اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

في انتظار السماء ...*هند بطة

⏪⏬
الأعمى والأطرش، عامر وأبو قيس، يلتقيان عند قبر الولي عبد العاطي وشجرته، ولي يصنع المعجزات. عند قبره وتحت شجرته
"قام الكسحاء يركضون، والخرس ينطقون، والعواقر يلدن؟"، قبل أن يلتقيا تقاسم عامر وأبو قيس الخيبة، وقناعة أن الحياة ليست سوى انتظار، حتّى اكتشفا سويّاً أنَّ رأس الولي عبد العاطي ليس سوى فطر نبت على أعلى الشجرة، عندها انقلب عالمهما رأساً على عقب.

الأعمى والأطرش هي حكايتنا عندما نظنّ أنّ المعجزات يمكن أن تهبط من السماء، وأن نقضي أعمارنا ونحن ننتظر، دون أن نعي أن الانتظار يعني أنّ ما ننتظره لن يحدث أبداً، وأنَّ العدالة التي تؤجّل طويلاً، هي عدالة لا تتحقّق.

حكايتنا حين نصبح مثل أبو قيس، الأطرش في الرواية، الذي يروي عن إحساسنا حين نفقد إحدى حواسنا، يقول: "فإنها لا تضيع.. إنّ الصمم نوع من نوم الصوت"، تبقى الحاسّة المفقودة طاقة تهدر داخلنا، ولكن لحين أن تحال هذه الطاقة إلى شكلٍ آخر، تبقى حياتنا برتابتها، لا نعرف كيف تسير وإلى أين. نشبه أبو قيس بجلوسه لعشرين عام في مكتب الإغاثة يرى صفوفاً طويلة من الرجال والنساء والأطفال اللاجئين، يحملون كل أنواع الغضب، ولكنّهم يتدافعون أمامه بلا صوت، كأن العالم يغرق أمامه في حوض ماء زجاجي.

هي درسٌ عن الإيمان العميق، إيمان المنهكين الذين جمعتهم المعجزة، ليكتشفوا الكذبة في لحظة لا ارتداد بعدها، فيكتشفوا شراكتهم في هذا العمر المحطّم، ويكتشفوا أن لا إيمان أعمق من إيمان رفاق يتوقون للخروج من العتمة، وأنّ استمرار الليل هو خسارة لا تعوض، وليست صبراً.

الأعمى والأطرش هي حياتنا التي لا تتّسع لكذبتين. وإن اتّسعت فنحن نمضي في "تيه مجنون إلى أبدي وأبدك وآباد الآخرين"، نمضي في عتم الأعمى، وصمت الأطرش، لحين أن نخلق عينين نبصر بهما وأذنين، حينها تنهار جبال الوهم، وتتلاشى الوعود، ونعي أن علينا أن نحمل أقدرانا.

هي رواية عن ثورة آخذة في الصعود، هي سؤالنا إلى أين، حين نكسر حلقة من حلقات الحياة ونبحث عن ما نستعيض به عنها. هي صعوبة أن نحرك المتراكم في أجسادنا من قبول واستسلام، ولكن كنفاني يخبرنا: "سيقال فيما بعد أن ما حدث كان مستحيلاً، أمّا الآن فالأبعدون يقولون إنّها مغامرة، وأنا أقول إنّها الولادة. إنّ الحقائق الصغيرة لم تكن في البدء إلا الأحلام الكبيرة، والمسألة مسألة وقت ليس غير".

الأعمى والأطرش إحدى روايات غسان كنفاني التي لم تكتمل، غيّبه الموت قبل أن يروي لنا نهايتها. إلّا أن باستطاعتنا أن نكمل نحن الحكاية، أن نقتل الوهم الذي سرق أعمارنا، ونعيد البصر للأعمى، والسمع للأطرش، عندما نجد رشاش أبو حمدان الذي أخفاه في الرواية.

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...