الصفحات

بقعة ضوء: ــ رحل الكبير || مريم حوامدة

في مثل هذا المساء ذهب شقيقي حيث أراد له الله أن يكون
غادر دون استئذان ولا وداع ، رحل مسرعا بغير ضوضاء
ترك مفاتيح السيارة ولم يمنحه الموت مهلة إخفاء صوت عصام رجي أنا صابر
لم أكن أعلم أن ليلته الأخيرة معي كانت قبل عام من رحيلة
لم يودعني ولم أدعوا له يومها كعادتي عند خروجه لا أدري هي قسوتي أم قسوة الحياة أم هو الحنان المدفون في الحشى يخجله العتاب .
كيف لي يا عمر أن أحصي التفاصيل والذكريات

عن أي فرح سأتحدث وأي شقاوة أتذكر أهي رحلاتنا وضحكاتنا على الشاطىء أم مذاق الأيس كريم بعد منتصف الليل و الأكلات اللذيذة الدسمة التي كنت تطلبها مني وتفرح بها كطفل يلتهم ثدي أمه بعد جولة جوع
شقيقي الأكبر الشقي البائس الحنون ذو القلب الرقيق ذو الصوت العذب طارمن يدي كعصفور أحب العزف بصحبته في الصباح
قفز كغزال طارده ذات مساء .
عاش فرحا مظلوما ضاحكا صابرا طفلا أحب الحياة صنع منها جنة له مات وحيدا غريبا ذهب لمكان عله يجد العدل والأنس رحل السعيد وترك لي اسطوانته تدور في أذني " أنا صابر".
لروحك الرحمة والسلام شقيقي عمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.