت العدالة .
بشوق إليهم ... وشغف إلى المسرح ...... ذهبت للقاء بهم .... وكانوا ..** الزيناتي قدسية ... الكاتب المعد .. المخرج .. الممثل ( رجل المسرح ) .... كم كنت بشوق لأن أراه من جديد على الخشبة ... يقدم بعبارات مختصرة الحدث .. ثم يعبر ليعلق .. وعندما يتطلب تدخله .. يكون وجه الحق ...... وكعادته الكبير الزيناتي حمل لنا في جعبته صياغة جديدة مبتكرة ، مكثفة الرؤى .. متواترة الإيقاع ، أعاد معها صياغة ما كتبه الروسي " غريغوري غورين " في نصه الشهير ( أنسوا هيروسترات ) ، منتجاً كلاسيكية أقرب إلى الواقع المعاش ، حارة الأحداث .
** قصي قدسية ... عدد من الممثلين المحترفين ( الراحل حسن أسرب ، فايز أبو دان ، عدنان علوان ، علي كريم ، مصطفى جانودي .. وغيرهم من تونس ومصر والعراق والأردن ... ) ممن شاهدتهم في مسارح ومهرجانات سورية وعربية يجسدون شخصية حارق معبد الآلهة ( هيروسترات ) ، وكانوا كباراً ، لكن معظمهم راح باتجاه الاستعراض في حوارات النص الانفعالية والعميقة.. غير أن هذه المرة راح قصي باتجاه تبسيط الشخصية والبحث دلالات تفاصيل واقعية لبائع السوق المفلس ، الأمر الذي جعله يلجأ إلى طلب قرض مالي من المرابي "كريسب" ، فصال وجال على حلبة المسرح ( السجن ) بتنوع مهار ات المشحون بانفعالات نفسية وجسدية أدخلنا من خلالها عالم الحكاية الشائقة والمثيرة للجدل .
** زهير عبد الكريم ... يصل خبر إحراق المعبد إلى الأمير فيخشى أن يكون هناك مؤامرة ضده .. وما أن يتأكد من القاضي أن شخصاً واحداً أحرق المعبد .. ينتصر لنفسه ... مجسداً النجم زهير شخصية الأمير المهزوزة بتوازن بين الجادة الصارمة والمضطربة ، والتي لا تخلو من الطرافة .
** صفاء رقماني .. جسدت شخصية أميرة البلاد بحضور أنيق واثق النبرة ... تسمع الأميرة بإحراق المعبد وتذهب بخيالها بأن هيروسترات لم يقدم على حرق المعبد إلا نتيجة حب فاشل، وما أن علمت أن الضجة التي أحدثها هيروسترات ستخلد اسمه إلى الأبد، أرادت أن تكون هي من كان يحب وأن يحرق المعبد من أجلها .. وتذهب إليه في السجن وتتفق معه على الأمر ، ويعرف الأمير بالقصة الكاملة التي حدثت على مرأى ومسمع من السجان الذي رأى الأميرة في السجن، فكان مآله الإخفاء .... وبأمر من الأميرة ....
جمال العلي ... أضاف لشخصية السجان الجلاد في النص الأصل طرافته وظرافته ، من خلال اللعب على الحوارات بطريقة الارتجال المنظم ( كوميديا ديلارتي ) مركزاً على أن السجان فقير لديه خمسة أولاد .. وتبظ له زوجته عشرة .. وربما عشرين حسب ادعائه ( يأكلون الزلط ) .. ومن خلاله تبدأ فرجة العرض ، بعد أن يأخذ من هيروسترات المال الكثير له ولأهل المدينة ليشربوا على شرفه وذلك ليخلد اسمه لديهم بعد موته.
سامر الجندي .. كان مدهشاً في تجسيد كاركتر غريب الأطوار لشخصية المرابي كرسيب .. الذي أقرض هيروسترات مبلغاً ، فاستغل مخطوط مذكراته ليتاجر به بأعداد حتى للأمير ، فيقبض أثماناً تتضاعف مع الأيام .
** جمال نصار .. جسد شخصية كاهن الربة باقتدار معهود بر خامة أدائه وحضوره ، الكاهن الساهي لمحاكمة الألهة لهيروسترات وتأجيل الحكم .
محمود خلبلي .. بوقار وتأثير النجم العربي الكبير جسد شخصية القاضي ، الباحث بجلالة عن العدالة بعد أن دقق بتفاصيل القضية ، وينتهي إلى الاستقالة وطلب العمل كسجان لمجرم لابد من محاكمته باسم الشعب ... ويكون حسب رؤية النص المعد أي المبدع زيناتي .. القاتل لهيروسترات ( إعدام ) .
شكراً لعرض مر كشريط يجعلنا نفكر كثيراً بأحداثه وأسلوبية تكثيفه وطرق صناعته ومؤثراته السمعية والبصرية .
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق