الصفحات

عيناكِ عشي وعشقي ...**داغر عيسى احمد

عيناكِ عشي وعشقي
نعشي ومدفني

1
سيدتي:
بالأمسِ...مساءَ السبتِ
مرَّ بعشّي، سيُّدُ العشَّاقِ
حينما في بحرِ عينيكِ
كنتُ أعومُ
وأغنّي لكِ ولمن حولي
بعضاً من روا ئعِ
أشعاري ، ُّ التفتَ الزائرُ
يميناً والى اليسارِ
خلفاً والى الأمامِ
وحدَّقَ في الأحداقِ

فرأى:
العينَ تضحكُ
والجفنَ يرقصُ
الهدبَ يغازلُ
والمبسمَ يشدو
الطيرَ تصدحُ والعشَّ يتمايلُ

البحرَ يتماوجُ والشَعْرَ
يسبحُ. .

وأنا في الوسطِ
شاعرٌ عاشقٌ مخضرمُ...
والجمعُ من حولي
يردّدُ ويرقصُ
وأنا أغنِّي وأعزفُ
على ناي روحي
من مقامِ( هُزَامِ )

فأصيبَ بالهلعِ سيدُُّ الغرامِ
نظرَ اليَّ والحسدُ يسابقَ
الحقدَ
وقالَ:
عليكَ الرحيلَ...الرحيلَ...الرحيلَ
قلتُ:
أتطردني، وهذا بيتي؟؟!!
هو عشّي وعشقي...
هو حلمي وأملي...
هو نعشي ومدفني...
منذُ عقدينِ وعشرٍ من السنينِ،
وفيهِ أشرقتْ شمسي؟؟!!
وأنتَ..أنتَ للحبِّ سيّدٌ ورمزُ عشقِ؟؟!!!!

فاسوَدَّ سيّدُ الحبِّ..تآكلَ بالغضبِ..
ثمَّ توهّجَ كالهشيمِ في النارِ...
فصاحَ بصوتٍ أسودٍ فيهِ احمرارُ...
ثمَّ قالَ وكأنهُ جُنُّ:
عليكَ..عليكَ الرحيلَ..
ولا أُكرّرُ...،
لا تُكثرِ الكلامَ ياشاعراً،لِأَلّا...
وإلّا قذفتكَ إلى عشّاقِ ّ جهنمِ.
............
............ إلى آخرهِ
سادَ صمتٌ كالجمرِ كانَ
والشللُ يرعشُ الأبدانَ...
فسكتَ النايُ..مريضاً نامَ !!
تفجَّرَ أو كادَ ( هزامُ)
تفجَّرَ أو كادَ ( هزامُ)..
وعنِ الغناءِ توقَّفَ الجمعُ !!!
..........
..........
فسالَ دمعُ حبيبتي.. سالَ
عاشقاً، حزيناً.. يسقي المكانَ..

فأشارتْ ليَ بدمعِ العينِ، وقالتْ:
تعالَ ياحبيباً إليَّ...تعالَ
تعالَ نُصَحِّرُ البحرَ والزمانَ
لِأَلَّا يسرقهُ
هذا الحسودُ منَّا

*داغر عيسى احمد
سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.