الصفحات

لست بخير.... * سمرا عنجريني

هذا ماقالته بطلة قصتنا ” وضحة ” لصورة مجعدَّة مصفرّة ضمت وجهين ، كان والدها في الصورة يبتسم في كل شبر من جسده ووالدتها كما وردة ندية ، عاشا متناغمين لأكثر من أربعين سنة واستحقا نهاية الحياة في قبرين متلاصقين يلقي عليهما البحر أمواج حبه الدفينة ، وأشجار خضراء تحكي لهما حكاية وطن حزينة ..
ستائر الدانتيلا في غرفة نومها نادتها بنظرة رحيمة “أنت جميلة جداً ، هل نمتِ جيداً ؟ ” ” نعم شكراً لك ، نمتُ نوماً مريحاً ، هذا السرير غير معقول !

مدَّت يدها لتفحص القماش المخرّم فاره الشفافية، المكتفي بذاته ، تتدفق من نقوشه ايحاءات الأبدية
همست ” كم أنت فاتنة ياستائري ..!!”
تمنيت لو أنك فستان زفافي في ليلتي البائسة الهنية..
تناهى إليها صوت أنفاس عميقة، التفتت وراءها ورأته ” زوجها” ينام كطفل وسيم ، أزج الحاجبين برموش غزيرة ، سمرة خفيفة وعظمتا وجنتيه بارزة، شفتاه حمراوين داكنتين لأنه يدخن ، له أكتاف عريضة وصدر شاسع وقامة فارعة، إنه مثالي كما فارس من العصور الوسطى ، يمتشق سيف المحاربين، رجل ” فايف ستار ” تحلم به النساء ، يترك في قلوبهن ألف اااه من الشهوة ، بألف ثغرة ، لله وحدة التفسير ..!!!
كل ما فيه رائع ..
باستثناء أنه لم يكن يوماً جزءاً من أحلامها
يعجبها وتخافه، كان حقيقياً أكثر من قدرتها على التصديق،
هل تزوجت هذا الرجل حقاً ؟؟
ترى من يكون؟؟
سألت نفسها وهي تعرف أنه ابن عمِّها
بعد لحظات لم يكن في رأسها إلا فكرة واحدة :
– ينبغي عليّ أن أهرب من هنا ..!!!
—————–
سمرا عنجريني
سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.