كانوا يضحكون ..يقهقهون ..يغنون ..يرقصون ويرقصون ...
ما بهم هذا اليوم ؟
جميع محاولاتي لإيقافهم باءت بالفشل الذريع .. رجاء ..توسل ..غضب ..صراخ.. صمت ..وقوفي وسطهم ..خلفهم ..أمامهم ..جلوسي في آخر القسم فوق مقعد شاغر ..دموعي تسابق مرور كفي على خدي ..خروجي خارج القسم للحظات مع الكثير من التأفف ..ضرب على الطاولة.. على السبورة ..تكسيري لأشياء كثيرة ..غنائي لأناشيد طفولية ..عليك مني السلام يا أرض أجدادي ..عمي منصور النجار ..موطني موطني .. حالات نفسية بركانية يتخللها استغفار شديد أخذت بي مأخذا ..فما يحدث أمامي يكاد يكون مشهدا مهربا من خيال مجنون ..بالكاد أصدقه..
فهؤلاء الأطفال..أطفالي ..تلاميذي .. ليس من عادتهم ولم يسبق أن فعلوها ..كانوا يضحكون ويضحكون بلا سبب ..قهقهاتهم تنخفض لترتفع من جديد.. نشوتهم ليس كمثلها نشوة ..هيسترية عظيمة تنساب في رعشاتهم ..حاولت تحذيرهم باحترام من يجاورنا من الأقسام الأخرى ومن المدير إن جاء ووجدهم على ما هم عليه فلن يغفر لهم ..فلم يلقوا لي بالا...تساءلت هل بهم مس من الجن؟
واحد منهم فقط تقدم مني حاملا في يديه كاميرا رقمية ليهمس في أذني :
نريد صورة جماعية لنا ..
البارحة بعد انتهاء الدوام المدرسي وقبل الحرب بساعات وحسب دفتري الخاص بتقييد التلاميذ كان عددهم ثلاثين حتى التلميذ (×) المعتاد على التغييب كان حاضرا وكان شديد الحركة ..
سيدي ..كانوا أحلاما صغيرة يملئها الأمل والحياة ..بقدر ما كنت غائبة عن ماهية ما كانوا يرمون اليهم بقدر اشتياقي اليهم ..هاهي صورتهم الوحيدة ..أرجوك احتفظ بها جيدا ..سيدي..أيها الصحفي .. يا من تملك القدرة على ايصالها الى العالم ..أرجوك أن تكتب بكل لغات العالم قصتهم ..
أخذ منها الصورة تفحصها..نعم ..كانوا ثلاثون . التلميذ (×) عرفه من أول نظرة ..وقبل أن يسألها مرة أخرى كانت قد غادرت نحو المباني المهدمة وهي ترقص ..ترقص ..ترقص
ما بهم هذا اليوم ؟
جميع محاولاتي لإيقافهم باءت بالفشل الذريع .. رجاء ..توسل ..غضب ..صراخ.. صمت ..وقوفي وسطهم ..خلفهم ..أمامهم ..جلوسي في آخر القسم فوق مقعد شاغر ..دموعي تسابق مرور كفي على خدي ..خروجي خارج القسم للحظات مع الكثير من التأفف ..ضرب على الطاولة.. على السبورة ..تكسيري لأشياء كثيرة ..غنائي لأناشيد طفولية ..عليك مني السلام يا أرض أجدادي ..عمي منصور النجار ..موطني موطني .. حالات نفسية بركانية يتخللها استغفار شديد أخذت بي مأخذا ..فما يحدث أمامي يكاد يكون مشهدا مهربا من خيال مجنون ..بالكاد أصدقه..
فهؤلاء الأطفال..أطفالي ..تلاميذي .. ليس من عادتهم ولم يسبق أن فعلوها ..كانوا يضحكون ويضحكون بلا سبب ..قهقهاتهم تنخفض لترتفع من جديد.. نشوتهم ليس كمثلها نشوة ..هيسترية عظيمة تنساب في رعشاتهم ..حاولت تحذيرهم باحترام من يجاورنا من الأقسام الأخرى ومن المدير إن جاء ووجدهم على ما هم عليه فلن يغفر لهم ..فلم يلقوا لي بالا...تساءلت هل بهم مس من الجن؟
واحد منهم فقط تقدم مني حاملا في يديه كاميرا رقمية ليهمس في أذني :
نريد صورة جماعية لنا ..
البارحة بعد انتهاء الدوام المدرسي وقبل الحرب بساعات وحسب دفتري الخاص بتقييد التلاميذ كان عددهم ثلاثين حتى التلميذ (×) المعتاد على التغييب كان حاضرا وكان شديد الحركة ..
سيدي ..كانوا أحلاما صغيرة يملئها الأمل والحياة ..بقدر ما كنت غائبة عن ماهية ما كانوا يرمون اليهم بقدر اشتياقي اليهم ..هاهي صورتهم الوحيدة ..أرجوك احتفظ بها جيدا ..سيدي..أيها الصحفي .. يا من تملك القدرة على ايصالها الى العالم ..أرجوك أن تكتب بكل لغات العالم قصتهم ..
أخذ منها الصورة تفحصها..نعم ..كانوا ثلاثون . التلميذ (×) عرفه من أول نظرة ..وقبل أن يسألها مرة أخرى كانت قد غادرت نحو المباني المهدمة وهي ترقص ..ترقص ..ترقص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق