" ... بملء الذكريات والامكنة التي بارحناها مرارا وعرفنا فيها اناسا عدة ببساطة فكرهم وعميقه ..
باتت تداعب ذكرياتها لتستوقفها الذات التي التقتها مرارا وفي عدة أزمنة، تلك الذات التي عهدتها متجددة الفكر في كل جولة من السنون المتقدمة، ابتداءا من ماض شبه مفقود مليء بعبق البراءة محفوف بكثير من الفراغات، الى براءة جديدة خالطت اللحن بضع سنين استكملتها بفتاة لم تلحظ الكثير الا بعد ان فاتها الكثير، إلى انثى ناضجة في عيون
البعض بما نهلته من بين دفات الكتب بحلو اللفظ وروعة البيان، إلى تلك المتمردة بصوت مسموع غير مألوف متفتحة ترى الكون بروح جديدة، تواكب كل شرارة توصلها إلى المبتغى الانهائي المنتظر، كل هذا وذاك خط حياة توغل في النفس عمقا وتلهث الفؤاد نصبا ، انها بناء متكامل كانت وما زالت تسعى إلى كسر كل الحواجز التي تواجهها اي فتاة في سنها بل اكثر، ان الدنيا بكل نعمائها بخلت عليها بهدوء الفكر واستقراره، فجل المأساة أنها في حضرة الخلق صامتة ليس لها من فؤاد حان تبوح له ،فقط هي الليالي ذات البدر المكتمل كانت لها بمثابة هدية ثمينة تجلو الروح وتسمو بالانفاس، ورغم الشقوق الصغيرة ورغم العناء المتكرر لرؤية البدر من بين عتبات حراسة نافذة مخدعها ابت إلا ان تسكن جواره في لياليه الثلاث تنثر حبر اشعارها رخاءا دونما رقيب سوى نور شعاعه وبضع من النجمات حوله صديقات يؤنسانه ويلهمون قلمها، هي العائلة الحانية التي قدمت ما لم تقدمه الانفاس الحية من هدوء وقرار، هي العائلة التي تتشوق للعروج إليها عاجلا، تجانب القمر سكنا والسماء بنيانا والنجوم اعوانا، نعم في خيالها الآن انها تسكن القمر ،انها تسكن القمر ..."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق