الصفحات

قصة سايكوباثي ...* هارون بولعاط ...*الجزائر

⏪⏬
كسر القلم و صدر الحكم ، التفت لأراها لآخر مرة ، أردت أن أقول لها مايقوله الضحية للجلاد ، لكن ، عندما تلتقي العين بالعين يأبى
اللسان إلا أن يطيع القلب وليذهب العقل إلى الجحيم ، سنلتقي هناك على كل حال ، اتخذت الحروف الخاطئة المكان الخاطئ وبطريقة خاطئة في لحظة غير مناسبة لينطق المتمرد : أنا أحبك ، و يخفق القلب : إلى الأبد .
ابتسمت ، لا ، بل ضحكت ، ضحكت بشدة إلا أن شعرت بالألم في بطني وحنجرتي ، هل كنت سعيدا ؟ لا أعلم ، ولا يهم ، لم أعد قادرا على فهم مشاعري كما لم أعد قادرا على التحكم بجسدي ، صرخ علي أحدهم يا مجنون ، الغبي لا يعلم أنني قمة العقل ، فقرية المجانين مدفونة في مكان أعمق .
غادرت قاعة المحكمة إلى مايسمونه ساحة الإعدام ، ساحة الحرية حيث تفك الروح قيودها وتترك خلفها ثقل هذا العالم ، هنا حيث يلتقي الموت والحياة ويمتزج الأبيض والأسود تساءلت عمن أكون ، مجرد رقم آخر عرفه أحدهم أو بعضهم و جهله الكثيرون ، مجرد مجهول في معادلة لا أحد غيري يجيد حلها .
تعالت صيحات من هنا وهناك ، مجرم ، قاتل ، عليك اللعنة ، أنت تستحق الموت ....
لقد قتلت الكثيرين من أجل تحقيق العدالة فالمحاكم لم تعد تفي بالغرض ، كنت ماهرا جدا في إرسال من أراهم يستحقون إلى العالم الآخر ، الحياة ستكون جميلة لو أنهيتهم جميعا ، الحب ، إنه اللعنة التي جعلتني ألحق بهم اليوم ، أخبرت زوجتي بما أفعله كل ليلة ، أردت منها أن تفتخر بالبطل الذي سيحقق العدل والسلام في هذا العالم المشؤوم ، وماهي إلا دقائق معدودة حتى وجدت نفسي في مركز الشرطة ، كنت في الحياة أسدا وفي العشق أصبحت الفريسة .
وضعت عنقي تحت المقصلة ، رائحة الدماء هنا تحكي الكثير من الأمجاد , يبدو أن القصة نفسها تتكرر كل مرة مع إختلاف الشخصيات وأنا الآن ألعب دور الشخصية الرئيسية ، لست خائفا من الموت فهو والحياة وجهان لعملة واحدة ، لكنني لا أريده طالما لم أحقق هدفي ، سأرحل وسيبقى جزء مني يجوب الفانية ، في اللحظة التي يخرج فيها آخر نفس مني ، ستنبت زهرة سوداء من تحت الركام لتكمل مابدأه أسلافها ، مقصلتكم ستعجز أمام إرادتنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.