الصفحات

لمن هم مصلُ الحياةِ | علياعيسى

لمن هم مصلُ الحياةِ
وقفوا كُرمى سليلةَ الآلهةِ
بكاملِ إنسانيّتهم
سدّا أمامَ تفشّي الوباءِ
تتوّجوا مآذنَها
و تقلّدوا كنائسَها
فكانوا الكماةَ وماجوا برجولَتِهم
مشعلينَ ثراها
بأجسادهم
قناديلَ كرامةٍ و نبوءةَ بقاءٍ وشفاءٍ

........
فهل أتاكَ
حديثُ موتٍ غشيهُ الذهولُ
حيثُ الأشلاءُ
تخيفُ قاتلاً بها مقتولا
إذ الثّكالى تأوي بغصّاتها التّنزيلَ
فتسجدُ الأنبياءُ
للدّمعِ الجليل
و بلا منازلَ
يعجنُ نورُ الصغار
خبزَ الحنين بدماءِ المناجلِ
ينتظرُ
استيقاظَ العيدِ في جباه السّنابلِ
ليقبّل صبحَهم
وجنةَ هابيلَ القتيل
فيشربُ الموتُ
موتَهُ المزعومَ الانتماءِ
في كلِّ حصارٍ
نيرانُهُ كانت برداً وماء
فتحت جلودِ المحاصرينَ
سدنةُ عرشٍ يصلّونَ و ملائكةٌ مرسلين
تراتيلهم استسقاء
للمدفونِ بشحوبهم سرُّ البقاء
ولكنْ شُبّهَ للقاتلين!!
تلكَ تعويذةُ تّرابنا
فالويلُ
........الويلُ يا ماراقون!
كيف سيفقهُ نعيقُ الغربانِ
أنّها إرادةُ من تجندلَ بحبِّ الأوطانِ!
جندٌ عتادُهم
حجُّ جباهٍ و أعناقٍ
أما رأيتَ كيف يتعانقُ
ركامٌ
بسبابةٍ وخنصرٍ جبّار ؟
رَفعوا فوق أشلائهم أكاليلَ الغارِ
و كيف تحيكُ أصابعٌ مبتورةٌ
بهويةِ الاحتضارِ
جلودَها المسلوخةَ
لتلبَسَها أعلامَ صبرٍ
في فرحٍ يهطلُ من جبهةِ النّار
يوم سيزغردُ الرصاصُ
للانتصار
أتعلمون !
كيف تُوقِدُ
أثداءُ الأمهاتِ حليبَها و الوريدَ ؟
زيتاً لمحرابِ الصابرين
فيدفأَ بالمهدِ يسوعٌ جديد
و يمضغُ الرجالُ المرابضونَ
الخوفَ و الوعيدَ
بأفواهٍ تفلحُ بصهيلها الحديد
لا تسل !
كم ركعَ بجبينهم إجلالا عزرائيل؟
هم رجالُ جيشٍ جبّار
أعلنَ الشّهادةَ للحياةِ اختصارٌ

علياعيسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يمنع نشر أي تعليق مسيء للأديان السماوية, أو يدعو للتفرقة المذهبية والتطرف, كما يمنع نشر أي موضوع أو خبر متعلق بأنشطة إرهابية بكافة أنواعها أو الدعوة لمساندتها ودعمها,أو إساءة للشخصيات العامة
كُل المحتوي و التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع .
بعض صور الشعراء و الشاعرات غير صحيحة، نرجو تبليغنا إن واجهت هذى المشكلة
إدارة الموقع لا تتابع التعليقات المنشورة او تقوم بالرد عليها إلى نادراً.