الصفحات

انصهار | قصة قصيرة جدا ...*رائد العمري

⏫⏬
في عالمك الذي دخلته لم أرني، بحثتُ عني وعن كينونتي التي تكلمتِ لي عنها بداخلك فلم أجدني، تأملتُ كثيرا في أغوار قلبك لعلي
أجدُ أيّ أثرٍ يدلُّ علي فما نلتُ دليلا لذلك، ولبرهةّ بدأت أضجرُ مني ومنكِ ومن العشق الذي زعمناه، وبدأ ينتابني شعور مفرطٌ وملحٌ بعدم واقعية ما نزعم، وأنْ ما يسميه الناس عشقا ليس موجودا في هذه الدنيا، ولكنني استمررتُ في البحث بداخلك لعلني أشرق في مشكاة داخل غور قلبك، فما زال نور دمعي ودمي مجتمعين يبرقان ببعض نور، وزاد الضجرُ واقتربتُ من حالة فقداني فلم أرَ أي دلالة تشيرُ إلي وإلى شخصي وشخصيتي، وبعد طول بحث وتقصي للحقائق وجدتكِ أنتِ! أنتِ فقط ولا وجود لآخر غيرك، بكامل عنفوانك وأنانيتك، نعم وجدتك أنتِ ولم أجدني رغم تأكدي من دخولي في أعماقك، ويقيني المطلق بأنني عشقتك حدّ الشغف، ووقتها لم أفهم ما الذي ذكرني بزليخة وحبها ليوسف وكيف أنها هجرت كلّ شيء لأجلهِ، وعند لحظة عتابه لها ذات مرة وقوله لها : أأنتِ يا زليخة؟ فأجابته: قد كنت أنا والآن أنا أنت. وقتها عدتُ لأتأملك من جديد لأجدني زليخي الهوى فقد تحولتُ بكامل مكنوناتي لأصبح أنتِ فما عاد وجود لي إلا فيك أنتِ...

* رائد العمري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.