اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

الهروب - قصة قصيرة || عادل المعموري

خمسة أيام وهو يقبع بين شجيرات القصب ، لم يعد يتذكر ان للطعام رائحة بطعم العافية ولا ذلك الماء العذب ،هل بالأمكان أن يرفع رأسه ولو لبرهة ،هل يستطيع هذا الرأس المثقل بعذابات الوهم الذي غادرته تباشير الفرح والنصر ؟كيف السبيل الى الخروج من هذا المستنقع الآسن؟ ..هم امامة لايبعدون عنه سوى مائة متر ..فوق الجسر المقابل ..يحملون أسلحتهم ويتفرسون بعيون فارقها الوسن ..يبحثون عن الفارين .مرتان خلال الخمسة ايام الماضية فتشوا القصب.. وبحثوا في كل شبر من هذا النهر .عن بقايا جنود
هربوا وتفرقوا في تلك القرى المشتتة ..هربوا من معسكرهم الكبير يبحثون عن ملاذ آمن ..فانفتحت عليهم نيران جهنم من كل حدب وصوب .قرى لا يعرفون عن اهلها شيئا ..ولا يهتدون الى طرقها ومسالكها ..الطَرقُ على الأبواب لم يعد يجدي نفعا ..اهالي القرى رجالا ونساء ..طردوهم خوفاعلى أنفسهم من بطش هؤلاء الذين لا يعرفون الرحمة ..توغلوا في قراهم واستباحوا بيوتهم وارغموهم على الوقةف معهم ..منهم من رفض وكان مصيرة القتل ..والبعض انظم اليهم مرغما والغالبية العظمى شدوا على ايديهم وقالوا لهم نحن معكم مناصرون ..الجوع يمزق أمعائه ..والعطش أخذ منه مأخذا ..ماءٌ آسن قذر ..وطعام مفقود لا وجود له ..شعاع الرؤية بهتَ في عينيه، ولم يعد يميز شيئا .. لا يعرف كم قضى من الزمن وهوتحت الماء مستخدماً قدماه لدفع الماء .كانت طرطشة الماء وحركة القصب والأحراش تغطّي اصوات الرصاص كم ودّلو أن تغيب الشمس سريعاً ..لعلّهُ يجد منفذاً للخروج ..كل حشرة مرت بجانبه كان مصيرها أن تكون لقمة مُرّة في فمه ..حتى غدت رؤوس الحشرات مرمية بقربه لا عد لها ..كان ينظر الى صاحبه وهو يتألم بصمت والدم النازف من جسده قد تخثر فوق الجرح .. رفع صاحبه راسة من الطين وتمتم ..اِذاأظلم الليل أتركني وارحل ..لا فائدة من اِنقاذي ....__كيف اتركك وارحل ؟ _-ارجوك اِرحل إني ميتٌ لا محالة ..ولكن لو سنحت لك الفرصة بالنجاة ..لاىتنساني .. __هل تستطيع السباحة الى الضفة الثانية ؟انا مستعد لسحبك معي تحت الماء ؟ ___لا لا ..ساغرقك معي ..اِنج أنت بنفسك ..واذا وصلت سألما ..تذكر ان في هذا المكان أخ لك ينتظر نجدتك ..سكت الجندي الجريح، وعاد يضع وجهه المغبر فوق الطين ..بينما ..حاول الآخر ..أن يرفع راسهُ قليلا ....إنهم مشغولون بحديث ساخن لم بلبث ان تحول الى جدال ..زحف على بطنه،، وقبل ان ينزل الى النهر القى نظرة أخيرة على صاحبه ..ثم غطس في الماء ...رغم حرارة الصيف ..لم يكن عمق النهر مثل سطحه .لقد كان باردا جدا ..جعلهُ يرتجف،، كان ضوت الرصاص ُيعينهُ على ضرب الماءبقدميه كي لا ينتبه لوجوده احد ..عبرَ الى الضفة الثانية وسحبَ نفساً طويلا ..فيما ِالتصقت عيناه المذعورتان بمجموعة اخرى تقف في حافة النهر ..إلى أين الهروب ؟كل هذه المسافات وهذا العناء ..ولاأجد ثمة بصيص صغير للنجاة .. توقف قليلاً واخذ يذرع المكان بعينيه المتعبتين .. آه وجد منفذاً ..أخذ يزحفُ دون أن ينتبه اليه احد ..توّغل عند رأس القرية ..وجدَ كوخاً متداعيا ..منفردا ..خشيّ أن يجد فيه أحد ..أو يكون طعماً له لأصطيادة ..بخلسة وروّية.. اِقترب من الكوخ ..لم يسمع صوتا فيه ..ولجَ الى الداخل ..وجد بطانية وسرير متهالك من سعف النخيل ..رمى بنفسه فوقه ...هدأت أنفاسه المتلاحقة قليلاّ..بحث في زوايا الكوخ عن شيء يأكله ...دفن رأسه بين ركبتيه وأستسلم لنعاس داهمه بعد انقطاع طويل ...هوّمت عيناه ..وغفى ..لم يشعر الاّ وأحدهم يقف عند راسه بيده بندقية ..لم يتبينه جيدا ..كان الرجل ملثماّ ... ___أرجوك لاتقتلني ؟ ___من انت ؟ ___ أنا عامل في أحد مصانع كركوك ... __هل أ نت جندي من جنود سبايكر ؟ __أقسم لك ..إني عامل من العمال وقد أضعتُ الطريق,, أرجوك هل من كسرة خبز ؟ __أنت جائع اذن ..اِنتظرني ..بدا وجيب قلبه يخفق من جديد ..ماذا يخبيء له القدر من مفاجآت؟ ..ان لم يمت هناك سيموت الآن هنا على يد هذا القروي ..لحظات وعاد الرجل الملثم وفتح كيس اسود. وكان بداخله حبة طماطم كبيرة ورغيف من الخبز الساخن ..أكلهما بنهم ..وتجشأ قليلا ..وبدا يلمس من الرجل انه لا يريد به ىسوءا ..تمتم الجندي :اريد طريق الشارع الرئيسي العام ؟وجهتي نحو سامراء ؟ -__ها ..لاىتستطيع ذلك ..الجماعات المسلحة في كل مكان وسيقتلوك تعال معي الى داري ..ستكون بأمان ..قاده معه الى بيت حجري كبير ..وادخله من باب خلفي ..وأوصد عليه باب الغرفه وهو يقول له ---ِاسمع أنت في أمان ..نمْ قرير العين فوالله لن أسّلمُك لأحد ..مهما كانت التضحيات..تمددَ على الفراش الوثير،،وو ضع راسه على الوسادة القطنيه ثم غاب في نوم عميق ..وكان قد عقد صلحا مع النوم بعد هجر طويل .نام وهو ُيمّني النفس بالخلاص بعد ان ماتَ جميع رفاقه ذبحاً بالسكين ..فزع من نومه وهو يرى صاحبه الجريح يناديه،، نهض على قدميه وأخذ يطرقُ الباب ..عدة طرقات ولا من مجيب ..عاد الى فراشهِ وهو يبكي بكاء مُرّا .

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

  • فيلم (كال وكمبريدج).. هموم الجيل الثاني من المغتربين العراقيين
  • ⏪⏬ا: (اختبار سياقة) عام 1991 و (ساعتا تأخير) 2001 و (عينان مفتوحتان على ... اكمل القراءة
  • المكتبة المسرحية: ثلاثة أعمال مسرحية للكاتب أحمد إبراهيم الدسوقي
  • ⏪⏬صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقي.. ثلاثة مسرحيات.. هم ... اكمل القراءة
  • فيلم "بين الجنة والأرض" يختتم عروض "أيام فلسطين السينمائية"
  • ✋✋اختتم مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، دورته السابعة والاستثنائية بالفيلم ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة جدا

  • عناد | قصص قصيرة جدا ...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪اشاعاتاقتنع بمقولة أن وراء كل عظيم امراة.. تزوج أربعة.. وضعوه فى مستشفى ... اكمل القراءة
  • حنين | قصص قصيرة جدا...*على حسن بغداى
  • ⏬⏪تعليماتنزل القبر.. استقبلوه بالترحيب.. طلبوا منه أربعة صور وشهادة وفاته لضمه ... اكمل القراءة
  • الحسناءوالحصان | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري
  • ⏪⏬في الاسطبل كان يصهلُ كعاشقٍ أضناه الاشتياق، هي لم تكن تفهم صهيله جيدا، جاءت ... اكمل القراءة

    قصص قصيرة

  • ابن جلَّا | قصة قصيرة ...*حسان الجودي
  • ⏪⏬رفضت بعض خلايا الدماغ المشاركة في عملية التفكير التي همَّ بها ابن جلاّ .فقد ... اكمل القراءة
  • أطول مما يتخيل العمر | قصة فصيرة..!.. * عبده حقي
  • ⏪⏬فجأة وجد رأسه معلقا بحبل بين أغصان الشجرة وعيناه جاحظتان إلى السماء .كان جسده ... اكمل القراءة
  • مسافر في الليل | قصة قصيرة ...*على السيد محمد حزين
  • ⏪⏬ارتدى آخر قطار متجه إلي القاهرة , حشر نفسه وسط الكتل البشرية المعتركة الأجسام ... اكمل القراءة

    قراءات أدبية

  • قراءة لنص "ميلاد تحت الطاولة" ...* لـ حيدر غراس ...*عبير صفوت حيدر غراس
  • "الدارسة المعمقة والجزيلة للأديبة الكبيرة (عبير صفوت) لنص ميلاد تحت ... اكمل القراءة
  • الرواية التاريخية في الأدب الفلسطيني ...*جواد لؤي العقاد
  • رإن أفخم وأهم الرويات في الأدب العربي تلك التي تقدم لنا معلومات تاريخية موثوقة ... اكمل القراءة
  • الأهازيج الشعبية في رواية “ظلال القطمون” لإبراهيم السعافين
  • *د. مخلد شاكر تدور أحداث رواية “ظلال القطمون” حول الأدب الفلسطيني, وحول ... اكمل القراءة

    أدب عالمي

  • إعتذار .. مسرحية قصيرة : وودي آلان - Woody Allen: My Opology
  • ترجمة:د.إقبال محمدعلي*"من بين مشاهير الرجال الذين خلدهم التاريخ،كان "سقراط" هو ... اكمل القراءة
  • الأسطورة والتنوير ...* فريدريك دولان ..*ترجمة: د.رحيم محمد الساعدي
  • ⏪⏬الأسطورة هي بالفعل )تنوير( لأن الأسطورة والتنوير لديهما شيئا مشتركا هو الرغبة ... اكمل القراءة
  • أدب عالمي | الموت يَدُق الباب.. مسرحية لـ وودي آلان
  • ⏪بقلم: وودي آلان،1968⏪ترجمة: د.إقبال محمدعلي(تجري أحداث المسرحية في غرفة نوم ... اكمل القراءة

    كتاب للقراءة

  • صدر كتاب "الفُصحى والعامية والإبداع الشعبي" ...*د.مصطفى عطية جمعة
  •  ⏪⏬عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة ؛ صدر كتاب « الفُصحى والعامية ... اكمل القراءة
  • رواية"أنا من الديار المُقدَّسة والغربة" للأديب المقدسي جميل السلحوت
  • *نمر القدومي:صدرت رواية الفتيات والفتيان “أنا من الديار المقدسة” للأديب المقدسي ... اكمل القراءة
  • صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- الجزء الثاني”
  • * للباحث “حسين سرمك حسن”صدور كتاب “أمريكا وجرائم استخدام أسلحة الدمار الشامل- ... اكمل القراءة

    الأعلى مشاهدة

    دروب المبدعين

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...