اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

هيمنة الجغرافيا ونقد سلطة الحدود || د. رائد جبار كاظم

ليس من السهل على أي أنسان أن يصنع له خصوصية أو هوية أو بصمة فكرية تميزه عن غيره من البشر، فالبشر رغم اختلافهم في ألوانهم وألسنتهم وقومياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وطريقة تفكيرهم، لكنهم قد تجدهم متشابهين في الكثير من ذلك، وفق حدودهم الجغرافية والثقافية والفكرية والحياتية، والجغرافيا هي الميزة أو الخصيصة أو المسألة الأهم التي تصنع طريقة التفكير والثقافة ونمط الحياة لدى الفرد والمجتمع، في أي زمان ومكان كان،
فالجغرافية الطبيعية تصنع الجغرافية الاجتماعية، وتلك الجغرافية تصنع الجغرافية الحياتية، وتلك تصنع الجغرافية الثقافية والفكرية لأي مجتمع من المجتمعات، ولذلك فالعلاقة قوية ومؤثرة ومتبادلة بين الجغرافية الطبيعية وجغرافية المجتمع وطريقة تفكيره، فنحن أبناء الجغرافيا، وأبناء الحدود المحددة والمرسومة لنا سلفاً، التي لا نخرج عن سطوتها وسلطتها الا بشق الأنفس، ممن يريد الخروج على تلك الجغرافيا والحدود والإطار الذي يعيش الفرد والمجتمع حياته فيه بأكملها، ممن يجد نفسه داخل هذا السور أو ذلك الوسط أو الكهف الذي يألفه منذ نعومة أظفاره.

نولد في هذه الحياة وكل شيء معد لنا سلفاً دون خيار أو حرية، من المهد الى اللحد، الاسم، القوم، الوطن، الدين، العادات والتقاليد، وباختصار (جغرافية الأرض والمجتمع والجماعة والدين والثقافة)، نولد ونحيا في مجتمعاتنا وفق تلك الجغرافيات المتعددة ونألفها وننسجم معها بصورة تقليدية دون نقد أو تمحيص، وكأنها يقينيات مطلقة لا يمسها الخطأ والسوء والتشويه، ومسألة الخروج على هذا النسق والإطار المحدد أمر في غاية الصعوبة، فهو أمر أشبه بالسباحة ضد التيار، أو الخروج على نسق الجماعة وسلطتها، وهو أمر مستحيل بالنسبة للإنسان العادي، لأنه معتاد على ذلك النمط والنسق الجاهز سلفاً، ولكن بالنسبة للإنسان المثقف والمفكر فهو يناضل ويجاهد ذاته ومجتمعه من اجل المواجهة والاقناع والدفاع عن الحقيقة التي وصل اليها، وهي حقيقة عقلية، فكرية، قد تصل الى الحقيقة والتجربة الصوفية في بعض الأحيان، لأنك تواجه فكر وثقافة ومعتقد الجماعة وسلوكها التقليدي النمطي البارد، بفكر عقلاني نقدي فردي حر، تبذل في سبيله الكثير من أجل الوصول اليه، قراءة ودراسة وبحثاً وجهداً ودراية، لتخرج على سلطة الجماعة وسطوتها وهيمنتها الجاهزة والمعلبة في معامل ومطابخ الايدلوجيا والتقليد، لتنقد تلك السلطة وتصوب الكثير من أخطائها وتفضح زيفها، تحتاج لذلك الى قوة وطاقة فولاذية مع حراسة سماوية للخلاص من ذلك القاع المظلم والقبو المتعفن.

الانسان حين يكون في مقام ما يفكر وفق حدوده، مكانياً وزمانياً وجغرافياً ومجتمعياً وحياتياً، فالإنسان أبن الحدود والجغرافية والمكان، فالإنسان العربي مثلاً يفكر وفق حدوده وجغرافيته، والانسان الغربي أيضاً يفكر وفق حدوده وجغرافيته، وحين تكون حدوده الجغرافية واسعة ورحبة وحرة فهو بالتأكيد يكون أبناً باراً لتلك الجغرافيا، يفكر بحرية وصحية ونقاء، عكس الانسان أبن الجغرافية الضيقة والمختنقة، الذي يكون تفكيره مسموماً ومقيداً ومهدِداً لغيره من البشر. والدليل واضح على ذلك وهو ما نشهده اليوم من سلوك مختلف في طبيعة المجتمعات البشرية، فالشعوب تتنفس هواء جغرافيتها الطبيعية والاجتماعية والثقافية والفكرية، ان كانت نقية فالنقاء يسري لداخلها، وسلامة فكرها من سلامة حياتها ومجتمعها والعكس غير صحيح، وفي مقابل ذلك نجد شعوباً كثيرة تفكر بطريقة ملوثة وجرثومية كهوائها المصاب بالحشرات والجراثيم والوباء، فالديدان الموجودة في رؤوس الكثير منا تسللت وتناسلت من بيئتنا التي نعيش فيها، فنحن لا نستطيع أن نفكر تفكيراً حراً لأننا شعوب مُستعَبدة وضعيفة ومقلِدة نتبع غيرنا وجماعتنا حذو النعل بالنعل، كما يقال، ولا نستطيع الخروج على سلطة الجماعة، لأننا نؤمن ونعتقد أعتقاداً جازماً بأن "يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار" وخلطنا الأوراق وتشابهت الأفكار والأقوال علينا، وأخذنا نسير مع الجماعة في القول والفعل، دون نقد أو تحليل أو تمحيص، متناسين أن الله قد كلف كل انسان تكليفه الخاص به دون غيره، وأن كل انسان مسؤول عن عمله وفكره ومعتقده، دون جماعته، ولكن الانسان في واقع الحال ليس له من أمره شيء ولم يسر وفق عقله بحرية، فهو يسير وفق ما محدد ومرسوم له سلفاً، وهذا لا ينطبق على مجتمعاتنا المغلقة فحسب، بل يشمل حتى المجتمعات المفتوحة، ولكن نسبة الفتح والفتوحات والانفتاح الفكري في المجتمعات الحرة أكثر بكثير من المجتمعات المغلقة والمغلفة بأطر متعددة الهويات والأهواء.

لعل معترض يعترض علينا فيقول أن لا فرق بين الفرد والمجتمع المغلق والمفتوح، فكلاهما يخضع لجبرية جغرافية واجتماعية وحياتية، لم تتح له الخيار في أفعاله؟ ولكنني أقول له كلا فهناك فرق كبير بين الأثنين، فالإنسان في مجتمعه المغلق لا يستطيع أن يفكر بطريقة حرة، وهو مقيد بسلاسل مجتمعه، على عكس المجتمع المفتوح الذي يتيح حرية التفكير وشيوع الاختلاف في الأهواء والأفكار والسلوك، هذا المجتمع ينتج الجديد من الافكار والافعال، ويحفز أبنائه على التفكير والاختلاف والانتاج مهما كانت صوره، على عكس المجتمعات المغلقة التي تصب أبنائها وفق قوالبها الجاهزة، التي لا يمكن الخروج عليها أبداً الا بالحبس او القتل أو التعذيب أو الانتحار، نحن نفكر وفق طبيعة مجتمعاتنا، ان خيراً فخير وان شراً فشر، وان نوراً فنور وان ظلمة فظلام. ورب انسان ينتمي لبيئة مغلقة قد تحرر من قيود مجتمعه وجماعته وحرر فكره من معيقات التفكير ومهيمناته، ولكن هذا الشخص بالتأكيد يواجه بحرب ورفض من قبل مجتمعه وجماعته لأنهم يعتقدون انه خارج عن ملتهم والأفكار التي نشأوا عليها التي لم يأتها الباطل ـ باعتقادهم ـ لا من قبل ولا من بعد، والمقاومة التي يقوم بها ذلك الشخص الناقد والمثقف تحتاج الى جهد كبير وصبر ومواجهة، من اجل الدفاع والاقناع والمحاججة، وقد يرفض الكثير ما يجيء به ذلك الشخص من أفكار، كونها أفكار جديدة غير مألوفة وخارجة عن منطق الجماعة وفكرها العتيد، وبلا شك ما يقوم به المثقف وسط ذلك المجتمع المغلق والمقيد يعد جهداً فكرياً كبير، وذلك كشف فكري كبير يصل اليه بقوة تفكيره وصبره وتفوقه، وهو ما يميزه على غيره من البشر، وهو يمتاز ببطولة وشجاعة وجرأة لا تتوفر لغيره ممن يعيشون في البيئة التقليدية، فالمثقف والمتنور يجاهد للخروج من نفقه المظلم، ليبصر النور في ذاته قبل أن يشرق في مجتمعه، ويكفيه فخراً أن ير النور في ذاته، ويبصر الطريق ويؤمن بما يصل اليه من فكر وحقيقة دون قيود الجمهور والعوام، الذين لا هم لهم سوى التصفيق لكل من هب ودب، ممن يجهلون نور النور وتحسبهم أيقاظ وهم رقود، فهم أتباع كل ناعق، وينهقون مع كل ناهق.

قد تتصور وتتخيل كيف يفكر ذلك الانسان في وسطه الاجتماعي والثقافي المغلق أو المنفتح بطريقة تنسجم وطبيعة ذلك المجتمع، ولكنني أتخيل وأشعر بقوة بألم واغتراب وغربة و ذلك الشخص المثقف المنفتح الذي يعيش وسط مجتمعه المنغلق، فهو قد أبصر النور وأكتوى بنار الحقيقة من جهة، ويقاوم مجتمعه والناس من جهة أخرى، ويخشى أن يبشر بفكره الجديد، كي لا يحل به ما حل بسقراط والمسيح والحلاج وبرونو وغاليلو، ولذلك فهو يكتم حقيقته في قلبه، لأنه مقيد بحدوده الملتهبة والمصابة بالالتهاب حد السرطان، ولذلك فهو نبي يخشى البوح بسره ووعيه وحقيقته، كي لا يصاب باللعنات من عامة الجمهور، وبالطرد من وطنه أو القتل والتهجير والتصفية من جماعات تنتمي الى فصيلة ونسل الديدان بقرابة. هذا في مجتمعاتنا المنغلقة، أما في المجتمعات الحرة فلك أن تفكر وتتخيل وتتصور وتتأمل وفق طبيعة ذلك المجتمع وجغرافيته، تبدع وتنتج كما يحلو لك دون قيد أو شرط، أما نحن فمحكوم علينا أن نعيش كما يريد السلطان، سلطان الحكم والمجتمع والأيديولوجيا، وكما قيل "الناس على دين ملوكها" والناس أيضاً على دين حدودها وجغرافيتها وطبيعتها ومجتمعاتها تحيا وتموت، الا من رحم ربي، من مصلح أو مثقف أو ثائر، يأبى أن يخضع لسلطة الغير سوى سلطته الفكرية والمعرفية الناقدة.   
   د. رائد جبار كاظم  

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...