الصفحات

العُصْفورةُ في الصّورةِ ــ قصة قصيرة | أيهم العميد

أطالَ النَّظَرَمن نافذتِهِ مراقباً عُصفورةً تَزُقُّ فِراخَها بلا مَلَلٍ، في عُشٍّ على غُصنٍ صغيرٍ . حوّلَ نظرَهُ إلى صَدْرِ صالونهِ ، نحو صورتها المجللة بالسّوادِ : ترى كم زقّتني تلكَ اليدُ المُكافِحةُ ؟. كم مَنحَني الحُبَّ قلبُها الكبيرُ ؟.

في صباح اليوم التالي عادَ ليمدّ بصرَه نحو صوتِ زقزقةٍ مضطربةٍ ، ورفرفةِ جناحي العصفورةِ المذعورةِ ،التي لاتهدأ وهي تصطدم بالأغصانِ، والأوراقِ القريبةِ من عشِّ فراخِها. كان مشهدُ أفعى رقطاءٍ تقتربُ زاحفةً منه ؛ أصابها بالهلعِ على فراخها. لم تبالِ بالخَطَرِ ،وهي تقتربُ كثيراً ؛لتضربَ بجناحيها الصّغيرين الجسدَ الزاحفَ الذي يكاد يصل إلى عشها.
في لحظةٍ وجدَ نفسه يهبُّ مُسرعاً نحو الشجرة ، وبيده عصا الرّفشِ التي استطاع بها قتل الأفعى ورميها بعيدا .عادَ بعدَ دقائقَ إلى نافذتِه ليسعد بمرأى العصفورةِ وهي تعودُ من جديدٍ آمنةً، وكأنّها أحسّتْ بغريزتها زوالَ الخَطَرِ. راحَ يراقبُ المناقيرَالصغيرةَ المفتوحة،َ الباحثةَ عن الطّعامِ من منقارِ الأمِّ ،وهي ترفرفُ قربهم. التفتَ ناحية صورة المعلّقةِ .تنهًد بحسرةٍ :
أمّي الطيبة ، الرائعة ترى كم دفعتْ عنّا خطرا لم نشعر به، وكم ضحّتْ براحتها ليلَ نهارمن أجل تنشئتنا ، وسعادتِنا نحن ابناءها ؟.
لم يهنأ لحظةً طيلةَ بقيّةِ النّهارِ؛حتى ذَهَبَ ليغسلَ ضَريحَها بدموعِهِ السّاخِنَةِ، عصرَ ذلك اليومِ.
،،،،،،،،،،،،،،
أيهم العميد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.