الصفحات

في الخسوف الأخير ... للشاعر سليمان دغش

مَنْ تُرى فَكَّ في غَفلَةٍ من دَمي المُتَوَتِّرِ عشقاً وَشَوقاً
لِجامَ الجَوادِ لِيعلو الصَّهيلُ على سُلَّمِ الروحِ أبعَدَ أبعَدَ منْ كَوكَبٍ
لمْ يَصِلْهُ على جانِح الروحِ غَيري يُسَمّى قديماً سُها
مَنْ أضاءَ الشّموعَ التي خِلتُها انطَفَأت في معابِدِ روحي
وأيقَظَ سربَ الفراشاتِ مِنْ نَومِهِ العَفَوِيِّ على حافَّةِ الصَّحوِ
كَيْ يَستَحِمَّ مَع الشّمسِ كُلَّ صباحٍ على شُرُفاتِ السّنا
كُنتُ قَبلَكِ أبحَثُ عَنّي وعَنْ وَطَنٍ يُشبهُ الشَّمسَ والقُدسَ

يُشبِهُني في مرايا المدى بينَ ماءينِ حول خريطة روحي
على اطلسي المَدرَسِيِّ العَتيقِ أُخَبِّئُهُ في جواريرِ مَكتَبَتي
وعلى سُدَّةِ الذِكرياتِ الجميلَةِ كيْ لا يُصادِرهُ الماِرقونَ على شاطِئِ البَحرِ
أو كَتِفِ النَّهرِ، ذاكَ الحزين الشقِيّ فما زال يذرِفُ دَمعاً على العابرينَ
إلى جِهَةِ الرّيحِ ساعَةَ تَنقَسِمُ الروحُ نِصفَينِ،
نِصفٌ هُناكَ يَئِنُّ كَنايِ الرُّعاةِ على شَفَةِ الريحِ حُزناً
وَنِصفٌ هنا ظَلَّ يَحرسُ ضوءَ القناديلِ مِنْ عَبَثِ الريحِ،
لا شيءَ يبقى سوى البَحر، إنَّ النوارِسَ تَحفَظُ بوصَلَةَ الماءِ عَنْ ظهرِ قلبٍ
وَتَستَشرِفُ البَحرَ مِنْ قَطَراتِ النّدى

سليمان دغش
(من قصيدة : "في الخسوف الأخير")

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.