الصفحات

الناجون من كهنوت الدب الأحمر ...*حنان بدران

⏪⏬
ونحن نحتفل مع « الغرب بعيد الحب » كما يفعل بعض العشاق في بلادنا العربية، الدببة الحمراء تملأ المحلات وسعر بوكيه الورد
يعانق السماء ، وكيفما ألتفت أجد الأحمر يغطي الأمكنة والطرقات ، وأنا على دهشة من الجميع ، كيف يمكن لوطن زاخر بالخراب والدمار والكراهية ، كيف لجو مثقل بالتواطؤ ،مكهرب بالخديعة لبعضنا البعض... كيف لنا أن ندعي الحب ؟!!!!

وكل عالمنا العربي يكره الحب وكلمة حب ، وفي عالمنا العربي بالذات هي كلمة {مشبوهة } ويتعاطى الأغلبية معها كأنها رجس من عمل الشيطان ؟
أدرك أن عيد الحب في الغرب كما بات يعرف الجميع هو مناسبة استهلاكية بحتة اخترعها الغرب المادي ،وأكيد أن ذلك لا ينفي صدق البعض في الاحتفال بإهداء وردة حمراء من حديقة قلبه أو عقدا ثمينا أو حتى قصيدة عبر الأنترنت .
ولكن أمام الأحمر الذي يغرق نظري فيه في أوطاننا العربية أقف اليوم متسائلة بينكم : هل يحق لنا في عصر الاحتلال كعرب أن نحتفل بعيد العشاق ونحن نعيش قولا وفعلا ............"زمن الكراهية والبغضاء"...؟!!!!
وبكل فخر واعتزاز ألا يحق للكراهية أن تطالبكم بعيدها في مساحة الخراب التي تحكم قرية الأرض؟
بتنا أمما محترفة في " فن الكراهية " فيما بيننا....!!!!
المؤلم أننا كأمة عربية لا نتقن فن الحب كما نتقن فن الكراهية كأن نكره عدونا الإسرائيلي مثلا بدلاً من كراهية بعضنا كعرب.
أنظر إلى رقعة جغرافية أرضنا لنرى هدايا الكراهية ليست من الورد بل هي نزف الملايين من المشردين من أراضيهم ومن أوطانهم ، المرتجفون بردا في صقيع بحار العدوانية هرباً إلى أوطان يحلمون بها ، ومن باب الادعاء بالمحبة والحب لم نحاول يوما جعل أوطاننا آمنة وعصرية ومناسبة للعيش والاستقرار فيها بدل أن نتسول الحرية والعدالة والرزق المرّ في أوطان أخرى تبتلع عمرنا بكراهية وتلفظنا كأي مأكول مذموم !!!
في لجج المحيط المتلاطم بالكراهية أرى أكثر من (شفيع )..وجميعهم يتنافسون بضراوة على اللقب،وعلى الرغم من سم الكراهية الذي بات يسري في عروق كوكبنا ، وبالذات في عالمنا العربي وعلى سبيل النكاية به وكفعل مقاومة لبشاعته لن أتوقف ساخرة ...عند الدب الذي تحضره حواء بيدها إلى حقول كرمها وبدهشة الاستغراب وهي تراه يدوس عنبها ويرتشف عسلها ...سأعلن بسخرية .. أني لن أسمح لرشاقتك أن تدوس على قلبي ..كوني ما زلت تلك المرأة ( كائن الشعر والحياة معا ) وكينونة العطاء التي لا تنضب ولا تنقضي ..وكونها في الشعر والأساطير آلهة الخصب والماء وثراء اللغة وجمالها..وكما جوليت في عصر الحضارة الغربية ليست العذراء السجينة وإنما العشيقة وقد تكون الزوجة التي هربت من بيتها لتعيش مع عشيقها ...!!!
وهذه المرة لم ينتحرا حبا وشوقا وإنما انتحرا بطراً وسأماً..والمضحك أنه لم تقتلهما قوى المجتمع والأهل وإنما قتلهما افتقارهما إلى التقاليد !!
وظهرت مأساتهما كجيل توصل إلى ذروة الانتصارات العلمية ،في ضوء افتقارهم افتقارهما لقيم روحية تم اغتيالها بسهم القيم المادية ..وهكذا تطاير العشاق في الفضاء أشلاء من لحم ودم ، بصورة كاريكاتيرية حية تظهر تمزقهم النفسي الذي خلقته وليمة الشبع المزيف...
وبناء عليه بدأت مقالتي بالحديث عن عيد الكراهية ... باعتبار أن للحب شفيع واحد هو العم "السان فالنتاين " لكن للكراهية في أوطاننا ألف شفيع وشفيع ، وعلى ذكر الكراهية التي ذكرتها سابقا استحضر بالمناسبة (نتن ياهو) الذي أخرج مسرحية صفعة القرن وهو ما زال يقضم أرضنا الفلسطينية ومازال يتابع بناء مستوطنات جديدة من العدائية والشر والمذابح ، ويقيم ولائم ذبحنا محتفلا هو وترامب ...(بالقدس عاصمة ....) كأنها إرث أبيه ...، وسأقف هنا وأترك للقارئ إضافة اسم من يشاء إلى قائمة "كهنة معبد الكراهية والأذى والشر " ...
وأعتقد أن قائمة الأسامي لهؤلاء الزبانية ستطول وتطول ...ولن تنتهي .

*حنان بدران

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.