الصفحات

يا رِحلةَ العُمرِ .... * شِعر: مُهنّد علي صقّور

مَا بينَ أمسِ واليوم ..
... أراكَ في حلب ..!!
على بُراقِ اللهفةِ العذراء وعودة عبر الذّكرى إلى موسمٍ فتيّ مِنْ مواسِمِ الخِصبِ الشّبابيّ الطّامحِ الثّائر .., مَع الشّاعر المُبدع / الرّسّام " عماد الدّين عمّار " في قصيدتهِ " يا حُلّة الحُسنِ " والتي مطلعها :
بَعْدَ الصَّلاةِ :سَلامٌ مِنْ ذَوِي رَحِمٍ
مَا انْفَكَّ فِيهِمْ لَكُمْ : أَهْلاً وخِلاَّنَا

" يا رِحلةَ العُمرِ "

نزفُ على الجمرِ خطَ الجرحَ ديوانا
وعادَ مِنْ " حلبٍ " يرفضّ نديانا

نزفٌ تَقدّسَ والذّكرى تُؤرّخهُ
نزفاً وتُبدعُهُ : شِعراً وأوزانا

والعُمرُ ما بينَ أسلاكٍ مُكهرَبَةٍ
يَحارُ " سالبُهُ " مِنْ " مُوجِبٍ " خانَ

صُبّي على الجرحِ رِيّاً مِنْ مُعتقةٍ
لطالما أسكرتْ بالحبّ حمدانا

وهدهي الوجعَ الفضيّ وانتفضي
كالحلمِ داعبها بالهمسِ " شَهبانا"

ماضٍ مِنْ العُمرِ صاغَ الجمرُ رحلتهُ
عشناهُ عشناهُ حرّاناً ونديانا

كُنّا وكنّا .., وكانَ الدّهرُ مُرتقِبٌ
أيّانَ نغفلُ كي يُردي سجايانا
*
يا رحلةَ العُمرِ حيثُ اللقطةُ اكتملتْ
والصّورةُ البِكرُ أرستْ ظلّها الآنا

ستونَ عاماً حملتُ الجُرحَ أُكبِرهُ
عنْ مِبضَعٍ بيدِ الأقدارِ ظمآنا

ستونَ عاماً وما زالَ المسيرُ سُدىً
وسوفَ يبقى كما الأمواج حيرانا

أنا المُشيَّعُ في دُنيا عجائبُها
مِنْ نبضِ قلبي تُحيكُ النّبضَ أكفانا

لا " يوسفُ الجبّ " جاءتني رسائلُهُ
ولا البشيرُ أتى بالبرء عجلانا

ينتابني قلقٌ ما انفكّ يرصدني
فأُمعِنُ الطّرفَ ألقى الله سجّانا

أبوابُ " مصرَ " أرها اليومَ في حلبٍ
تُجدّدُ العهدَ إفصاحاً وتبيانا

وهودجُ النور لم تبرح صوافِنهُ
في موكبِ العشقِ تُزجي الكونَ ألحانا

هذي " زليخاهُ " ما انفكّت تُراودهُ
وتُشعِلُ الوجدَ في الأحشاءِ نيرانا
*
شهباءُ جئتكِ والذّكرى تُسابقني
مِنّي إليكِ لِتبدي بعضَ ما كانا

نحنُ الذينَ نهضَنا والورى هَمَلٌ
نحنُ الذينَ أنرنَا الكونَ أزمَانَا

نحنُ الذين نشرْنا العَدلَ من أزلٍ
هل كانَ يُزهِرُ غُصنُ العَدلِ لولانَا؟

نقاسِمُ الغيرَ بلواهُ ونُنزلهُ
جوانِحَ القلبِ إشفاقاً وتحنانَا

كالرّيحِ نحنُ غزونَا كلّ عاصِمةٍ
كالشّمسِ نحنُ غزلنَا النّورَ خيطانَا

يَا شَاعِراً رسمَ الذّكرى وَأطّرَها
أراكَ كالوقتِ : رسّاماً وفنّانا

سَكبتَ شِعركَ جَمراً كلّهُ لهبٌ
يضوعُ في الخلقِ : بخّوراً .., وَريحَانا

أراكَ في " حلبٍ " ما زلتَ تحرسُها
لِتُعلِنَ الحُبّ باسمِ الحُبّ : سُلطانا

بَعْدَ الصَّلاةِ :سَلامٌ مِنْ ذَوِي رَحِمٍ
مَا انْفَكَّ فِيهِمْ لَكُمْ : أَهْلاً وخِلاَّنَا

مُهنّد علي صقّور
جبلة سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.