الصفحات

آه ...لوكنت أعرف || ناديا ابراهيم

الروح أغان متناثرة في بواكير الأحلام، والبنت ماجدة ذات الخمسة عشرة عام، جوقة من الهموم والأحزان، كبر همها حين مات والدها في الحرب ،وبقيت مع أمها المريضة مثل سنديانة ضائعة،لاتملك في هذا العالم سوى ثيابها وبقايا ذكريات مبعثرة تستعيدها بحواس الغياب،والحياة ناس وفقر ،وشتاء قاتل،تجرأت وعملت خادمة عند أحد أقاربها،وماجدة لايحلو لها سوى الصعود إلى النافذة وتلميعها بالماء والصابون ،خلف الستار في البناء المقابل كانت روحها تختنق والشاب الأسمر ،ينحني على كتبه وينظر لها بحنان كما لو أنه
يقول لها :
_ تعالي ياصبية لنسند بعضنا البعض ونحتمي من سيل الدمار في وطننا .
قالت لها صديقتها وهي تراها تلعق جراحها بصمت :
أوهميه بأنك ترمي نفسك من الشباك،وإذا لم يستجب فلا يستحق همسة من همسات قلبك.
بيد أن ماجدة زرعت قهرها أشواكا من الألم وهي تغني له من الشباك "لأرميلك حالي" ، والفتى مثل
صخرة على ضفاف نهر لاتتحرك ،في الليل حلمت به ينتظرها على باب الحي،وحسب ما ينطق قلبها قالت لنفسها :
الحب لايحتاج إلى مذلة واستجداء، استنفرت قواها وهبطت حمامة إلى أرض الجنة، نظرت إلى الأعلى
وشاورت له بيدها لكنها نكستها بسرعةوعجوز ترتدي السواد تنبهها مواسية :
- الشقة يابنيتي فارغة ،والأحباب أخذهم البحر .
شهقت من خيبتها ،وأدركت أن ماوراء الستار،ليس سوى مدفأة معلقة على أهداب وهم لعب بأعصابها،
همت بمغادرة المكان تلوم نفسها وتتمتم :
-آه ...لوكنت أعرف لذهبت معهم ،فقد هدني التعب،والحياة ليست سوى وجوه وعتبات ،
وشقائق النعمان ستذبل مع الأيام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.