أهِيَ وَمضَةٌ .., نَبضَةٌ .., غيمةٌ ..., هَمسَةٌ .., فجرٌ نديّ .؟ سمّهَا مَا شِئتَ .., فَمِنْ هُنَاكَ وَعلى بُراقِ الحقيقةِ أسْرَتْ واجِدةً هَائِمةً عَاشِقةً حيثُ عَقدُ اللهِ الأزلي" الحُبّ " لِتقولَ : وبِملءِ النّبضِ والنّظرةِ والهمسِ كفى اغتراباً .., ومِنْ هُناكَ وعلى بِساطِ اللهفةِ رَحلتُ إليهَا
لِأقولَ : تأخّرنا بِمَا فيهِ الكِفَاية وَلن أرضى بِالمزيدِ مِنهُ .., ومِنْ هُنَاكَ إلى هُنا ذاتَ شِعرٍ كَانَتْ الـ " كُنْ " الإلَهِيّة تَخطّ آخِرَ أوامِرها " يَا أنتُمَا كُونَا " .., مِنْ هُنَا البِدءُ وإلى هُنَاكَ المِعرَاج ..
⏬ " كُونِي "
عرفتُكِ مِنْ لَهيبِكِ في مِدَادي
فكوني النّبضَ يَصهلُ في فُؤادي
وكُونِي رفّةَ في رمشِ عَيني
تُهَدهِدُ مَا تمنّعَ مِنْ رُقادي
وكُوني صُورتي ., لوني ., صَفائي
تَباشيري .., وأحلامي العِدَادِ
وكُوني نُسختي : مَتناً ونصّاً
أتيهُ بهَا على كُلّ العِبَادِ
وكُوني غيرَ مَحكومٍ عليَّ
وكُوني خَتمَ أوراقِ اعتِمادي
وكُوني صَدَايَ ., كونِي وحيَ حَرفٍ
يُرمّمُ مَا تزعزعَ مِنِ عِمَادي
وكُوني أنا ., وكونِي ماءَ ظلي
وكُوني الجَمرَ يُنذِرُ بِاتّقَادِ
وكُوني أميرَةَ الصّرحِ المُعلّى
فأمرُكِ نَافِذٌ في كُلّ نَادِ
وكُوني مِثلَما تَبغينَ كُوني
هُويّةَ فِطرَتي .., ألَقي ., امتِدَادي
وكُوني كُلّ مَا أصبُو إليهِ
أيَا وطَناً بِهِ يسمو اعتِقَادِي
قَرأتُكِ ذَاتَ شِعرٍ بَيتَ عِشقٍ
بِهِ خَفّفتُ مِنْ عَنتِ البِعَادِ
فأجفلَ مِنْ عقيقِ الثّغرِ ثَغري
ورَاودَني فُؤادُكِ عَنْ مُرَادِي
وفَوقَ شِفَاهِكِ اللعسَاءِ شَبّتْ
لَواهِبُ رغبَتي الحَمقَى تُنَادي :
هُنَا يَا حارِقَ الشّهقَاتِ خَمرٌ
بِـ" زَمزَمِ " مَائِهِ سُقيَ الصّوادي
فَمُصّ رحيقَهَا وابدَأ جُنونَاً
ودَعْ لِلنّهدِ فلسفةَ الأيَادي
عشِقتُكِ لم أُشَاور وحي عَقلي
وجِئتُكِ مُسْلِسَاً مِنّي قِيادِي
ضَممتُكِ فاستَحَالَ الوقتُ دَهرَاً
وغَبنَا فيهِ مِنْ فرطِ التّمَادي
وغِبنا فيهِ عَنّا وارتحَلنا
عَنِ الأنظارِ عَنْ صوتِ الرّشَادِ
تَبادلنا الهوى مِنْ كُلّ فَنّ
وَنَارُ الوجدِ تَلظى بِاطّرَادِ
وقُلتِ حبيبي أكمِلْ لا تُبالي
ولا تأبهُ بصدّي أو عِنادي
وكنُ في الحُبّ فارِسهُ المُجَلّي
فما في الحُبّ دورٌ للحيادِ
*شِعر د . مُهنّد ع صقّور
جبلة .. سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق