اعلان >> المصباح للنشر الإلكتروني * مجلة المصباح ـ دروب أدبية @ لنشر مقالاتكم وأخباركم الثقافية والأدبية ومشاركاتكم الأبداعية عبر أتصل بنا العناوين الإلكترونية التالية :m.droob77@gmail.com أو أسرة التحرير عبر إتصل بنا @

لماذا نكتب؟

نكتب لأننا نطمح فى الأفضل دوما.. نكتب لأن الكتابة حياة وأمل.. نكتب لأننا لا نستطيع ألا نفعل..

نكتب لأننا نؤمن بأن هناك على الجانب الآخر من يقرأ .. نكتب لأننا نحب أن نتواصل معكم ..

نكتب لأن الكتابة متنفس فى البراح خارج زحام الواقع. نكتب من أجلك وربما لن نعرفك أبدأ..

نكتب لأن نكون سباقين في فعل ما يغير واقعنا إلى الأفضل .. نكتب لنكون إيجابيين في حياتنا..

نكتب ونكتب، وسنكتب لأن قدر الأنسان العظيم فى المحاولة المرة تلو الأخرى بلا توان أو تهاون..

نكتب لنصور الأفكار التي تجول بخاطرنا .. نكتب لنخرجها إلى حيز الذكر و نسعى لتنفيذها

أخبارالثقاقة والأدب

تحويلُ البيئة التعليميّة إلى وطن (مَوطَنَةُ المدرسة ) |

شَذَراتٌ تربويّة مُعَاصِرة
الوَطَن :
الوطنُ ذلكَ الحَنين الذي ينتابُهُ الخَفَقَان ، ذلك العِشق الذي لا يزال يَحفِر التَّوقَ على جُدران القلب في الإنسان ، هو البيت و الحيُّ و الحارات و الزّوايا و الأركان ... ريعانَ الصِّبَا و العُنفُوَان ، زهر الصَّبابة و الرّبيع من ناضِرِ الألوان ... هو الشّذى و الورود و النّدى و العبير مُمَسَّكَاً بالزَّعفران ... بُقعة من النُّور تهفو إليها الذّاكرة و النِّسيان ... هو دمعةُ الماضي المُزدان ... بجماله الحاضر في حَنايا الآن.
الوطن ذلك الانتماء حيث تفتّحت باكورة الإنسان ، و غرَسَ ذكرياتَه و صبابته و مُهجة قلبه ...

في الوطن حيث الجُّدران التي وزّعنا عليها بصمات أناملنا ، و قبلات مواضينا ، هناك حيث طيوف الأحباب تتراقص في أعيننا ، خُطراناً و شجوناً و رياحيناً ...
هو ذلك التجذُّر في الإنسان حيث أنشأ علاقاته الاجتماعية و روابطه الأُسَرِيّة ... هو أَوجُ حُبّه و كُنهُ كينُونَتِه و الجزء الأهم من ذاته ....
تعميق الانتمائيّة للبيئة التعليمية :
فغريزة الانتماء إلى الوطن و الجماعة من أهم الغرائز البشريّة التي يُضحِّي الإنسانُ من أجلها بأثمن ما لديه ، بل بحياته كلها !
فكم ستكون فكرةً عبقريّة أن نوظِّفَ هذه الغريزة لخدمة العمليّة التعليميّة ، كم ستكون فكرة خلَّاقة أن يذهب الطّالب كلّ يوم صباحاً إلى وطنه !
و أرى ذلك ممكناً من خلال تأجيج و ترقية مشاعر الانتماء و التجذُّر تجاه البيئة التعليميّة في اللّاوعي عند الطّالب ، و تحويل المدرسة و الجامعة و المعهد من مجرد مكان عام و ممارسة روتينية إلى انتماء إلى وطن ، إلى أهل ... إلى مكان ينتمي للطالب و ينتمي الطالب إليه !
فلو تم توظيف هذه الغريزة بشكل ناجح لتمّت ( مَوطَنَةُ البيئة التعليمية ) أي تحويلها إلى وطن يعيش بالطّالب ، و يضحّي من أجله .... ينتمي إليه و يفتخر ... يعلو بعليائه و يشتهر ... يتغنى باسمه و يعتز به ثم يطوره و يبتكر !
من خلال (مَوطَنَة ) البيئة التعليمية نخلق عند الطّالب نزعة رهيبة تجاه التعلُّم لا يمكن أن تخلقها أي نزعة تحفِيزيّة أخرى !!

لو استثمرنا ( غريزة الانتماء) تربويّاً لحصلنا على طالب لا يدرس من أجل التعلُّم فقط ، بل يدرس بحبٍّ و شغف ليُشبع غريزة الانتماء و الإخلاص للوطن المُنْتَمَى إليه ، و ليعمِّق جذوره ، و ليُعَمِّر بيئته التعليمية ( مدرسته) التي باتت تخُصُّه كالوطن ، فهي وطن لمشاعره و كينونته ، فهو يدرس و يبحث استجابة لِلَواعِج اللّهفة للذّات و كينونتها و كل ما يخصّها ...
كما أنّ الوطن محلّ مُلكٍ لأهله ، بل أخصّ ملكيّاتهم التي يبذلون أرواحهم دفاعاً عنها ... فمَوْطَنَةُ البيئة التّعليمية بمثابة استثمار غريزة التملّك في خدمة التّعليم ككل ، و عندها تندمج المدرسة و الجامعة بالأنا فيصبح الاعتناء بها و بمتطلباتها كالاعتناء بمتطلبات الأنا الشّخصيّة .
فلا بُد للبيئة التعليميّة كي تكون عصريّة أن تعتني بهذه النقطة بشكل كبير بأن يقوم طاقمها الإداري بتزويدها بمحفِّزَات الانتماء الطُّلَّابِي لها ... و هناك وسائل عدّة أقترحُها لتعميق المشاعر تجاه المدرسة و الجامعة و من ثَمَّ ترقيتها إلى عمق و نقاوة المشاعر الوطنية _ و سأتحدث عن المدرسة مع إمكانية تعميم الكلام على الجامعة_ :
1_ وضع صور الطلاب في المدرسة على شاشات العرض و الجدران بشكل مستمر طيلة العام ، مع كتابة اسم الطالب و أهم مغامراته و هواياته في المدرسة ، و اختيار نص التّعريف بشكل حداثي جذّاب و مُلفت كاستخدام عبارات صادمة، مثال : ( أحمد العربي ذلك الطالب الذي يتقن لعب الكرة بمهارة و الذي اشتهر بتسجيل الأهداف من زوايا صعبة ... يا له من هداف لطالما أمتعنا بهجماته الرائعة ... كما أنه يجيب بسرعة البرق على مسائل الجبر ، و لكنه بحاجة إلى تحسين خطّه السَّيِّء ، مما يدلّ على أنه مشروع طبيب ! ) .
فرؤية الطالب لصُوَرِهِ و ذِكريَاتِه على جدران المدرسة يخلق حالة نفسيّة من انتماء المكان له و انتمائه للمكان ، مما يُحفِّز الطالب و يخلق لديه دوافعاً جديدة للتعلُّم أكثر و الإخلاص للمدرسة .
و يدخل في إطار ذلك وضع صور الطلاب أثناء ممارسة النشاطات المختلفة و التعليق تحتها بما يُشعِرُ بملكيتهم للمكان و النشاط كقولنا ( الطلاب في ملعبهم يستمتعون بلعب كُرَة السلّة _ الطلاب في فصلهم يتناولون فطورهم اليومي ... العلماء الصغار في مختبرهم يقومون بتجربة المحاليل و الرّواسب ... إلخ )
فنظرة عامة في حرم المدرسة المُعَاصِرَة سنجد مئات الصور الشَّخصيَّة الموضوعة بشكل فنّي مع تصاميم مليئة بضجيج الألوان و الذّكريات و المغامرات.
في الحقيقة إن وضع صور الطلاب على جدران المدرسة بكثافة لا يقل أهمية عن وضع المشاريع و المقولات العلمية و الحكم القيِّمة ، بل أرى أنه أهم بكثير لأن وضع الصور يعزز الانتماء للمدرسة لدى الطلاب و يؤثر بهم نفسيّاً بشكل كبير.
كما أُفَضِّل المبالغة في تقدير إنجازات الطلاب و تصويرهم على أنّهم خبراء و علماء المستقبل !!
2_ وضع صور الطلاب في الصفوف على الجّدران أو الباب الخارجي للفصل لخلق نفس الانتماء السابق باتجاه الفصل.
3_تخصيص خزنة لكل طالب في الفصل يضع عليها صورته و يقفلها ليشعر بملكيّته لجزء من المدرسة.
و من الممكن أن يضع كل طالب في خزنته حاجيّاته المتعلّقة بالدّراسة و لا مانع من وضع بعض الحاجيّات الشخصية و الثياب التي يمكن أن يرتديها بسهولة ، كثياب الرياضة و غيرها....
4_ تنظيم حفلات الأكل و الشرب داخل الفصول في أوقات مُعيَّنة.
5_الاحتفال أو الإعلان عن أسماء مواليد اليوم خلال الإذاعة الصّباحية مع التَّصفيق و التَّكريم المعنوي.
أما في الفصل فقد يتم ذلك من خلال تميِيْز الطّالب صاحب الميلاد و تسليط الضوء عليه اجتماعياً ( كأن يتم تخصيص جزء من إحدى الحصص لتقديم نبذة عن حياة الطالب و أهم ذكرياته و مغامراته في المدرسة من خلال سرد مُصَوّر تفاعلي ) ... ثم توجيه الأسئلة له من الزّملاء بإشراف المعلم.
كما يمكن تسليط الضَّوء عليه أكاديمياً كأن يجعل منه المعلم محور الدروس لهذا اليوم ، و أن يذكر المعلّم أثناء شرح المادة العلمية أمثلة تدور حوله ، أو أن يطلب منه شرح جزء من الدرس للطلاب.
ثم يتم وضع صور الطالب و زملائه المحتفلين بعيد ميلاده على لوحة خاصة.
6_ دراسة الطفل بمدرسة أبيه من شأنها أن تُغَذِّي و تُنَمِّي مشاعر الانتماء و الحب للمدرسة التي باتت تخص العائلة جيلاً بعد جيل.
لذلك أنصح أن تقوم المدرسة بتوعية أولياء الأمور و الطلاب بمدى أهميّة هذه النّقطة ، و أنّ أفضل مدرسة للابن هي المدرسة التي تخرّجَ منها الأب ، و أفضل مقعد لدراسة الابن هو ذلك المقعد الذي درس عليه الأب و أمضى أيام شبابه و أحلى ذكرياته ، لأن في ذلك تعزيزاً لمشاعر الانتماء للمدرسة و للفصل كبيت يخص العائلة .
كما أن دراسة الابن في مدرسة أبيه من شأنها أن تخلق حوارات أسريّة حول المدرسة و تغيّراتها بين الابن و الأب مما يزيد الرَّوابط العائلية و يعمِّق الانتماء للمدرسة عند العائلة ككل، لاسيما لو صادف الابن معلم أبيه ! مما يبعث على زيادة الاحترام و الإجلال من الطالب لمعلم أبيه بل للمدرسة ككل.
7_ تصميم نشيد خاص بالمدرسة و تلحينه و تأديته خلال المناسبات و الأنشطة المختلفة.
8_ تصميم عَلَم خاص بالمدرسة و رفعه في ساحاتها و توزيعه على الطلاب.
9_ دعم النَّشاطات الدّراسية المسائيّة و إنشاء قسم داخلي للطّلاب الرَّاغبين بالسّكن ضمن حرم المدرسة.
10_ اهتمام المدرسة بطلَّابها بعد التّخرج بشكل جدّي ، من خلال إشعارهم بأنها تقوم بأقصى جهود التواصل مع الجّامعات لتأمين مقاعد الدراسة المناسبة في الكلّيات التي يحلمون بالالتحاق بها.
11_ الاهتمام بجدول أنشطة ما بعد الدوام ، و اختيار الأنشطة بناء على رغبات الطلاب .
فكل منّا حرٌّ في اختيار طريقة حياته في بيته ، و كذلك يجب نقل هذا الشعور إلى المدرسة فيجب أن يُتاح للطالب اختيار النشاط الذي يرغبه بعد الدوام (سباحة _ حاسب _ ذكاء_ روبوتيك_ رياضيات ....) و أن يتم ذلك بحريّة كاملة ، مما يُشعِرهُ بأنَّه يتمتَّع بحق تقرير المصير و هذا من معزِّزَات الشخصيّة الانتمائية.
12_ خلق الانتماء العالمي في المدرسة بعيداً عن الانتماءات العنصرية و الطائفية ، فتلوين المدرسة بلون طائفة معينة أو عرق معين يخلق حاجزاً بين الطالب التابع لعرقية أو طائفة أخرى و المدرسة ، و يؤثر سلبياً على أداء الطالب ....
فبعث العقليّة العالميّة من أهم خطوات موطنة البيئة التعليميّة.
و يساهم البحث العلمي التفاعلي المبني على العقلية العالمية بتعميق هذه الفكرة في نفوس الطلّاب من خلال
أ_ عالمية المراجع ( بُعدُها عن الطائفية و العنصريّة)
ب_ عالميّة التشكيلات ( تقسيمات الصفوف و الفرق النشاطيّة و الرِّياضيّة و فرق المشاريع العلميّة..إلخ)
فالمدرسة وطن للجميع بغضّ النظر عن انتمائهم العرقي و الفكري ....
13_ الشفافيّة بالتعامل مع الطلاب و أولياء أمورهم كي لا يشعر الطالب بالظلم و الغبن و بالتالي الغربة عن الوطن (البيئة التعليمية) ، فالمساواة بين الطلاب في الشؤون الإدارية من شأنها تعميق مشاعر الحب و الانتماء للمدرسة أما سياسات الكيل بمكيالين فتؤدي حتماً للحنق و الغل و الكراهية و بالتالي خلق مسافة شاسعة من الغربة بين الطالب و بيئته التربوية.
نحافظ على هذه النّقطة من خلال توعية الطاقم الإداري بمخاطر سياسات ازدواجيّة المعايير و الكيل بمكيالين.
14_ الاهتمام بالكادر التدريسي بشكل كبير من النواحي الماديّة و المعنوية و تقديم الحلول الجدّيّة المختلفة للمشاكل التي قد تعترض دكتور الجامعة أو المعلّم أو مساعد المعلّم. فالبيئة التعليمية وطن للطالب و المعلم من منظور أن كل معلم هو طالب علم إلى نهاية حياته.
و غيرها الكثير الكثير ، فالباب مفتوح لاقتراحات جديدة تتطوّر بتطوّر وسائل التّعليم كتخصيص حاسوب و جهاز ذكي لكل طالب ..... إلخ
فالمدرسة الوطن ليست مجرَّد مدرسة يرتادُها الطلّاب روتينياً لتلقّي الدّروس ، بل هي البيئة التعليميَّة التي يبحثون عنها في حبهم و انتمائهم و إخلاصهم و فيض مشاعرهم .... يجدون أنفسهم في ممرَّاتِها و أبنيتها و فصولها و كتبها و قراطيسها ... و يتمنَّون تطوّرها و التحاق أبنائهم بها... و يشعرون بأنها موئلاً لهم يساعدهم على إكمال الدراسة و تحصيل فرص العمل.....

ليست هناك تعليقات:

أخبار ثقافية

قصص قصيرة جدا

قصص قصيرة

قراءات أدبية

أدب عالمي

كتاب للقراءة

الأعلى مشاهدة

دروب المبدعين

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...