الصفحات

الحب خارج "دائرة الواقع"...** بقلم عبير صفوت


الحب هذا الشعور الرقيق الجياش بالمشاعر ، هذا الفيض الذي لا ينفذ لا يجف ، ابدأ لا يتجاوز الحدود في هذه العلاقة المحدودة المتسعة ، محدودة لانها علاقة خاصة مثل الدستور مقدسة مثل رمزا له رفاعة واحترام .

ومتسعة لأن الحب علاقة شاملة تحمل الأنسان فوق عرش الحياة
فوق البشرية ، فوق الأفعال فوق المشاكل فوق التوقع فوق الممكن فوق المستحيل ، الحب هو عالم بسيط وعالم فخم وقور ، وعالم له كل الأحترام ، الأحترام هو طقوس الحب ، ابدا لا تكون الحرية الجريئة هي ما يسمي بالحب ، لأن الجرأة هي خروج الفاظ واقعية تتعدي علي حالة السمع الواقعة علي الحب فيشعر الحبيب باستفاقة ، الأستفاقة هي اول علامة من علامات الخفقان في الحب ، لأن الحب هالة زرقاء
مقدسة بها ارواح طيبة نقية ، راشدة واعية تدرك الكلمة قبل النطق ، لذلك نقول ان الحب رشاد للراشدين فقط ، الحب علم بيان خارج نطاق الواقع ، انما يحيا في الواقع ، هو جسد يعيش في الواقع وروح تعيش في عالم الا واقع .
الحب هو تجريد النفس من الماديات وكل المشاكل وكل الأشياء التي تلاحق الذات ، هنا نقول تجردوا من كلمة ليس المقصود بها الحب ، لان الحب لا علاقة له بالحياة ، الحب هو
مافوق الحياة ، الحب حياة النقاء الأخري ، حياة نبض القلب المتدفق ، الحب هو كمال الإنسان
عندما يشعر بتمام الرضا ، هل تسأل عن الرضا ؟!
اقول هو القناعة بالحب ، والقناعة انك لم تخطئ في كيان هذا الحب ، الإيمان ان هذا الحب
مصان كالجوهرة ، الحب جوهرة .

لكل مقام مقال ، لا تحاول ان تفقد لذة الحب ، لا تنزلق بالشكوي في إطار لحظات السعادة ، الواقع مرفوض في الحب ، لان الواقع هو الشبح الذي يطارد الأحلام وحالة الحب الغير واقعية ، هناك من يقول : هذا بمثابة الوهم .
اقول : الحب ، هذا الوهم المتجسد في صورة واقعية حقيقة لانها تتنصل كل التنصل من الواقع الملموس .
الحب استمرارية ابدية ، ولكن اذ كان يتم في إطار القيود ولا قيود .
القيود هي الاحترام والخوف والاعتزاز والإيمان بقوة الرجل في الحب ، القوة هنا هي الركيزة التي لها حدود ولها فكرة تتارجح في نطاق الحفاظ علي الأخر ال هي ، الخوف دائما لبد ان تشعر المرأة لان الخوف هو الأحترام ، الأحترام هو تلك المساحة التي تضع بها المراة نفسها حتي لا تخرج منها ابدا ، لماذا ؟!
لانها تريد هذا الحب ، وتريد ان تحافظ علي الحب ، الاعتزاز هنا ان يكون الحب عزيز غالي له مكانه عالية في بروج يزيدها الفخامة .

الا قيود ، هي التحرك في مساحة الحب فقط .
مخاوف الحب ، هناك حب كامل واعمدتة تكون هؤلاء الأحبة اللذين يعرف كلا منهما ما عليهم فعلة وما لهم .
اما الحب المهزوز ، هو الحب لغير الناضجين ، لان غير الناضجين هم جهلاء بالحب وجهلاء الترفع عن الحياة .

الحب ترفع عن الحياة ، الحقيقة للحب قدسيتة واذ صارت هذه القدسية قليلة او تراشقت الكلمات بفرض واقع الزمن الحالي علي واقع المفترض في عالم الحب المتوهم الحقيقي الذي ليس له علاقة بالأن ، فان غرفة الحب سيدخل اليها شعاع من اشعة التهميش والا مبالاة تنمو من مثل الحشائش وحدها تكبر تكبر تملاء المكان حتي تطرد هذا الحب من مسكنة ، لذلك اقول علينا الحسبان في الحب وفي الفعل ، بلا تفكر في الفعل بل اتركة يسير وسر انت خلفة ، الحب ليس تصنع ، الحب براءة وافعال لها كل الصفات لاخجل لاتردد لا مجاملة لا مزايدة او شئ ينقص هذا الحب ، الحب زرعة خضراء علينا ان نسيقها بالطيبة والعطاء والوفاء والولاء والحسبان والأهتمام ، الحب هو الحقيقة والوهم والسراب والحياة المنعمة التي لا يعرفها جيدا الا الإنسان صاحب الإنسانية والرحمة ونزف القلوب بكل إيمان من اجل هذا الحب ، الحب تضحية اذ لزم الأمر ، لان الحب شئ ثمين ولابد له ان يحيا بوقار وان كان له الفراق مقدر ، يكون بوقار .

القَدَرية ، القَدَرية هي شخصان يدخلان من باب واحد ينظرا كلا منهما الي الأخر في استنكار ، لأن احدهم هو القدر المحتوم والمكتوب ، والأخر القدر الناتج عن معني عدم فهم الحب يكون صنيع يد الانسان الذي لم يحاول يوما ان يفهم معني قاموس وقدسية هذا الحب .

*عبير صفوت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.