رفعت الهاتف وطلبت الرقم ومرت لحظات حتى أجاب بكلمة واحدة: " نعم ؟"
قالت: مرحبا .
لم يُجب .
ساد على مسمعها فقط صوت المارة وصخب الشارع و السيارات المسرعة.
قالت: تكلم كي أسمعك..لِم تهرب مني ؟
بقي الخط مفتوحا ولا جواب منه الا الضجيج .
قالت: انه اتصالي الاخير.
وأقفلت الهاتف وقد تغير لونها وحاولت ان تأخذ نفسًا عميقا فلم تقدر فحملت نفسها نحو النافذة لعلها تسترجع شيئا من القوة.
وانقضى شهر وتعودت الصمت والحياة بدونه بعدما كان كل يومها .كانا قد اتفقا على الزواج ورسما صورة جميلة لاسرتهما ومشاريع جميلة وايام اجمل ولكنه تركها فجأة و بلا اسباب , فقررت بعد نزاع وحزن طويل أن تعيش حرة منه فكم تركته يغوص في اعماقها ويمتلك وجدانها كله, انقضى شهر وهي تحارب نفسها كي لا تذهب اليه .
قالت محدثة نفسها : كما يشاء ليتركني ولكن لابد من ان اعرف السبب !.
جدار واحد بينها وبينه , وساعات العمل الطويلة ولم يلتفت اليها لمرة واحدة وكأنها غير مرئية فكلما التقت به تجاوزها ببرود.
كان زميلها في الغرفة يراقبها بنظارته السوداء وبابتسامته الصفراء وشعره الابيض الكثيف , تنظر اليه كل حين فتغض بصرها عنه بامتعاض.
قالت محدثة نفسها : ليتني اخترق جدار صمتي وهذا الجدار الذي بيني وبينك فأمسك برأسك وأصرخ : لم فعلت بي ما فعلت ؟
رنَّ هاتفها فرفعته وكان هو, فلم تتكلم !
قال: انتظريني في الخامسة عصرا حيث كنا نلتقي دائما.
قالت: لن أفعل.
قال: ستفعلين .
قالت: لكنك..
وقطع الاتصال , ليتركها ونبض قلبها المتسارع بين نارين , هل تقابله وتسمع منه الاسباب كما ارادت , ام تتركه ينتظر ولا لقاء , حيث رد الاعتبار .
وحان وقت العصر وخرجت بتثاقل الى موعدها ,وقد صممت ان تجعله يتوسل كي يستعيدها ولن ترحمه بعد كل هذه الجفوة .
وجدته جالسا في نفس المكان ,ولم تكن قسماته تفصح عن أية علامة حب او حسن انتظار .
قال: تأخرتِ رغم اني كنت دائما اجدك هنا قبلي .
قالت: تَكسر الكثير من وجودك في قلبي ولم تعد لي لهفة لرؤيتك او عودة ماكان بيننا.
فقال: مابيننا؟ اعذريني لقد مات بسرعة البرق حين عرفتها .
قالت: اذن هي امرأة اخرى.
قال: بل قولي الجنة تمشي على الارض.
تفاجأت من كلماته وقباحته فهي لم تفعل شيئا غير انها احبته بصدق وتناست عيوبه . فصمتت بذهول ولم ترد عليه.
قال: انها جميلة وغنية وقد راقت لي ورقت لها , كنت احبك لكنك مثلي لن نرتفع معا فكلانا فقير.
قالت: كنت سأبقى فقيرة بارتباطي بك , لكنني الان أشعر بانك نقيضي في كل شيء وإن لمتُ نفسي على شيء فهو فقط اني احببتك ولم أترك البيان لعقلي في معرفتك قبل هذا الوقت.
قال: كما تريدين وأكثري من الكلام حتى تهدأين , لقد خطبتها واريدك ان تبتعدي نهائيا عن طريقي ولا تحاولي التقرب منها ابدا والا فلن تري مني خيرا.
قالت: اعطني خاتم خطوبتي .
فقال: أضعته منذ وقت طويل.
قامت مسرعة وقد ادهشها المسخ الذي كانت له معها حياة .
دخلت الدار مسرعة وكانت امها تتحدث مع احدى جاراتها , اخذت تنظر اليهما بحزن ,فلم تلقي التحية بل دفعت باب غرفتها لتجلس عند السرير صامتة.
جاءتها امها وقالت: ماالذي حدث الان ..ماذا فعل بك الحقير؟
رفعت رأسها نحو امها وبكت وهي تقول :نعم حقير جدا ياأمي.لكني لن افكر به بعد اليوم صدقيني انه لايستحقني ابدا ..لقد خلصني الله منه, كيف كنت سأعيش معه ؟وكيف سيكون ابناؤه؟
وتنفست بعمق واستلقت على السرير وهي تقول :لابأس ياأمي اني الان بخير وسأعيش بهدوء .
ابتهال خلف ابتهال الخياط
قالت: مرحبا .
لم يُجب .
ساد على مسمعها فقط صوت المارة وصخب الشارع و السيارات المسرعة.
قالت: تكلم كي أسمعك..لِم تهرب مني ؟
بقي الخط مفتوحا ولا جواب منه الا الضجيج .
قالت: انه اتصالي الاخير.
وأقفلت الهاتف وقد تغير لونها وحاولت ان تأخذ نفسًا عميقا فلم تقدر فحملت نفسها نحو النافذة لعلها تسترجع شيئا من القوة.
وانقضى شهر وتعودت الصمت والحياة بدونه بعدما كان كل يومها .كانا قد اتفقا على الزواج ورسما صورة جميلة لاسرتهما ومشاريع جميلة وايام اجمل ولكنه تركها فجأة و بلا اسباب , فقررت بعد نزاع وحزن طويل أن تعيش حرة منه فكم تركته يغوص في اعماقها ويمتلك وجدانها كله, انقضى شهر وهي تحارب نفسها كي لا تذهب اليه .
قالت محدثة نفسها : كما يشاء ليتركني ولكن لابد من ان اعرف السبب !.
جدار واحد بينها وبينه , وساعات العمل الطويلة ولم يلتفت اليها لمرة واحدة وكأنها غير مرئية فكلما التقت به تجاوزها ببرود.
كان زميلها في الغرفة يراقبها بنظارته السوداء وبابتسامته الصفراء وشعره الابيض الكثيف , تنظر اليه كل حين فتغض بصرها عنه بامتعاض.
قالت محدثة نفسها : ليتني اخترق جدار صمتي وهذا الجدار الذي بيني وبينك فأمسك برأسك وأصرخ : لم فعلت بي ما فعلت ؟
رنَّ هاتفها فرفعته وكان هو, فلم تتكلم !
قال: انتظريني في الخامسة عصرا حيث كنا نلتقي دائما.
قالت: لن أفعل.
قال: ستفعلين .
قالت: لكنك..
وقطع الاتصال , ليتركها ونبض قلبها المتسارع بين نارين , هل تقابله وتسمع منه الاسباب كما ارادت , ام تتركه ينتظر ولا لقاء , حيث رد الاعتبار .
وحان وقت العصر وخرجت بتثاقل الى موعدها ,وقد صممت ان تجعله يتوسل كي يستعيدها ولن ترحمه بعد كل هذه الجفوة .
وجدته جالسا في نفس المكان ,ولم تكن قسماته تفصح عن أية علامة حب او حسن انتظار .
قال: تأخرتِ رغم اني كنت دائما اجدك هنا قبلي .
قالت: تَكسر الكثير من وجودك في قلبي ولم تعد لي لهفة لرؤيتك او عودة ماكان بيننا.
فقال: مابيننا؟ اعذريني لقد مات بسرعة البرق حين عرفتها .
قالت: اذن هي امرأة اخرى.
قال: بل قولي الجنة تمشي على الارض.
تفاجأت من كلماته وقباحته فهي لم تفعل شيئا غير انها احبته بصدق وتناست عيوبه . فصمتت بذهول ولم ترد عليه.
قال: انها جميلة وغنية وقد راقت لي ورقت لها , كنت احبك لكنك مثلي لن نرتفع معا فكلانا فقير.
قالت: كنت سأبقى فقيرة بارتباطي بك , لكنني الان أشعر بانك نقيضي في كل شيء وإن لمتُ نفسي على شيء فهو فقط اني احببتك ولم أترك البيان لعقلي في معرفتك قبل هذا الوقت.
قال: كما تريدين وأكثري من الكلام حتى تهدأين , لقد خطبتها واريدك ان تبتعدي نهائيا عن طريقي ولا تحاولي التقرب منها ابدا والا فلن تري مني خيرا.
قالت: اعطني خاتم خطوبتي .
فقال: أضعته منذ وقت طويل.
قامت مسرعة وقد ادهشها المسخ الذي كانت له معها حياة .
دخلت الدار مسرعة وكانت امها تتحدث مع احدى جاراتها , اخذت تنظر اليهما بحزن ,فلم تلقي التحية بل دفعت باب غرفتها لتجلس عند السرير صامتة.
جاءتها امها وقالت: ماالذي حدث الان ..ماذا فعل بك الحقير؟
رفعت رأسها نحو امها وبكت وهي تقول :نعم حقير جدا ياأمي.لكني لن افكر به بعد اليوم صدقيني انه لايستحقني ابدا ..لقد خلصني الله منه, كيف كنت سأعيش معه ؟وكيف سيكون ابناؤه؟
وتنفست بعمق واستلقت على السرير وهي تقول :لابأس ياأمي اني الان بخير وسأعيش بهدوء .
ابتهال خلف ابتهال الخياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق