الصفحات

"هويّتي واحةُ نخيل".. مجموعة شعرية جديدة للشاعرة التونسية فاطمة محمود سعدالله

هويّتي واحةُ نخيل".. مجموعتي الشعرية 3 ..غٌرِستْ في تربة الواحات كي تكون لي جواز عبور إلى عالم الحرف الأصيل ،المنتمي .المتجذّر في تربة الفخر والاعتزاز . أنا الواحةُ والواحة أنا..وجهان لحقيقة واحدة ،هذا ما حاولتُ تبليغه من خلال رسالةٍ وضعتها في عنق العنوان الذي بدوره سيوزع صداها في جلّ قصائد المجموعة إن لم أقل كلها .
الواحةُ هي النخلة والنخلة هي أمنا نحن أبناء الجنوب التونسي مافتئت ترضعنا لِبانها رطبا جنيّا يتقاطرُ عسلا مصفّى .النخلة بها نُعرَفُ ومنها نحيا وإليْها ننتسبُ في عالم يحتاجُ فيه الأحياء إلى التجذر والانتماء . النخلة موطنٌ والواحة وطن."هويّتي واحةُ نخيل" مجموعة شعرية قد تبدو نصوصها مختلفة با ختلاف عناوينها وخطاباتها ومتباعدة بتباعد فترات كتابتها وأهدافها ولكنها في الحقيقة يشدّها خيْطٌ سرّيٌّ سميك جامعٌ ..خيْطٌ متينٌ يغرسها بعمق في تربة الانتماء إلى الوطن بواحته وصحرائه وبحره ونخيله وزياتينه ورماله وسمائه. وأنهاره وأمطاره وشمسه وظله .إلى الوطن عموماوإلى الموطن على وجه التحديد.
أردتها..بلْ أرادتْها طفولتي بذور شموخٍ زرعتْها في واحات النخيل الباسقة بمدينتي / ڤبلّي ..التي نهلت من مائها الذي تشوبه ملوحة رغم حلاوته في حلقي ..نهلت ولم أرْتوِ منه بعْدُ.لوّنتُ حروفي من اخضرار نخيله المثقل بعراجين " دڤلة نور" التي تجري في دمي ومازالت تجوب الأقطار حاملة راية الوطن مرفرفة عراقة وتجذرا في تربة الشموخ والفخر ..
من الاخضرار نسجت كلماتي في انتظار القطافِ يظلّلني ب"هويّة" تعرّف بي في كل مكان تطأه قدماي أو فضاء يحلق به حرفي.
واحتي هي هويّتي وانتمائي وما أنا إلا تلك الابرة التي تخيط الشتات وتصنع عباءة يتدفّأ بخيوطها كلّ منتمٍ له رسالة تنهض بمسؤوليات الموطن والوطن .
لا هويّةَ لي خارج الوطن ولا تعريف لحرفي خارج واحة النخيل.

*فاطمة محمود سعدالله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.