خفقَ قلبُ أمّي حزناً وتنبأتْ
أنّ هذينِ الثقبينِ سيتوسّعان لأحشرَ فيهما انكساراتي المتجدّدة عاماً بعدَ عام
هذا ما قرأتهُ في عينيها الدّامعتينِ حينَ كبرتُ
أنا إحدى خيباتكِ يا أمّي
مع أنكِ لمْ تُصرّحي لي بذلك أبداً
كان عليكِ أن تسدّي كل الثقوبِ
لأنها تُشبهُ كوّةً في زنزانتي المُظلمةٍ
وتُحاكي عمقَ حفرةٍ صغيرةٍ
خلّفَتها رصاصةٌ في مُنتصفِ عُمري
فجأةً وجدتُ نفسي صورةً مُعلّقةً بمسمارٍ
في ثقبِ على جدارٍ باردٍ دونَ إطارٍ
أذكرُ أنّني انتزعتُها خفيةً عنكِ
وطمرتُها تحتَ وسادةِ البكاءِ المُبللةِ
بدموعِ طفلةٍ صغيرةٍ كنتُها ذاتَ صرخةٍ
رمتْ ألعابَها وتزيّنتْ بأقراطٍ تتدلّى
منها همومُ الكونِ
كي تتوازنَ أحزانُهُ ولا تهوي في حُضنِ
العمرِ الأشيبِ
ريتا الحكيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق