الصفحات

مذكرات ثائرة 2 || وليد.ع.العايش

يوم دسست الورقة بين طيات دفترك المدرسي ، ارتعدت فرائصي دفعة واحدة ، ارتعشت يداي ، حاولت استعادتها لكن وصول زميل جعلني أتقهقر ، خشيت حينها أن ينعتني بالسارق ، فذهبت الورقة مع نهاية يوم من أيام الأسبوع لم أعد أذكره .
كان العرق مدرارا على جبيني ، وعيني ، وكأنني خارج للتو من تحت مطر غزير ، بينما الكلمات انحبست خلف القضبان ، لاحظ صديقي بأني لست على مايرام ، أمعن النظر إلى وجهي المتعرق الأحمر ...
- مابك يا صديقي ... هل يوجعك شيء ما ...
- لا ... لا ... لاشيء ... أنا بخير .
- تتعرق كثيرا منذ ساعات ، ماذا أصابك ... ماذا حصل لك .

لم أقدر على إجابته على أسئلته يومها ، كل ما فعلته بأني على مايرام ولا شيء آخر .
كانت الأفكار تسافر مع غيوم الخريف ، تلعب بذاكرتي وكأنها دمية صنعت من قش ، تلهو بي كيفما شاءت ، النوم لم يزرني في تلك الليلة ، أين ذهبت أيها النوم ...
عندما ولج الطعام ثغري الصغير ، أبى أن يتابع مسيره ، تركت الطعام ثم انزويت إلى غرفتي الململمة الحواف ، دخلت أمي والخوف يعتري وجهها .
- لماذا لم تأكل يابني ، مابك ، هل تذهب إلى الطبيب ...
- لا شيء يا أماه ، أود أن أراجع دروسي وأكتب وظائفي ، أرجوك دعيني لوحدي ...
قلت ذلك كما المجنون وأنا لا أدري كيف تجرأت على قوله بحضرة سيدة النساء .
طال الليل كثيرا ، ظننت بأن دهرا كاملا يمر اليوم ، الفجر يتباطأ بالحضور ، ابتسمت الشمس ساخرة ، ارتديت ملابس المدرسة بتثاقل ، وانطلقت إلى المدرسة القابعة خلف رابية بدأت تكتسي بثوبها الأصفر ... أتذكرين ...
................
وليد.ع.العايش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.