أقام المركز الثقافي العربي في جرمانا ضمن فعاليات ملتقاه الثقافي كل يوم ثلاثاء محاضرة ثقافية بعنوان : المشروع القومي العربي إلى أين . للدكتور حسين جمعة . يوم الثلاثاء 30 / 8/2016 في تمام الساعة الثامنة مساء .
وقد قدم للمحاضرة رئيس المركز الثقافي بجرمانا الأستاذ منهال الغضبان قائلا (( : د . حسين جمعة أهلا بك في ملتقى جرمانا الثقافي بين أهلك ومريديك من المثقفين ؛ ولنبدأ من عنوان محاضرتك " المشروع القومي العربي إلى أين " . هذا المشروع الذي انتقل من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل . كان أقله تبلوره كمشروع فكري واضح المعالم والأهداف ، يعمل على إنتاج دولة العرب بامتداداتها التي تشمل جغرافيا الوطن العربي ببناه التحتية والفوقية . من جغرافيا واقتصاد ومجتمع إلى قادة فكر وتنظير ونظريات وتنظيمات ومنظمات قومية وضحت شكله ولون وجهه وأهدافه ومراميه . .. لكن حالت دون ذلك عوائق ذاتية وموضوعية ، داخلية وخارجية الخ ..
والآن كيف العودة لهذا المشروع وما هي إمكانية انهاضه من جديد ، وبأي الأدوات نعيد إحياءه . إلى غير ذلك من رؤى تعيد لهذا المشروع القومي العربي وجهه ، والحلم به كمشروع قابل للتطبيق . . .
لنبق مع الدكتور جمعة ومقارباته التي تجيب على مفتاح المحاضرة وعنوانها " المشروع القومي العربي إلى أين .ولن نذهب بعيدا ولن نذهب مع مقولة جمال الدين الأفغاني بقولها : العربي يعجب بماضيه و بأجداده ، وهو في أشد الغفلة عن حاضره وغده . . ولن نكون عصابيين على حد رأي فى فرويد بأن نشيح عن الواقع لأنه كله أو بعضه لا يطاق . لذا لنا بموضوعيتك كباحث ومفكر بر امان . فتفضل للكلام مشكورا . ". )) .
بدأ الدكتور حسين جمعة محاضرته بتحية الحاضرين معتزا بهم كمثقفين أجلاء ، قادرين على التمييز بين الغث والسمين ، مدركين قيمة الثقافة ، عاملين على إجلالها . .
تناول الدكتور جمعة موضوع المشروع القومي العربي الذي تكون من خلال التيارات القومية العربية التي برزت بقوة متبنية خطابا يدعو الى وحدة الأمة العربية ، وإنهاء حالة التمزق والفرقة ، والقضاء التام على الاستعمار ، والتحرر من الفكر المتخلف ومواجهة الصهيونية ، متبنية الفكر الاشتراكي للوصول إلى العدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضاء التام على الاستعمار والفقر و البطالة والسعي إلى نهضة البلاد . .
غير أن هذا المشروع الذي حقق بعض الإنجازات هوجم من أعداءالداخل و الخارج . ومن هنا برزت ضرورة تطوير خطاب المشروع النهضوي العربي لوضع الأمة العربية في الاتجاه الصحيح لتحقيق مكانة لائقة بها في الحياة . من خلال حوار موضوعي مع الخطاب المناوئ له ، يكون قادرا على الاتصال به للارتقاء بالحياة تحت ضوء ما يحقق لهم من منافع ورغبات ، ومواجهة من يبيع نفسه للشيطان , ووقوفه موقف العدالة للأمة العربية . .
لهذا وجب قراءة الماضي قراءة واعية موضوعية ، من حيث الأسس التي قام عليها والتي تعد تراكماً معرفياً واجتماعياً ، خلال صيرورتها الزمانية ، وللإفادة منها لابد من تحويلها واختيار ما يناسبنا من عناصر العادات والتقاليد المدونة . والاستعلام العلمي الموضوعي ، وفق مواصفات اجتماعية وثقافية وطنية ؛ يحقق التقاء راقيا ينهض برسالة الأمة . .
في حين يطرح الحوار مع الآخر قيمة حقيقية من حيث تحقيق المشروع العربي النهضوي ، ببنائه على أسس علمية موضوعية ، ترسم نقاط التوظيف الموضوعي والعلمي للتراث في صميم حاجتنا إليه دون الوقوع في مطب التقديس له .
واذا كانت عملية التحرير النهضوي والتطوير في أي مشروع عربي تتحقق من داخله لدراسته وتحليله وبيان إيجابياته و سلبياته ، فإنها تكتسب غنى مناهج جديدة بالمثاقفة الفاعلة مع الآخر .
ثم تناول الدكتور موضوع ثبات الهوية الوطنية والقومية في إطار التطور . إذ عرض الكوارث التي تعرضت لها من حيث التهويد والتشويه والتضليل والتزوير .
وهذا كله نفذ في بعض الأحيان بيد عدد من أبنائها ، إما جهلا وإما تواطؤا وعمالة وتعبية .
وقد تكون خطورته أشد حين تكمن فيه كتضليل و تزوير منهجي ، يتبنى رؤى علمية موضوعية مواكبة لحركةالتغيير الكبرى في المعارف والتقنيات ، وخاصة في الأزمات .
يقول الدكتور جمعة : إن العروبة كفكرة غير منجزة ، أما كشخصية فهي منجزة .
لماذا لا يقبلني الغربي باعتبار هويتي غير منجزة ؟ ويعتبرني متخلفا لا أؤمن إلا بالجنس ، وبعقل غيرموضوعي لا يقبل الاخر .
ثم ينتقل إلى عرض البنية المجتمعية للعرب من حيث تنوعها وتعددها معتبرا هذا التنوع ثراء والتعدد غنى في إطار الوحدة المجتمعية لمفهوم العلاقة الجامعةالتي تتشكل بمفهوم المواطنة . وفي ظل حماية القانون للتوصل إلى العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
لقد قامت الدوائر المعادية للهوية الوطنية والقومية بتمزيق هذه الوحدة إذ لعبت على الانتماءات الصغرى للذات ولحمتها الاجتماعية ، فقدمت الانتماء للطائفة او الحزب
أو للعرق أو للشريحة ، على الانتماء للوطن .
وذكر الدكتور جمعة بصدد الحرية والديمقراطية ما فحواه أن أخطر هجوم تعرض له المشروع النهضوي العربي ذلك الذي انصب على ممارسة حركاته للحرية والديمقراطية ، حيث سلطت الحركات المناوئة كل إمكانياتها لنسف هذا المشروع ووجوهه الخيرة والنيرة .
إن أعداء الأمة يريدون أن يظهروا المشروع النهضوي العربي بأنه مشروع مختل غير عقلاني غير قادر على الصمود لأنه لا ينسجم مع متطلبات الحياة الديمقراطية للمجتمع المتحضر .
ولا بد من جهة المعرفة بممارسة الحرية تطبيق الديمقراطية وفق حاجاتنا.
ما تحتاج إليه الديمقراطية هو الحوار والاعتراف بالآخر واحترامه وتقديره بوصفه شريكا في الوطن والحياة .
أن مواكبة التجارب الديمقراطية التي تعزز حرية الإنسان وتحقق له العدالة الاجتماعية والكرامة ؛ منتج بالغ الأهمية حين تكون الحرية المسؤولة في ممارسة الديمقراطية قد قضت على أنماط الانغلاق والجمود والتحجر . وحين ذاك يصبح المشروع النهضوي العربي مشروعا متقدما وناجزا ..
طاهر مهدي الهاشمي
وقد قدم للمحاضرة رئيس المركز الثقافي بجرمانا الأستاذ منهال الغضبان قائلا (( : د . حسين جمعة أهلا بك في ملتقى جرمانا الثقافي بين أهلك ومريديك من المثقفين ؛ ولنبدأ من عنوان محاضرتك " المشروع القومي العربي إلى أين " . هذا المشروع الذي انتقل من الوجود بالقوة إلى الوجود بالفعل . كان أقله تبلوره كمشروع فكري واضح المعالم والأهداف ، يعمل على إنتاج دولة العرب بامتداداتها التي تشمل جغرافيا الوطن العربي ببناه التحتية والفوقية . من جغرافيا واقتصاد ومجتمع إلى قادة فكر وتنظير ونظريات وتنظيمات ومنظمات قومية وضحت شكله ولون وجهه وأهدافه ومراميه . .. لكن حالت دون ذلك عوائق ذاتية وموضوعية ، داخلية وخارجية الخ ..
والآن كيف العودة لهذا المشروع وما هي إمكانية انهاضه من جديد ، وبأي الأدوات نعيد إحياءه . إلى غير ذلك من رؤى تعيد لهذا المشروع القومي العربي وجهه ، والحلم به كمشروع قابل للتطبيق . . .
لنبق مع الدكتور جمعة ومقارباته التي تجيب على مفتاح المحاضرة وعنوانها " المشروع القومي العربي إلى أين .ولن نذهب بعيدا ولن نذهب مع مقولة جمال الدين الأفغاني بقولها : العربي يعجب بماضيه و بأجداده ، وهو في أشد الغفلة عن حاضره وغده . . ولن نكون عصابيين على حد رأي فى فرويد بأن نشيح عن الواقع لأنه كله أو بعضه لا يطاق . لذا لنا بموضوعيتك كباحث ومفكر بر امان . فتفضل للكلام مشكورا . ". )) .
بدأ الدكتور حسين جمعة محاضرته بتحية الحاضرين معتزا بهم كمثقفين أجلاء ، قادرين على التمييز بين الغث والسمين ، مدركين قيمة الثقافة ، عاملين على إجلالها . .
تناول الدكتور جمعة موضوع المشروع القومي العربي الذي تكون من خلال التيارات القومية العربية التي برزت بقوة متبنية خطابا يدعو الى وحدة الأمة العربية ، وإنهاء حالة التمزق والفرقة ، والقضاء التام على الاستعمار ، والتحرر من الفكر المتخلف ومواجهة الصهيونية ، متبنية الفكر الاشتراكي للوصول إلى العدالة الاجتماعية والاقتصادية والقضاء التام على الاستعمار والفقر و البطالة والسعي إلى نهضة البلاد . .
غير أن هذا المشروع الذي حقق بعض الإنجازات هوجم من أعداءالداخل و الخارج . ومن هنا برزت ضرورة تطوير خطاب المشروع النهضوي العربي لوضع الأمة العربية في الاتجاه الصحيح لتحقيق مكانة لائقة بها في الحياة . من خلال حوار موضوعي مع الخطاب المناوئ له ، يكون قادرا على الاتصال به للارتقاء بالحياة تحت ضوء ما يحقق لهم من منافع ورغبات ، ومواجهة من يبيع نفسه للشيطان , ووقوفه موقف العدالة للأمة العربية . .
لهذا وجب قراءة الماضي قراءة واعية موضوعية ، من حيث الأسس التي قام عليها والتي تعد تراكماً معرفياً واجتماعياً ، خلال صيرورتها الزمانية ، وللإفادة منها لابد من تحويلها واختيار ما يناسبنا من عناصر العادات والتقاليد المدونة . والاستعلام العلمي الموضوعي ، وفق مواصفات اجتماعية وثقافية وطنية ؛ يحقق التقاء راقيا ينهض برسالة الأمة . .
في حين يطرح الحوار مع الآخر قيمة حقيقية من حيث تحقيق المشروع العربي النهضوي ، ببنائه على أسس علمية موضوعية ، ترسم نقاط التوظيف الموضوعي والعلمي للتراث في صميم حاجتنا إليه دون الوقوع في مطب التقديس له .
واذا كانت عملية التحرير النهضوي والتطوير في أي مشروع عربي تتحقق من داخله لدراسته وتحليله وبيان إيجابياته و سلبياته ، فإنها تكتسب غنى مناهج جديدة بالمثاقفة الفاعلة مع الآخر .
ثم تناول الدكتور موضوع ثبات الهوية الوطنية والقومية في إطار التطور . إذ عرض الكوارث التي تعرضت لها من حيث التهويد والتشويه والتضليل والتزوير .
وهذا كله نفذ في بعض الأحيان بيد عدد من أبنائها ، إما جهلا وإما تواطؤا وعمالة وتعبية .
وقد تكون خطورته أشد حين تكمن فيه كتضليل و تزوير منهجي ، يتبنى رؤى علمية موضوعية مواكبة لحركةالتغيير الكبرى في المعارف والتقنيات ، وخاصة في الأزمات .
يقول الدكتور جمعة : إن العروبة كفكرة غير منجزة ، أما كشخصية فهي منجزة .
لماذا لا يقبلني الغربي باعتبار هويتي غير منجزة ؟ ويعتبرني متخلفا لا أؤمن إلا بالجنس ، وبعقل غيرموضوعي لا يقبل الاخر .
ثم ينتقل إلى عرض البنية المجتمعية للعرب من حيث تنوعها وتعددها معتبرا هذا التنوع ثراء والتعدد غنى في إطار الوحدة المجتمعية لمفهوم العلاقة الجامعةالتي تتشكل بمفهوم المواطنة . وفي ظل حماية القانون للتوصل إلى العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
لقد قامت الدوائر المعادية للهوية الوطنية والقومية بتمزيق هذه الوحدة إذ لعبت على الانتماءات الصغرى للذات ولحمتها الاجتماعية ، فقدمت الانتماء للطائفة او الحزب
أو للعرق أو للشريحة ، على الانتماء للوطن .
وذكر الدكتور جمعة بصدد الحرية والديمقراطية ما فحواه أن أخطر هجوم تعرض له المشروع النهضوي العربي ذلك الذي انصب على ممارسة حركاته للحرية والديمقراطية ، حيث سلطت الحركات المناوئة كل إمكانياتها لنسف هذا المشروع ووجوهه الخيرة والنيرة .
إن أعداء الأمة يريدون أن يظهروا المشروع النهضوي العربي بأنه مشروع مختل غير عقلاني غير قادر على الصمود لأنه لا ينسجم مع متطلبات الحياة الديمقراطية للمجتمع المتحضر .
ولا بد من جهة المعرفة بممارسة الحرية تطبيق الديمقراطية وفق حاجاتنا.
ما تحتاج إليه الديمقراطية هو الحوار والاعتراف بالآخر واحترامه وتقديره بوصفه شريكا في الوطن والحياة .
أن مواكبة التجارب الديمقراطية التي تعزز حرية الإنسان وتحقق له العدالة الاجتماعية والكرامة ؛ منتج بالغ الأهمية حين تكون الحرية المسؤولة في ممارسة الديمقراطية قد قضت على أنماط الانغلاق والجمود والتحجر . وحين ذاك يصبح المشروع النهضوي العربي مشروعا متقدما وناجزا ..
طاهر مهدي الهاشمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.