الصفحات

الأُرْز | قصة فصيرة ...* بقلم الأديب:أحمد عفيفى

⏪⏬
تأوهت حباتُ الاُرز وهى تعلو وتهبط داخل الأتون الملتهب فوق النار ,قالت أكبرها حجما:ما ذنبنا نحن الجماعة الصغيرة بوزننا الذى لا يتعدى ك ونصف الكيلو جرام ,أن يضعنا القدر فى هذه -الحلّة-الضخمة التى يلزم لملئها خمسة كيلوحرامات على الاقل؟..ما ذنبنا أن نُطالبُ بسد رمق هذه الاسرة التعسة المكونة من:رجل وامرأة, وخمسة أولاد ذكورِِ, وبنتين, وأوزة ضخمة, وخمس دجاجات-عتاقى-, وديك ضخم مشاغب, وكتيبة من البط المرجان الشينى المتوحش؟!

-قال أوسطهم:لو اجتمعت اُمّهات الحى جميعا, ما استطعن أن يصنعن هذا الأُرز - السايح- الذى تصنعه أمى..ثم التفتَ يرقب فى حسرةٍ: شركائه من الأجناس الأخرى وهم يأكلون ويمرحون فى سعادة, خاصة تلك الأوزّة الشاهقة صاحبة القوام الرشيق, والتى كلما اقترب منها, نهرته بمنقارها الطويل مُهددةً متوعدةً, وهذا الديك المشاغب-محلوق الرقبة, الذى ينغزه فى ساقه كلما همّ بالتبول فوق القش الخاص بمسكنه, وهذا الفيلق من البط المرجان المتوحش المبحوح الصوت, والذى يمشى مُختالا يُدنس طرقات المنزل والسُلّم بمخلفاته اللزجة -دون رقابة-..هل هم أشقاء شرعيون حتى يقاسموننا الطعام والفراش؟

-رقصت أمعاؤه طرباً عندما سمعها تقول:(الغدا جاهز ياولاد, تعالوا اتغدوا وبعدين كملوا مذاكرة), لكم يحب هذه السيدة المبتسمة والدة زميله المبتسم الذى يجلس الى جواره فى الصف -السادس اول-.أاخيراً سيتناول أرزاً -مُفلفلاً- لامعاً يزهو فى الاطباق كحبات الكريستال!
-
-قال لزوجته ليلة زفافهما:(طلاقكِ مرهون بيوم أسود يطلع فيه الرُز الابيض..سايح).. لم تمنحه اللئيمة الفرصة, ظلت صامدةً طيلة اثنتين وثلاثين عاماً!

-عاد مُجرجراً ساقيه من فرط الإعياء, سألته زوجته: ما الخبر؟, قال:نصحنى الطبيب بعدم تناول الأرز المُفلفل, وإن كان ولابُد, فليكن أرزاً شوربة -سايح يعنى-, قالت: ومن سيطهو لك هذا السايح؟.. قال:حضرتك طبعا..قالت: هذا من سابع المستحيلات, لستُ بلهاء لأحفر قبرى بيدى, عليك الذهاب إلى والدتك العزيزة أطال الله بقاءها, ارجوها أن تصنع لك هذا الشئ.. فهى خبيرة بذلك.

*أحمد عفيفى
دمياط - مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.